السعودي إياد الحكمي يتألق في الحلقة ما قبل الأخيرة من "أمير الشعراء"

  • 4/20/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

السعودي إياد الحكمي يتألق في الحلقة ما قبل الأخيرة من أمير الشعراءيواصل برنامج أمير الشعراء في أبوظبي تقديم خيرة الشعراء لجمهور الشعر العربي الفصيح، وقد بلغ مرحلته ما قبل النهائية، ليتم الأسبوع القادم اختيار الفائز باللقب من بين الشعراء الذين بلغوا هذه المرحلة المتقدمة من البرنامج الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.العرب  [نُشر في 2017/04/20، العدد: 10608، ص(14)]من من هؤلاء سيتوج بلقب الأمير أبوظبي - في تاسعة أمسيات “أمير الشعراء” في حلقته ما قبل الأخيرة، كان جمهور الشعر على موعد مع الشعراء الذين سيتأهلون إلى الحلقة الأخيرة من البرنامج، والتي سيتم خلالها تتويج أمير الشعراء السابع مساء يوم الثلاثاء القادم 25 أبريل 2017. كما جرت عادة البرنامج، قبل بدء المنافسات التي نقلتها قناة بينونة وقناة الإمارات على الهواء مباشرة، أعلن المقدمان نادين الأسعد ومحمد الجنيبي عن الشاعر الذي تأهل بفضل تصويت الجمهور عن الحلقة الماضية بعد إضافة علامات لجنة التحكيم إلى النتيحة، فحظي الشعراء الأربعة بدرجات متفاوتة؛ إذ حصل كل من وليد الخولي وهندة بنت الحسين على 43 بالمئة، فيما حصلت عبلة جابر على 66 بالمئة، أما ناصر الغساني فقد استطاع الحصول على 70 بالمئة، ليتأهل بذلك إلى المرحلة النهائية رفقة الشعراء الذين سيتنافسون على اللقب، وهم أفياء أمين من العراق، وإياد الحكمي من السعودية ومواطنه طارق الصميلي، وحسن عامر من مصر، وشيخنا عمر من موريتانيا، وهم الذين حكّمت شعرهم اللجنة المكونة من النقاد عبدالملك مرتاض، وصلاح فضل، وعلي بن تميم. وخلال حلقة الثلاثاء تم شرح آلية تنافس الشعراء الستة، فمنحتهم لجنة التحكيم 30 درجة خلال تلك الحلقة، و30 درجة مخصصة للحلقة النهائية التي ستكون يوم الثلاثاء القادم 25 أبريل، وفي الأسبوع الأخير ستعلن نتائج تصويت الجمهور، ليخرج الشاعر الأقل درجات من المنافسة مع بداية الحلقة، ويبقى فقط خمسة شعراء يتنافسون من خلال درجات اللجنة وتصويت الجمهور على المراكز الخمسة. شعراء اللقب على مسرح شاطئ الراحة كانت أفياء أمين أوّل الشعراء الذين ألقوا قصائدهم، وكانت للجمهور فرصة سماع قصيدتها “مرآة لشمس وحيدة”، تقول الشاعرة: مكابرةٌ كأني لست وحدي أنا عينان من نار وورد أنا روحٌ تلوح بها إناثٌ نظمن لآلئ الغرقى بعقدي وقفن على حرائق ذكريات ينحن على قميص لم يـقـد إذا أشواقك انتبذت غماماً وهزت نخلةً في أرض وعدي بذكاء وظفت الشاعرة في قصيدتها التناص من خلال استخدامها إشارات موجزة، كما كانت تتلاعب بالألفاظ في نصها، معبّرة عن تجربة أليمة في مقاومة الهجر والصدود، تنم عن نشدان الحب والأمان والسلام في ظل عراق آمن. “نص مليء بعذابات المرأة العراقية رغم إيقاعه الجميل “، كما اعتبرته اللجنة.بعد قراءة الشعراء منحت اللجنة أعلى درجاتها لإياد الحكمي الذي حصل على 28 درجة من أصل 30، تلاه حسن عامر بـ26 درجة ثاني شعراء الأمسية كان إياد الحكمي الذي قرأ قصيدة بعنوان “طللية أخيرة للمغني” يقول الشاعر: المجازات كلها لا تقول والكنايات هاجس مستحيل آية الشعر أن أحدق حتى يعتريني من الذهول ذهول قاتم ضوء فكرة وكثيف كدماء على الدماء تسيل لغتي ما تشاء بغداد لكن الأناشيد ما يشاء المغول وقد نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، حيث يوقظ النص المخيلة كما كانت الطللية الجاهلية التي اتخذت هذه القصيدة عنوانها منها. و”لكل عصر أطلاله ورموزه، ويظل الشاعر هو من يستقطب رؤيته الكونية للحياة، وطللية إياد فائقة الجمال”، هكذا كان تقييم صلاح فضل للقصيدة. القصيدة الثالثة التي أمتعت النقاد كانت لحسن عامر، والتي حملت عنوان “على سبيل المقايضة”، يقول عامر: أقايضكم بالملح في بحر غربتي وبالضحكة الأولى وبالقبلة التي.. أقايضكم بالذكريات وبالألى تناسوا مواعيدي فصاحبت عزلتي أريد بلاداً لا تطلّ على دم وليلًا بطيئاً فيه تسهر قهوتي أردّد ما قال الحمام لأيكة على القمر النعسان في حجر شرفتي وقد جاءت هذه القصيدة رداً على لغة الدم والطائفية. وقد نال الإلقاء إعجاب لجنة التحكيم، خاصة عبدالملك مرتاض الذي أشار إلى الدعوة إلى السلام والتسامح الموجودة في النص والتي تحمل إحساساً رقيقاً وعميقاً. كما وجد الناقد في النص تباين كائنين، واحد حي، وآخر جامد، وإلى جانب تضافر السمات كانت تتفاعل اللغة الشعرية بتناسق وانسجام.من من هؤلاء سيتوج بلقب الأمير ونوه علي بن تميم بمستوى القصيدة الشكلي وزنا وقافية، كما اعتبر أنها قصيدة تحمل سمات الخاطرة، إذ تخرج من الاستطراد وتذهب نحو الخاطرة السريعة، وتعتمد التكرار للتدليل، أما الانكسار فهو سمتها. “عودي” كان عنوان نص شيخنا عمر الذي بان فيه الشاعر متمسكا بأسلوب صوره الشعرية التي قدمها في نصوصه السابقة، يقول الشاعر: عودي فلا وقت للأعصاب في لغتي كيلا يفوح ارتباك الصبر من شفتي فكي هوى النظرات السارقات مدى ما كان إلا لإمعاني وفلسفتي ماذا عليك وقد دب الأسى لغة تذيب في شاطئ الإمعان أشرعتي؟ أنا اعتدالك فوق الموج مرغمةً.. مجداف قلبك رغم البعد.. مبعدتي واعتبرت اللجنة شعره عجيبا وتراكيبه غير مألوفة وهو يتحدث عن قصة حب. النص قدّم الكثير من البراهين على حب الشاعر، وهي تجمع بين التصويري والتقريري، لكن شيخنا صادق المشاعر، وصوره مثلت لحظة عادية لم تنغمس في المعاناة، والشاعر بقدر ما يتأمل المعاناة يجترح المعجزات. طارق صميلي كان خامس الشعراء، وهو الذي ألقى نصه “قلبٌ من مطر”، وهو قصيدة حب أيضا، يقول فيه صميلي: لأن ذكرك زادي فليطل سفري رحلت لم أنتظر تلويحة القمر لا ظلّ لي كنت ظلا أنت صاحبه فأخّري الليل كي لا يختفي أثري أتيت نحوك كان الشوق يدفعني وكنت تغرين نوم الليل بالسّهر ومن حنيني إليك الدمع يذرفني وفي ضلوعي تشجي سحبة الوتر قلبي تسلّق أشجار الحنين ولم يصل إليك ولم يبلغ إلى خبر وقد أثنى عليه علي بن تميم حين قال “هكذا ينبغي أن يكون الحب صافياً عذباً متناميا، فهو لحظة تقع على حافة الحزن أو حافة الجنون”. لكن الشاعر يقدم نوعا من التجربة الصوفية، في حديثه عن الحب، فيخاطب المجرد المطلق، حيث أن نبرة الصوفية تتجلى في القلب عندما يتسلق الحنين ولا يصل، وكل ذلك ينحو إلى التمثيل الحسي الذي يبلغ طارق مداه عندما يطلب الذوبان في القدر. “في غربة الجسد” هو عنوان النص الذي ألقاه ناصر الغساني الذي كان آخر الشعراء الذين ألقوا قصائدهم في الأمسية ما قبل النهائية. ومما جاء فيه:توجب على الشعراء أن يجاروا خلال دقيقة تلك الأبيات على البحر الطويل والكامل والوافر. فالشعراء قديماً كانوا يُختبرون بالارتجال، واللجنة تريد التأكيد على أنّ مَن اختارتهم جيدون هنالك ارتشف الأوجاع وانتحبا وظل في لجة التأويل مغتربا يمشي على التيه نار الشك في دمه وغيمه إن تشظى يمطر اللهبا مداره اليأس بالأوهام يسحقه يا حظه شربت آماله السغبا قد كان بين جهات الريح أغنية والصمت يوشك في الأضلاع أن يثبا كأنه حين يمشي الكون ينكره حتى الرمال تعاف الخطو والتعبا وهو نص اعتبرته اللجنة طريفا إذ لا يدور حول غربة الروح كما يفعل الشعراء، بل حول غربة الجسد. والاغتراب حالة شعرية للكثير من الشعراء، فتقر في قلوبهم مرارة لا خلاص منها، وعندما ينتحب الشاعر فلا مجال لأي تأويل، خاصة إن أمطر غيمه باللهب. الارتجال والارتقاء بعد انتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم، تحدث علي بن تميم عن الارتجال، حيث قام كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم بطرح بيت شعر، وتوجّب على الشعراء أن يجاروا خلال دقيقة تلك الأبيات على البحر الطويل والكامل والوافر. فالشعراء قديماً كانوا يُختبرون بالارتجال، واللجنة تريد التأكيد على أنّ مَن اختارتهم جيدون. وأبدى النقاد آراءهم فيما قدم الشعراء، فأثنوا على بعضهم، ووجهوا بعض الملاحظات لسواهم، فأشادوا بما قدم كل من إياد وحسن وطارق وناصر وشيخنا، لكن اللجنة أكدت على أن الشاعر الذي يفشل في الارتجال ليس معناه أنه ليس شاعراً، ذلك أن الارتجال يقيس السرعة وليس الشاعرية. بعد قراءة الشعراء منحت اللجنة أعلى درجاتها لإياد الحكمي الذي حصل على 28 درجة من أصل 30 درجة، تلاه حسن عامر بـ26 درجة، ثم طارق الصميلي بـ24، وتبعته أفياء بحصولها على 22 درجة، ثم ناصر الغساني بـ20 درجة، وحل أخيراً شيخنا عندما حصل على 12 درجة. استضاف “أمير الشعراء” في حلقته ما قبل الأخيرة الفنانة اللبنانية جاهدة وهبه في مسرح شاطئ الراحة لتغني قصيدة جبران خليل جبران التي لحنها محمد عبدالوهاب، وسبق أن غنتها فيروز ومطلعها “سكن الليل وفي ثوب السكون تختبي الأحلام”.

مشاركة :