فقراء فنزويلا يتظاهرون ضد الرئيس مادورو

  • 4/21/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في حي بيتاري الشعبي، المعقل السابق لأنصار الرئيس الراحل هوغو شافيز شرقي كراكاس، تستعد باولا نافاس للتظاهر ضد الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو باسم ابنتها انهيلي، التي توفيت الأسبوع الماضي في المستشفى بسبب عدم توفر الأدوية.ولأن صدمتها حديثة فإن دموع هذه السيدة الخمسينية انهمرت لدى التلفظ باسم ابنتها انهيلي (22 عاماً)، وكانت الخامسة بين تسع بنات تهتم بمفردها بتربيتهن. وتتذكر الأم: «لم تكن تفوِّت أية مسيرة»، وقالت إنها على يقين أن ابنتها كانت ستكون إلى جانبها الأربعاء للمشاركة في «أم التظاهرات» التي دعت إليها المعارضة. ووعد معارضو الرئيس الراحل هوغو شافيز (1999-2013) بأن يكون تجمعهم السادس منذ بداية أبريل «أم المظاهرات» للمطالبة بانتخابات سابقة لأوانها، واحترام البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي يسيطرون عليها منذ نهاية 2015. وانخرطت المعارضة (يمين الوسط) في عملية ليِّ ذراع ضد رئيس الدولة الذي تطالب برحيله، في بلد تخنقه أزمة اقتصادية. وتقليدياً تجد الثورة البوليفارية التي أطلقها هوغو شافيز وبرامجها الاجتماعية الموجهة إلى الفقراء أخلص أنصارها بين الفئات الشعبية. لكن إزاء وقع الأزمة وندرة السلع، بات سبعة من كل عشرة فنزويليين يرغبون في رحيل نيكولاس مادورو، الوريث السياسي لشافيز. تهديدات قالت باولا نافاس، التي تعمل في بلدية الإقليم التي تهيمن عليها المعارضة: «يجب أن تتغير فنزويلا، هذه ليست حياة. هؤلاء الناس (في الحكومة) يجب أن يرحلوا، الأحياء (الشعبية) بصدد الانضمام للمعارضة، ونزعة شافيز بصدد الزوال». وتؤكد باولا، التي تعيش في هذه المنطقة الفقيرة على تلة تطل على كراكاس منذ 15 عاماً، أنها صديقة الجميع، سواء أنصار شافيز أم لا. وأشارت بأصبعها وهي تمشي إلى أناس من حولها وهي تقول: «هؤلاء مع المعارضة»، وحين مرت بجانب امرأة تعتمر قبعة بألوان أنصار شافيز قالت: «هي أيضاً معنا». وتوقفت أمام منزل خرجت منه لايني غارسيا (32 عاماً)، وهي تحمل علم فنزويلا بألوانه الصفراء والزرقاء والحمراء. ووقف خمسة أشخاص آخرون ينتظرونهم عند الشارع. وقالت: «نحن مجموعة كبيرة، لكن ننزل مجموعات صغيرة لأننا مهددون. وهناك آخرون يشاركون في تظاهرات أنصار شافيز مجبرين». وفي يوم تشييع ابنتها انهيلي، عمَّت رائحة الغاز المسيل للدموع، حيث تم تفريق تظاهرة للمعارضة غير بعيد من المكان. وتوفيت ابنتها في يوم أحد، بعد أسبوع أمضته في المستشفى، حيث أُدخلت إثر تقيؤ وإسهال. وعولجت بمضاد البنسلين، الدواء الوحيد المتوفر، لكنها كانت تعاني من حساسية إزاء هذا المضاد. وتتذكر الأم: «كنت قلت للطبيبة إنها مريضة بالسكري، لم تنظر إلى ملفها، ولم تطلب شيئاً. وقال لها رئيس الأطباء حين وصل «لقد قتلتها»، ومعها أنا أيضاً». واستقلت الأم وهي تحمل قنينة ماء في يدها الحافلة متجهة إلى إحدى نقاط انطلاق تظاهرات المعارضة، حيث وجدت فتاة شابة وقد طلت وجنتيها بألوان علم البلاد، ورجل يعتمر قبعة بألوان العلم. ولدى وصولها حيَّت سكاناً آخرين في الحي وجدتهم هناك. وأضافت قبل أن تغيب وسط الجمع: «سأبقى هنا حتى النهاية، سواء استخدم الغاز المسيل للدموع أم لا. سأتظاهر لأجل بناتي ولأجل ابنتي انهيلي».;

مشاركة :