ينظم جاليري الزمالك معرضًا لأعمال الفنان الراحل "جمال السجيني" احتافلا بمرور 100 عام على مولده.
ويفتتح المعرض الأحد القادم 23 ابريل الجاري في تمام الثامنة مساء، يقام المعرض في كلا من مقر قاعة الزمالك للفن ومتحف محمود مختار، حيث يزخر المعرض بأعمال الفنان الرائد في فن النحت والتصوير والنحاس المطروق والخزف.
وقد وصف الفنانون والنقاد أعمال جمال السجينى بالقوة والروعة،فتعتبر أعماله، مثله هو، نادرة كهؤلاء من أصحاب المبادئ الثابتة الراسخة، ووفقا لابنه، مجد السجينى، فإن والده "يفضل أن يُلقى بأعماله في النيل على أن يقبل بعمل لا يتفق مع معاييره ومبادئه". وتطبيقا لهذا السبب، ساعد مجد والده ذات مرة في إلقاء منحوتات له في النهر.
يذكر ان أعمال جمال السجينى لم تنل بعد وفاته عام 1977 المكانة الجديرة التي حتما أستحقتها، مما دفع نجله مجد – البالغ من العمر 23 عاما آنذاك - أن لا يعرض أعمال والده لأكثر من ثلاثة عقود، وحرصا منه لم يقتنع مجد أبدا بأى مكان قد يعرض أعمال جمال السجينى والتي نفذها بكل تفان وإخلاص، إلي أن أبدت قاعة الزمالك للفن اهتمامها الفعلي بمشوار والده الفنى، ومن هنا ازدهرت أواصر الصداقة والمودة بين قاعة الزمالك للفن وبين مجد السجينى، ووجد المكان الذي لم يعشق تلك الأعمال فحسب، بل احتفى دائما برفعتها وعظمتها مكانا نال ثقة اثنين من أعز الفنانين.
حب السجيني لمصر دفعه للابتعاد عن هؤلاء ممن كان بإمكانهم مساعدته للوصول إلى الشهرة والمال في مقابل تخليه عن مبادئه ومعتقداته، اختار جمال السجينى أن يكون نزيها، فكان يؤمن بأنه ووطنه يستحقان ما هو أفضل، لذلك انعكس سعيه الدائم للكمال على كل أعماله، كما أنه لم يكن يقيم معارض إلا كل ثمانية أو عشرة أعوام، ويرى مجد "أن كل معرض يحمل رسالة من والده مفادها أنه لم يقدم في حياته عملا بشكل عشوائي أو علي سبيل المصادفة"، وظلت قاعة الزمالك للفن تقيم معارض جمال السجيني، وهذا المعرض الاستيعادى الخامس، بنفس الشغف والحماس.
ومن خلال سعيه الحثيث والدائم نحو الكمال، عاش جمال السجينى حياته وقدم فنه بالشكل الذي يعكس ما يؤمن به من مبادئ، فقد عرف الرجل بشغفه العميق وولائه الاستثنائي وعشقه للجمال مهما كلفه الثمن، وورث مجد تلك القيم وعاش ساعيا إلي الكمال مثل والده حتي رحل عننا فجأة في عام 2015، ولم تنقطع بوفاته أواصر المحبة بين الأعمال الخالدة للفنان الرائد والجمهور الذي عرف قدره بعد وفاته بسنوات.