أثناء زيارة وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الاربعاء إلى الرياض، أشاد الأخير بالدور الذي تؤديه السعودية في الشرق الاوسط مؤكدا عزم الولايات المتحدة على التصدي لجهود إيران في زعزعة الاستقرار في المنطقة. ماتيس صرح بعد لقائه الملك سلمان وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن إيران تعتبر السبب الرئيسي في انتشار النزاعات في المنطقة، وفي المقابل أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة، والحيوية إلى العالم كما قال. الدعم العسكري لعمليات التحالف في اليمن لم يوضح ماتيس ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تعتزم زيادة الدعم العسكري لعمليات التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، ولكنه صرح في المقابل أن الولايات المتحدة ترمي إلى دفع النزاع إلى المفاوضات مثمرة ترعاها الأمم المتحدة. انتقادات دولية تتردد الولايات المتحدة في تقديم مزيد من الدعم العسكري، لكن الانتقادات الدولية التي تعرض لها التحالف على خلفية العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين سقطوا في عمليات له. الادارة الاميركية لم توضح إذا كانت ستعدل عن قرارها بشأن تعليق تزويد السعودية بقنابل دقيقة التوجيه، الامر الذي بادرت اليه ادارة باراك اوباما في كانون الاول/ديسمبر على خلفية قلقها حيال عدد الضحايا المدنيين في اليمن. وبعد أشهر طويلة من الفتور في ظل ادارة اوباما، عاد الطرفان للعمل على اعادة ترميم العلاقة التي طغى عليها شعور الرياض بالتهميش بعيد توقيع الاتفاق النووي مع طهران، الخصم اللدود للمملكة المحافظة. ومنذ تدخل التحالف في هذا البلد في اذار/مارس 2015 قتل أكثر من 7700 شخص معظمهم مدنيون. حزب الله جديد يبدو أن الرياض وجدت في ادارة ترامب آذانا صاغية تتفاعل مع قلقها من “التدخلات الايرانية” في دول المنطقة، خصوصا مع تكثيف مسؤولي هذه الادارة اتهاماتهم لطهران بزعزعة استقرار المنطقة وتلويحهم باتخاذ اجراءات بحقها. فرض عقوبات وفي شباط/فبراير، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران بسبب اجرائها تجربة جديدة على صاروخ بالستي. وكانت هذه العقوبات الاولى التي تقرها ادارة ترامب واستهدفت 25 فردا وكيانا يشتبه خصوصا في انهم قدموا دعما لوجستيا ومعدات الى برنامج الصواريخ الإيرانية. وترغب واشنطن في ان تعزز المملكة دورها في التحالف الدولي ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق وسوريا، خصوصا عبر زيادة ضرباتها الجوية وتقديم مساعدات انسانية اكبر. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية الثلاثاء ان “الحرب ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية تبقى الاولوية” بالنسبة الى القوات الاميركية. والى جانب اليمن وايران، يفترض ان يكون تناول ماتيس في لقاءاته مع القادة السعوديين الموقف الاميركي المستجد من نظام الاسد بعد الضربة الاميركية الاخيرة ضد قاعدة جوية غداة هجوم كيميائي قتل فيه العشرات واتهمت واشنطن القوات السورية بالوقوف خلفه. والسعودية هي المحطة الاولى في جولة لماتيس في المنطقة تشمل ايضا مصر واسرائيل وقطر وجيبوتي.
مشاركة :