ليالي الشعر النبطي.. بلا شعر!

  • 4/21/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في البدء لا بد من كلمة شكر لمركز لملك فهد الثقافي ولربانه الفذ الجريء الأستاذ محمد السيف لإقامة فعاليات الشعر النبطي، وأقول عن الأستاذ محمد أنه جريء لأنه لم يستسلم لفكرة المثقف السائد (المؤثر أحياناً) الذي يرى أن تعالي المثقف على الشعر العامّي من ضرورات الثقافة، وأن العامية من خوارم الثقافة والأدب، هذه القناعة التي جعلت الأندية الأدبية بعيدة عن الناس لأن القائمين عليها يرون الشعر العامي ليس أدباً، وأقنعوا أنفسهم بأن بقاءهم كغرباء عن الناس والشارع يعود لسبب النخبوية وأنهم يقدمون أدباً أعلى من ذائقة الناس، وعندما سألتُ أحد رؤساء الأندية الأدبية عن سبب إقصاء الشعر العامي عن الأندية الأدبية أجاب بأن الشعر العامي يدخل ضمن نشاط (جمعيات الثقافة والفنون)، ولو قبلنا هذا التبرير فإنه يُسقط أهمية وجود الأندية، إلا إذا كان القائمون على الأندية الأدبية يرون أن (الأدب الفصيح) ليس جزءاً من الثقافة والفنون! فعاليات ليالي الشعر النبطي في خطوتها الرائدة والرائعة واللافتة تضخ في أوردة أحلامنا مزيداً من التفاؤل حول الالتفات لموروثنا وأدبنا، فتكريم المبدعين الراحلين خطوة جميلة، وإن كنت أطمح أن يتم أيضاً تكريم أسماء أخرى ما زالت تعطي وتُنتج، ووجود أسماء مهمة كالدكتور الصويان الذي لا أعتقد أن هناك باحثاً أو مهتماً في الأدب الشعبي لا يعرف قيمة وقامة هذا الشخص، إضافة للوايل والصاعدي - مع حفظ الألقاب للجميع - اللذين استفدت منهما شخصياً كثير من المعلومات المتعلقة ببعض البحوث التي عملت عليها، ولعلي لا أكشف سراً إن قلت إن كلاً منهما شاعر عامي رائع، لكن أخال أن صرامة الباحث والأكاديمي فيهما استطاعت أن تقمع الشاعر بداخلهما كثيراً، تميز الندوات ينسحب على بقية الفعاليات الرائعة الجميلة، لكنني سأتوقف عند أمسيات الشعر المصاحبة، وأحسب أن كوني شاعراً عامياً وباحثاً في هذا المجال، ومشتغل في الصفحات الشعبية لسنوات، كل ذلك يؤهلني للحديث عن أمسيات الشعر العامي، فأقول إن هناك نقطتين مهمتين الأولى تتعلق باختيار الشاعر هل هي بناء على نجوميته أم إبداعه؟، والنقطة الأخرى: هل الفعالية أدبية أم ترفيهية؟ ولعلنا نستدعي تجربتين مهمتين للأمسيات (أمسيات الجنادرية، وهلا فبراير) فبعد أن كان طموح الشعراء الوصول لهذه المنصات لأنها تعتبر إضافة مهمة لتجربة الشاعر بدأت بالخفوت لأن المنظمين أصبح لديهم (عدد الحضور) هو مقياس النجاح، لذلك أصبحت دعوة الشاعر بناء على (نجوميته)، والنجومية تعني أنه قادر على استقطاب حتى غير المهتمين في الشعر، فتحولت الأمسيات إلى مجرد فعالية ترفيهية، لهذا أعتقد أن دعوة شاعر لأنه كان (نجم غلاف) في الثمانينيات يعني أننا بدأنا في قتل أمسيات المركز في بدايتها، هذا بعض ما يمكن قوله في هذه المسافة، مع ثقتي بوعي وفكر الأستاذ محمد السيف وبأنه قادر على إدهاشنا أكثر!

مشاركة :