تهدف مسابقة مهرجان سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي إلى تعميق معاني الشعر المشرقة، من خلال تشجيع الأطفال على حفظ الشعر وإلقائه. اختتم مهرجان سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي فعالياته، أمس الأول، بإقامة حفل في رابطة الأدباء، شهد تكريم الفائزين في مسابقته، التي حظيت بمشاركة واسعة من الأطفال، وأنابت عن الشيخة د. سعاد الصباح، الشيخة شيماء العبدالله والشيخة أمنية العبدالله. حضر الفعالية جمع من المثقفين والقيادات التربوية والمهتمين بثقافة وتنمية الطفل، إضافة إلى عدد من أساتذة اللغة العربية وآدابها من جامعة الكويت ووزارة التربية. وفي كلمة للشيخة د. سعاد الصباح، والتي قرأها بالإنابة عنها مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي، قال فيها: "أهلا بكم في محراب اللغة العربية، وعلى سجادة قداستها المهيبة في ربيعها الأخاذ، هذه اللغة التي أصبحت غريبة بين أهلها في هذا الزمان. حاولوا ذبحها وفق الشريعة الإلكترونية، وجربوا سلخ جدها، لكنها كانت دوما أقوى من جلادها". وتابع: "اخترت أن أكون بالصفوف الأمامية في معركة اللغة العربية. حملت السلاح الأبيض، وقاتلت بقلمي وصوتي وكتبي وفكري وجهدي، لتكون اللغة العربية هي سيدة المكان والزمان، هوية أهلها، التي يحلو بها الشعر وينهض الأدب، وبها نعتز ونفخر كأمة حملت مشاعل الهدى والنور بالقرآن والأخلاق وطيب الكلم الذي اتقنته لغة الضاد: لغة أهل الجنة". وأضاف المسعودي: "إنني إذ أطلق اليوم هذا المهرجان لبراعم الأدب العربي لا أريد أن أزرع شجيرات في ظل ظليل، لتنمو وتطرح أحلى الثمر. فلا يمكن أن أصف لكم سعادتي وأنا أرى هؤلاء الأبناء والأحفاد ممن يشاركون في هذا المهرجان، واخترنا منهم هذه الورود الجميلة". الاهتمام باللغة العربية وعلى هامش الحفل، عبَّر الأمين العام لرابطة الأدباء طلال الرميضي عن سعادته بالمهرجان الأدبي الجميل الذي أقيم برعاية الشيخة د. سعاد الصباح. وقال: "عوَّدتنا دار سعاد الصباح بإقامة المشاريع الثقافية الهادفة، والتي أسهمت في إثراء الحركة الثقافية بالكويت والوطن العربي". وأضاف: "سعدنا برؤية نخبة جميلة من الأطفال الموهوبين الموعودين بمستقبل زاهر في الحركة الثقافية والأدبية. ورابطة الأدباء بدورها تسعد بهذه الفعاليات، ود. سعاد الصباح قامة ثقافية تعتز بها الرابطة، وهي قدوة حسنة لجميع المشتغلين في الحقل الثقافي والأدبي". من جانبه، أشار الوكيل المساعد لقطاع التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم د. عبدالمحسن الحويلة إلى أن هذا المهرجان يسهم في غرس مفاهيم جميلة لدى الجيل الناشئ من البراعم، لافتا إلى أن المهرجان الذي أقيم على مستوى الوطن العربي يؤكد أهمية لغة الضاد، ولغة القرآن الكريم، مشيرا إلى أن وزارة التربية ومسؤوليها يدعمون مثل هذه البرامج والفعاليات. وطالب الحويلة جميع الجهات المسؤولة على مستوى المؤسسات الحكومية وجهات المجتمع المدني بإقامة مثل هذه الفعاليات التي تحث أبناءنا على الاهتمام بلغتنا العربية وعدم هجرتها، ما يسهم في تأصيلها بنفوسهم، وتعزيز مفرداتها وتاريخها الأدبي العظيم المليء بالقصائد الجميلة على مر العصور، متوجها بالشكر والتقدير للشيخة د. سعاد الصباح على هذه المبادرة الجميلة. بدوره، وصف رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة العربية المفتوحة د. حسان الطيان اللغة العربية بأنها لغة الجمال، والبهاء، والبلاغة والبيان. ولفت إلى أن العربية اليوم في محنة وخطر، ومن لم يستشعر هذا الخطر، فهو متغافل عما ألمّ بها من خطر. الأطفال يتنافسون في إلقاء الشعر تضمن المهرجان عدة فقرات، حيث قدم محمد الشمري قصيدة لأبي الطيب المتنبي "صحب الناس". أما حمزة ونور الهدى وائل، فقدما قصيدة نزار قباني "الحمراء". وشارك محمد مسعود وجود الجيران بتقديم خطبة قس بن ساعدة، وقدم عبدالرحمن إبراهيم قصيدة أحمد شوقي "تلك الطبيعة"، وألقى محمد موسى ومحمد الكسراوي وعمرو إيهاب قصيدة "ولدي في المدرسة" للدكتورة سعاد الصباح، وهي قصيدة تنضح بأسمى مشاعر الأمومة. ومع تواصل الحفل، قدم أفنان هشام وأحمد عصام وأسامة محمد وعاطف صابر وعلي الأنصاري قصيدة عنترة بن شداد "لا يحمل الحقد"، وألقى مروان جمال وعبدالرحمن الكندري قصيدة أبي البقاء الرندي "لكل شيء إذا ما تم نقصان"، وهي قصيدة نظمها بعد سقوط المدن الأندلسية تباعا. وشارك عبدالله الملا بإلقاء معلقة عمرو بن كلثوم. وأظهر عبدالرحمن الزعبي وأحمد الخطيب مهارة في إلقاء قصيدة أبي الطيب المتنبي "إذا غامرت في شرف مروم". وقدمت نوران إيهاب قصيدة معروف الرصافي "هي الأخلاق"، وشاركت إيمان أحمد بتقديم قصيدة الخنساء رضي الله عنها "أعيني جودا". أما عبدالرحمن علي، فقدم قصيدة كعب بن زهير "بانت سعاد"، وأخيرا قدم كل من أحمد جمال وسديل ناجح وتسنيم سمير ومحمد علي ومحمد نايف قصيدة الأمام الشافعي "دع الأيام"، تتجلى الحكمة بأسمى صورها. وفي ختام الحفل، قامت الشيخة شيماء العبدالله والشيخة أمنية العبدالله، بتكريم البراعم التي شاركت في المهرجان، إضافة إلى تكريم الأساتذة لجهودهم في إنجاح المهرجان الثقافي للدار، وهم: كامل العبدالجليل، سعد الفندي، صلاح العلاج، مدحت علام، ميرفت عبدالدايم، هاني الشمري، ومشعل الصليلي.
مشاركة :