ما تشهده الساحة الغنائية من انحدار هو انعكاس للواقع الاجتماعي والسياسي التشكيلي والأدب

  • 4/21/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في أول زيارة للشاعر كريم العراقي إلى الكويت قدم أجمل القصائد والأشعار في أمسية جميلة تميزت بالحضور الكبير واللافت.. فكانت زيارة مميزة ولها خصوصية. فهو مبدع الكلمة وفنان تحركه الأحاسيس والمشاعر منذ بداياته قدم أروع الكلمات والأغاني لنجوم الغناء العربي. التقته اليمامة في حوار صريح لنتعرف على نجاحاته ومحطاته الفنية: * حدثنا عن زيارتك الأولى للكويت؟ - تعود هذه الزيارة لأكثر من 30 سنة فمنذ بداياتي كشاعر وأثناء إلقاء قصيدة في البصرة بمهرجان عمالي كان الراحل الشاعر فايق عبد الجليل والأديب الكويتي عبد الله الدويش من بين الحضور وبعد انتهائي من القصيدة قال الراحل فايق عبد الجليل بكلمات أمام جميع الحضور بأنه سيكون لي شأن في الشعر، ومنها بدأت علاقتنا كأخوة وأصدقاء واستمرت وكان يقوم من وقت لآخر بزيارتنا ونلتقي معاً، وقدم لي دعوة لزيارة الكويت في الثمانينيات ولكن للأسف لم تتم بسبب الحرب العراقية الإيرانية آنذاك فتأجلت. ومن جديد اتفقنا على زيارة للكويت وأيضاً لم تتم بسبب الأوضاع والأحداث التي مرت في التسعينيات. كانت هناك دعوات لزيارة الكويت من طلال السعيد وبندر السعيد وناصر السبيعي ولكن لسوء الحظ لم أقوم بالزيارة بسبب وفاة والدي. هذه المرة تحققت الزيارة بدعوات ومحاولات الصديقين عبد الله المضف وأمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، وسعادتي لا توصف وأنا بين أشقائي وجمهوري. * من الذي يلهم الشاعر كريم العراقي؟ - كل ما حولي في الحياة يلهمني.. أشعر وكأني خلقت للشعر، قد تلهمني صورة أو منظر أو حدث أو موقف.. قصائدي كلها من الحياة ودائماً هناك حكاية مثل (المستبدة) و(كل ما تكبر تحلى) و(تتبغدد علينا) و(كثر الحديث عن التي أهواها) وغيرها. * كيف ترى اليوم الساحة الغنائية؟ - ما تشهده الساحة الغنائية من انحدار هو انعكاس للواقع الاجتماعي والسياسي في العالم ككل وليس فقط الأغنية، ولكي نكون محقين لنقول إنه رغم الانحاط والأغاني الخادشة للحياء علينا ألا ننسى الطاقات الجميلة من الشعراء الشباب فهناك كوكبة رائعة منهم ولكن للأسف عليهم حجاب كبير. وخلال زيارتي الكويت التقيت عدداً منهم ولمست موهبتهم وإبداعاتهم التي تبشر بالخير وبغد أفضل. ما نعيشه اليوم في الساحة الغنائية يحتاج إلى وقت وعلى المبدعين الأصليين ألا يستسلموا ولا ييأسوا لأن هناك دائماً أمل خاصة أن جيل الشباب ما زال يبحث عن الأغنية المميزة بالكلمة واللحن والصوت وعدد ممن التقيتهم يستمعون لأغاني الماضي الجميل ويطلبون قصائد (المحكمة) أو (قصة حبيبين) فهم يبحثون عن قصائد خالدة. * كل شاعر أو فنان لا بد أن يتأثر في بداياته باسم معروف ماذا عنك، هل تأثرت بأحد الشعراء؟ - منذ الطفولة والشعر يستهويني والكلمة تعيش معي، وأتذكر عندما انتقل والدي إلى بغداد وعشنا في كرادة مريم كنت أذهب يومياً لزيارة جدي الذي كان يعيش في كوخ وأحب أستمع لحكاياته ثم انتقل حب الشعر معي في كل مراحل حياتي في الدراسة، وكنت أحفظ الأغاني الشعبية التي رسخت لدي كتابة الشعر. في هذه الأجواء كنت أرى المطربين القدامى مثل سلمان المنكوب وحسين سعيدة يأتون للمقهى الذي كنت أعمل فيه، ما زاد لدي حب الكتابة وبدأت بنسج القصائد. وأتذكر في العيد كنت أجمع العيدية لأشتري كتب (قيس وليلى) و(السندباد البحري).. لذا أعتبر نفسي إنساناً عفوياً أكتب ما أشعر به وأعيشه. لا يوجد شاعر تأثرت به ولكن كان لدينا شاعر شعبي يتميز بروح الفكاهة اسمه حسين قسام النجفي أحببت طريقته وأصبحت أنسج على منواله. أما أول شاعر فصحى تأثرت به هو أحمد شوقي وأول شاعر شعبي هو مظفر النواب. * كيف يعيش كريم العراقي الشهرة والأضواء؟ - الشهرة مسؤولية كبيرة وفي الوقت نفسه هي مصدر سعادة. عشت الشهرة مبكراً حتى أستاذي في المرحلة المتوسطة كان قلقاً عليّ بعد أن قدمت قصائد للأطفال في الإذاعة عام 1972 فقدمت قصيدة (يا شميسة شوية شوية) و(يا خالة الخياطة) لتأتي الانطلاقة الحقيقية مع أغنية (جنة جنة يا وطنا) التي لاقت شهرة وانتشاراً لا حصر له. * ماذا عن المرأة في كتابات كريم العراقي؟ - أكتب عن المرأة من داخل بيئتي.. لم أكن أعرف الحب في البداية لأني لم أعشه فكتبت (أمي يا أمن الوفا) التي غناها الفنان سعدون جابر ونجحت بشكل كبير. ثم بدأت أكتب عن المرأة من خلال كما أعيشه. القصائد الأولى التي ألهمتني للكتابة عن المرأة والحب كتبتها وأنا في المتوسطة وكان حباً من طرف واحد وهي أخت أحد الأصدقاء فكتبت عدة أشعار منها (خوافة) (دمعة وكحل). حتى جاءت تجاربي الحقيقية في مرارة الحب. * تربطك علاقة صداقة وعمل فني مع الفنان كاظم الساهر حتى أنكما تشكلان ثنائياً فنياً جميلاً ومبدعاً، حدثنا عن ذلك؟ - كاظم الساهر فنان استثنائي، قبل تعاملي معه كنت أتعامل مع جميع المطربين العراقيين. بداية تعارفنا كان في الجيش ونحن جنود في الحرب العراقية الإيرانية وحينها كنت مختصاً بكتابة مقدمات المسلسلات فكتبت مقدمة مسلسل (نادية) و(أيش جاها الناس) من إخراج صلاح كرم وتأليف معاذ يوسف، وعندما انتهيت من كتابة أغنية المقدمة ذهبت وطلبت من المخرج أن يغنيها كاظم الساهر واستطعت إقناعه وبالفعل غنى كاظم الساهر الأغنية من ألحان جعفر الخفاف ونجحت بشكل كبير. ومن ثم تعاونا في أغنية مقدمة مسلسل (الكنز) باسم (ناس وناس) ألحان علي عبد الله .. هذا النجاح قربنا مع بعض واستمررنا معاً من 1986 حتى اليوم. كان رد هذا الموقف الجميل من كاظم الساهر أنه قابل الإحسان بالإحسان، فأول دعوة جاءته للغناء خارج العراق كانت للأردن ووجه لي دعوة لمرافقته وكنا نتوقع أن الزيارة ستكون 7 أيام وإذا بها تمتد 30 سنة. خلال هذه الفترة بدأت الكتابة والإبداع وقدمت 130 أغنية تنوعت بين قصيدة وموال. * هل هناك مطربون تتمنى العمل معهم؟ - هناك كثير من الأسماء من بينهم الفنانة نوال الكويتية، شيرين، أنغام، ماجدة الرومي وإليسا. * ما القصيدة الأقرب اليك؟ - (كثر الحديث عن التي أهواها) فقد كتبتها في بيروت وكنا حينها نحضر لقصيدة عن العراق في مهرجان بابل في التسعينيات وقبلها كتبت قصيدة لكن لم تعجب كاظم الساهر حتى جاءت (كثر الحديث) وبالليلة نفسها لحنها الساهر فكان شعوراً مختلفاً نعيشه معاً، ونجحت خارج العراق أكثر وأول نجاح كان في لبنان ومن ثم المغرب وقرطاج. * كلمة أخيرة لجمهورك؟ - كل الشكر لجمهوري الحبيب، فهم الجائزة الحقيقية لكل فنان وشاعر ومبدع.

مشاركة :