أما وقد عدلت لجنة الاستئناف في الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الدكتور هادي اليامي، العقوبة غير المسبوقة، ضد خالد البلطان رئيس نادي الشباب، المقررة من لجنة الانضباط .. من الإيقاف عاماً كاملاً والغرامة 300 ألف ريال إلى (الاكتفاء بغرامة مالية 40 ألفا). نستطيع القول إن مثل هذه الإجراءات القضائية الرياضية (قد) تكون اعتيادية (جداً) لو لم تعلن لنا لجنة الاستئناف مبرراتها (الفاضحة) التي بموجبها نقضت قرار الانضباط (الخطير في تأويل الانضباط له، والمثير في تفاعلاته) التي دارت في محيط مجتمعنا الشبابي الرياضي بين (مادح) و(قادح). •• فماذا كشفت لجنة الاستئناف في تفسيراتها المرافقة لقرارها الناقض لعقوبة الانضباط؟ •• قرار لجنة الاستئناف: "اجتمعت لجنة الاستئناف بحضور كل من: الدكتور هادي بن علي اليامي، رئيس اللجنة، وناصر الصقير، نائب الرئيس والأعضاء مساعد العتيبي، وفهد القحيز، ودخيل الجدعاني، للنظر في الاستئناف المقدم من رئيس مجلس إدارة نادي الشباب خالد بن عمر البلطان ضد قرار لجنة الانضباط القاضي في منطوقه بـ: • أولاً: إيقاف رئيس نادي الشباب خالد البلطان لمدة عام، مع غرامة مالية قدرها 300 ألف ريال عملاً بالمادة (53/2). • ثانياً: قرار قابل للاستئناف وفق ما نصت عليه المادة (126/4) من لائحة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم. • وقد بنت لجنة الانضباط قرارها المنوه عنه أعلاه على أساس قيام رئيس نادي الشباب خالد البلطان، بالتجريح والإساءة لرئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم أحمد عيد باستخدام وسيلة إعلامية، حيث اشتملت الألفاظ والعبارات التي صدرت من رئيس نادي الشباب، ونصها "أنا أقدح من راسي ماني زيه كل واحد يمسكه ويفوته بجدار، ولا زيه كل واحد يمسكه براي ويمشي .. ولو شلنا الصفات الاعتبارية ترى أنت الخسران الأكبر يا أحمد عيد انتبه". وحيث إن تصريحه يحمل في مفرداته ومضامينه ومعانيه القدح والتجريح في شخص رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم الذي يقف على رأس هرم أعلى سلطه رياضية لكرة القدم في المملكة، والتجريح الشخصي الذي صدر منه يخرج عن الإطار العام والنسق المعروف في التعامل مع شخص رئيس الاتحاد، حيث كان تصريحاً موجها للشخص وليس في موضوع عمل الاتحاد الذي يمكن أن يسلك فيه الإجراءات الرسمية وعبر القنوات المحددة في النظام الأساسي للاتحاد، ولما كان التجريح في أحد صوره هو اعتداء على كرامة ومكانة وسمعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وذلك بإطلاق ألفاظ خارجة عن الذوق العام والنقد البناء، وفيها تقليل من القيمة الشخصية، وحيث إن من صلاحية اللجنة المقررة لها نظاماً النظر في المخالفات وتقرير العقوبة المنصوص عليها في المادة (53/2) من لائحة الانضباط. وبعدما تقدم المستأنف باستئنافه على هذا القرار بموجب خطاب طلب الاستئناف، طالباً إلغاء القرار الصادر ضده، وذلك استناداً إلى أن لجنة الانضباط في قرارها لجأت إلى .. "تفسير خاطئ" للفقرة (2) من المادة (53) ووضعتها في سياق لا علاقة له بالتفسير الصحيح للمادة (53)، على اعتبار أن هذه المادة تتناول التحريض على الكراهية والعنف، وأن ما صدر منه من ألفاظ وعبارات في التصريح الذي أعقب لقاء فريق الشباب بفريق الاتفاق لا تتضمن من قريب أو من بعيد أي دعوة إلى الكراهية والعنف". •• لم ينته بيان لجنة الاستئناف الطويل، لكننا نكتفي بما استعرضنا أعلاه الذي- مع الأسف- في سطوره الأخيرة "يُعري" لجنة الانضباط، في مقدرتها على تفسير فقرات وبنود لوائحها، هل يعقل يا رئيس وأعضاء لجنة الانضباط؟! بقي القول بصراحة لن تحفظ اللجنة الانضباطية ماء وجهها إلا باستقالة شجاعة، فهل تملكها يا تُرى؟ هناك عضو (زميل) فيها أعرفه شُجاعاً فهل يفعلها؟! قد نعود للموضوع ذاته قريباً.
مشاركة :