التمارين التي تجريها الإمارات بالاشتراك مع جيوش عدّة بلدان تكشف عن تطورات نوعية تقنية وبشرية في مستوى القوات المسلّحة الإماراتية.العرب [نُشر في 2017/04/21، العدد: 10609، ص(3)]خبرات قيد الاختبار أبوظبي - اختُتم في دولة الإمارات التمرين العسكري الإماراتي الماليزي المشترك “نمر الصحراء4” الذي أجرته قوات برية من البلدين. وجاء التمرين كحلقة رابعة ضمن سلسلة التمارين التي تحمل نفس الاسم والتي تَوافَق البلدان على إجرائها بشكل دوري بهدف “خلق شراكات متميزة بين البلدين في المجالات كافة وتوسيع آفاق التعاون بما يحقق الرؤية المشتركة في تبادل الخبرات وتعزيز العمل العسكري بين الجانبين لرفع مستوى الأداء والكفاءة القتالية والعمل بروح الفريق الواحد وفق استراتيجية الارتقاء بالمستوى العام والجاهزية القتالية للقوات البرية واكتساب الاحترافية في التعامل مع الأجهزة والأسلحة الحديثة على كافة مسارح العمليات”، وفق ما أوردته الخميس وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية “وام”. ووصفت الوكالة التمرين بالناجح واعتبرته “دليلا قاطعا على المضي قدما في الخطط الموضوعة لتطوير مهارات وقدرات منتسبي القوات البرية لدولة الإمارات”. ويقول خبراء الشؤون العسكرية إن التمارين التي تجريها القوات الإماراتية بالاشتراك مع جيوش عدّة بلدان تكشف عن تطورات نوعية تقنية وبشرية في مستوى القوات المسلّحة الإماراتية، وتُوجّه رسالة بشأن قدرة تلك القوات على حماية مصالح البلد ومجاله ضدّ مختلف أنواع التهديدات. وباتت التمارين العسكرية والأمنية المشتركة التي تُقبل الدول الخليجية على إجرائها بشكل متواصل، بالتعاون في ما بينها، أو مع قوات لدول إقليمية وأخرى من خارج الإقليم، مظهرا عمليا لمساعي تلك الدول لتطوير قدراتها واختبارها على أرض الميدان، مسايرة لمستجدّات أمنية ومتغيرات جيوسياسية تعصف بالشرق الأوسط منذ سنوات. وبدأت تبرز ملامح عقيدة دفاعية جديدة في الخليج تقوم على التعويل في حفظ أمن المنطقة وحماية مصالح دولها، إلى أقصى حدّ ممكن على القدرات الذاتية والتعاون بين تلك الدول. وترجمة لتلك العقيدة إلى إجراءات عملية، اتجهت دول الخليج بما فيها دولة الإمارات خلال السنوات الأخيرة إلى تسريع عملية تطوير قدراتها العسكرية، مسايرة لاشتداد التوتر في المنطقة وتزايد التهديدات بما في ذلك تهديد الجماعات الإرهابية. ومن وسائل التطوير المتبعة تكثيف التمارين العسكرية والأمنية المشتركة سواء في ما بين القوات الخليجية، أو بالاشتراك مع قوات دول إقليمية، ودول أخرى ذات خبرات وإمكانيات متطورة في المجال العسكري تلبي طموحات الجيوش الخليجية لرفع كفاءتها وامتلاك أحدث النظم والتقنيات. وأبانت القوات المسلّحة الإماراتية عن تطوّر كبير في قدراتها تجسّد في مشاركتها ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية في مواجهة التمرّد الحوثي في اليمن، وأيضا في التصدّي للتنظيمات المتشدّدة ومنعها من استغلال الوضع اليمني للسيطرة على مناطق هناك على غرار مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت بشرق اليمن، حيث كان للقوات الإماراتية دور مفصلي في طرد تنظيم القاعدة من تلك المدينة في ربيع العام الماضي.
مشاركة :