شهدت مكة المكرمة أمس الأول الخميس أمطارًا غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وتركزت غزارتها في أحياء العمرة والبحيرات وشارع الحج وجبل النور والشرائع، وعاش الأهالي يومًا مخيفًا على خلفية كارثة جدة وذلك جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة يوم أمس واستمرت لعدة ساعات وما نتج عن ذلك من جريان السيول المنقولة التي داهمت تلك الأحياء وتسببت في خسائر مادية كثيرة وتلفيات في بعض الممتلكات وقد غمرت تلك السيول عددًًا كبيرًا من السيارات التي جرفتها وارتفع منسوب المياه في الشوارع وقطع الطرق الرئيسة والفرعية كما أدى ذلك إلى عرقلة الحركة المرورية واحتجاز لعدد من المواطنين وانهيار لبعض جدران المنازل القديمة وانقطاع الكهرباء عنها وبعضها شهدت حرائق والتماسات كهربائية نتيجة العواصف الرعدية كما تضرر من ذلك برج الساعة وأدى ذلك لإيقافها أثناء هطول الأمطار على العاصمة المقدسة. سيول جارفة وأدت هذه الأمطار الغزيرة إلى جريان سيول جارفة تعرضت لها كافة مدن وقرى مكة المكرمة الأمر الذي دفع بجميع الجهات الحكومية والأمنية إلى الاستنفار لمجابهة الآثار المدمرة لتلك السيول التي ضربت مناطق المنطقة. ورصدت (المدينة) بعد جولة قامت بها عقب هطول الأمطار الغزيرة إلى أن بعض أحياء مكة المكرمة وخصوصًا الأحياء الشمالية تعاني من أخطاء في مشروعات تصريف السيول إلى جانب ضعف مشروعات الأسفلت للطرقات وذلك نتيجة عدم تنفيذ المقاولين لمشروعات البنية التحتية بمواصفات مأمولة كما رصدت عيوبًا في تنفيذ مشروعات الصرف الصحي بشكل فعّال ما أدى إلى طفح المجاري في العديد من الأحياء المكية. أحياء متضررة والتقت (المدينة) بعدد من المواطنين في مواقع متفرقة من الأحياء المتضررة وطالبوا باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع في الأحياء المتضررة بمكة المكرمة نتيجة السيول العارمة بالرغم من وجود شبكة تصريف المياه والأمطار التي كلفت أموالًا كثيرة ولكنها لم تصل للمستوى المأمول، مؤكدين على وجوب تقديم العون والمساعدة للمواطنين المتضررين وشددوا على ضرورة إنشاء لجان ميدانية من الجهات ذات العلاقة لحصر الأضرار وإعادة الخدمات الضرورية كما تذمر المنكوبون من تردي بعض الخدمات وسوء البنية التحتية التي أدت بهم للوقوع كضحايا نتيجة السيول المنقولة. فهد اللهيبي وخالد العتيبي وعبدالرحمن بكر من سكان حي البحيرات قالوا» :إن الأمطار كانت غزيرة جدًا لم يأت مثلها منذ سنوات كاشفةً سوء التصريف السيئ للغاية مضيفين أن المياه خلال فترة قصيرة تجمعت بشكل كبير خاصة تحت جسر البحيرات، الأمر الذي أدى إلى احتجاز العشرات من السيارات مما تسبب في تلف الكثير منها، لافتين إلى أن أمانة العاصمة المقدسة فشلت في تصريف السيول رغم تكرار مثل هذه الفاجعة على مدى السنوات الماضية. وقالوا: مع الأسف لم تستفد الأمانة من الكوارث السابقة متسائلين أين هي عبّارات السيول التي من المفترض أن تحدّ من مدى خطورة المياة المتدفقة من أعالي الجبال؟!. ليلة الجمعة أما أحمد اللقماني فقال: لم أصدق ما حدث لي ليلة البارحة فالحمد لله الذي كتب لي عمر جديد بعد أن رأيت الموت أمامي وذلك عندما جرفت السيول سيارتي لمسافة 200 متر غير أن إحدى الصبات الخرسانية بعد قدرة الله كانت سدًا مانعًا الأمر الذي حدا بي أن ألوذ بالفرار رغم خطورة الموقف وشدة جريان السيل بسرعة كبيرة. وذكروا أن الأمطار تركزت على أحياء التنعيم والبحيرات والنورية وأيضًا طريق مكة - المدينة الذي شهد حالات احتجاز لعدد من عابري الطريق لساعات متأخرة من الليل واصفًا المشهد بالماسأوي، وطالب الأمانة والجهات المعنية بوضع حدّ لتكرار مثل هذه الكارثة التي وصفها بالاختبار الحقيقي لمدى معرفة صلاحية عبارات السيول التي لم تكن بالشكل المطلوب والمأمول. سعد هايل «يمني الجنسية» عبر عن حزنه الشديد نظير ما تعرض له المطعم الذي يعمل فيه قائلًا: تفاجأت بالسيل يدخل إلى المطعم والمحلات المجاورة مسببًا الكثير من الخسائر وأضاف بأن أبرز التلفيات ثلاجة سحبها السيل على مرأى من عيني دون أن أعمل شيئًا . منوهًا إلى ضرورة تفقد سلامة العبارات من عدمها. حدث مؤسف وأشار منصور اليامي إلى أن هذه الأحداث المؤسفة التي تعرض لها حي التنعيم وما جاوره جراء الأمطار الشديدة دعته إلى التفكير بما تعرضت له جدة من كارثة غير مسبوقة في تاريخها مؤكدًا بأن كثافة جريان السيول أدت إلى ارتفاع منسوب المياه وسط الشوارع كما أوضح بأن هذه السيول أظهرت عيوب شبكات المياه غير المؤهلة لاستيعاب كميات الأمطار، حيث كشفت هذه السيول والأمطار عدم نجاح خطط الطوارئ التي أعدتها الدوائر المعنية لمواجهة مثل هذه الحالات. وقال عبدالعزيز الحكمي من سكان حي الشرائع: إن هناك تجمعًا للمياه في بعض المخططات بالحي لا سيما شارع 64 التي تشكلت فيها بركة مياه كبيرة نتيجة وجود مصارف للمياه بشكل سيئ وغير كافية ومن تراكم كميات من الرمال والأتربة في بعض الشوارع منها في مدخل الحي، كما شهد الحي تساقطا للحجارة والأشجار على الشارع العام ما يشكل خطورة على المارين منه. استعدادات الكهرباء وتساءل ياسمين عبدالبارئ عن مدى استعدادات شركة الكهرباء لمثل هذه الظروف المناخية المتوقع حدوثها في مثل هذه الأيام، حيث أبدى معاناته من الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي لمنزله واستمر لأكثر من 3 ساعات مما أدى ذلك إلى التأثير على الأجهزة الكهربائية والمبيت في ليلة ظلماء داخل المنزل بلا كهرباء. وأما يحيى الغامدي فقال لاحظت في الليلة التي شهدت فيها مكة المكرمة أمطارًا شديدة الغزارة غياب رجال المرور عن الميدان ولاحظت بعض الإشارات المرورية متعطلة تسببت في تلبك المركبات وزحام شديدة ما جعل المواطنين يقومون بالعمل المناط برجال المرور في تنظيم حركة السير. وفي السياق نفسه قال الشاب فهد الحارثي من سكان شارع الحج: عند هطول الأمطار صعدت إلى سطح منزلي لكي أشاهد حال الشوارع وما يدور فيها ثم قال: رأيت مناظر مأساوية فقد رأيت السيول تجرف السيارات والمياه تدفع الناس بقوة لكن بصراحة من الصعب أن أصف لكم تلك المشاهد التي تدمع العين. التوقف الإجباري مازن البقمي يتحدث قائلًا: خرجت من المنزل الكائن بضاحية العمرة وذلك من أجل شراء بعض مستلزمات المنزل وفوجئت بمداهمة السيل عند أحد مداخل الحي والرؤية لم تعد واضحة مما جعلني أتوقفت إجباريًا وفي حينها شاهدت مناظر مأساوية فإذا بعدد من السيارات معظمها تحمل أسرًا تدفعهم السيول وارتعبت أكثر ولساني لا يكف عن الدعاء لهم. واما معيض العتيبي فقال: إن مشروعات البناء التحتية وتصريف المياه كانت فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة خصوصًا أن غياب المراقبة والأمانة كان نتيجتها هذه الكارثة وطالب بمحاسبة المقصرين في تنفيذ تلك المشروعات في أحياء شارع الحج وجبل النور والمعيصم. المزيد من الصور :
مشاركة :