(د ب أ)- ذكرت المعارضة الفنزويلية أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي شارك بها ملايين الأشخاص في الشوارع أمس الأربعاء، ستستمر رغم الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن مقتل متظاهرين شابين. وقال زعيم المعارضة إنريكي كابريليس لدى إعلانه مزيدا من الاحتجاجات خلال اليوم الخميس: “عندما يخرج ملايين الأشخاص إلى الشوارع اليوم، ينبغي أن يخرج المزيد غدا”. وبينما لم ترد أرقام رسمية عن عدد المشاركين في المظاهرات، قدر معهد ميجاناليسيس لاستطلاعات الرأي المتحالف مع المعارضة، عدد المشاركين بنحو ستة ملايين فنزويلي في أنحاء البلاد، من بينهم نحو 5ر2 مليون شخص في العاصمة كراكاس وحدها. وأعلنت السلطات الفنزويلية أن شابا وشابة قتلا بالرصاص جراء الاحتجاجات التي دفعت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وتم اعتقال أكثر من 400 شخص. وأصيب الطالب الجامعي كارلوس مورينو 17/ عاما/ بطلق ناري في الرأس في كراكاس خلال المظاهرات وتوفي بعد خضوعه لجراحة، حسبما ذكرت صحيفة “إل ناسيونال”. وقال مكتب النائب العام إنه يحقق في الحادث الذي أرجعه زعماء المعارضة إلى عصابات مسلحة يقال إنها موالية لحكومة الرئيس نيكولاس مادورو. وقتلت شابة 23/ عاما/ قالت وسائل إعلام إنها طالبة جامعية بطلق ناري أثناء الاحتجاجات في مدينة سان كريستوبال غربي البلاد. كما أحد عناصر الحرس الوطني، بحسب صحيفة “إل ناسيونال”. وبذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين قتلوا خلال أسبوعين من الاحتجاجات المناهضة لحكومة مادورو إلى تسعة أشخاص. ووقعت أعمال شغب واسعة النطاق في مظاهرة ضخمة في العاصمة الفنزويلية للمطالبة بإجراء انتخابات ووضع حد لنظام الرئيس مادورو بشكل متزايد في الذكرى السنوية الرابعة لرئاسته. وتحولت المظاهرات إلى أعمال عنف واستخدمت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لفض المتظاهرين. وتحمل المعارضة الفنزويلية مادورو المسؤولية عن الأزمة السياسية والاقتصادية الطاحنة التي أصابت فنزويلا، صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم. وأغلقت قوات الأمن الكثير من الطرق المؤدية إلى كراكاس، وأغلقت محطات مترو الأنفاق لعرقلة المعارضة عن الحشد لهذه المظاهرة. وكان مادورو قد تولى منصب رئيس البلاد خلفا لهوجو تشافيز في مثل هذا اليوم عام 2013 . وأطلقت المعارضة الفنزويلية على مسيرة اليوم “أم المظاهرات”. وانطلقت الاحتجاجات في أعقاب محاولة فاشلة في 30 آذار/مارس الماضي من المحكمة العليا الموالية للحكومة لتجريد الجمعية الوطنية، التي تسيطر عليها المعارضة، من سلطاتها التشريعية . وتثير الاضطرابات في فنزويلا القلق في المنطقة المحيطة بها . وقبل المظاهرات، حثت 11 دولة في أمريكا اللاتينية ومنظمة الدول الأمريكية مادورو على الحفاظ على السلام وضمان حق المتظاهرين في الاحتجاج السلمي. وردا على ذلك، وصفت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريجيز هذا الطلب بأنه انتهاك “وقح” لسيادة فنزويلا. وتصاعدت الأزمة السياسية في فنزويلا في الشهور الأخيرة إلى جانب أزمة اقتصادية أدت إلى نقص واسع النطاق في الأغذية والأدوية. وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية أمس الأول الثلاثاء إن آلاف الفنزويليين سعوا للحصول على اللجوء في البرازيل المجاورة .
مشاركة :