وقع هجوم الشانزليزيه أمس الخميس قبل أن تضع الحملة الانتخابية الرئاسية أوزارها بساعات قليلة. فهل سيؤثر هذا الهجوم على نوايا التصويت لدى الفرنسيين خاصة المترددين منهم؟ وأي المرشحين سيستفيد أكثر من الهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"؟ جاء الهجوم المسلح الذي تعرضت له جادة الشانزليزيه مساء الخميس، ليحول مجرى المقابلة التلفزيونية التي كان يخوضها مرشحو الرئاسية الفرنسية الأحد عشر. فبالرغم من أن المقابلة التي نظمتها قناة فرانس 2 كان من المفترض أن تتركز حول البرامج الانتخابية للمرشحين، إلا أن الهجوم دفع المرشحون، خاصة مرشحو اليمين واليمين المتطرف للحديث عن "الإرهاب الإسلامي" وسبل مكافحته. ما دلالة التوقيت؟ يقول وسيم الأحمر الصحفي المختص في الشئون الدولية بفرانس 24 إن "التهديد الإرهابي في فرنسا ليس بجديد ولكن خطورة هذا الهجوم هو في توقيته حيث إنه وقع قبل يومين من الانتخابات الرئاسية، وهو ما يشكل تحديا كبيرا لقوات الأمن، إلا أن السطات الفرنسية سارعت إلى طمأنة الناخبين، معلنة عن تشديد الإجراءات الأمنية ونشر 50 ألف عنصر أمن إضافي لتأمين العملية الانتخابية." مداخلة وسيم الأحمر حول هجوم الشانزليزيه ومجريات الحملة الانتخابية أي المرشحين يمكنه ان يستفيد من تلك الهجمات؟ وحول إمكانية أن يستفيد أحد المرشحين أكثر من غيره بهذا الهجوم، يقول الأحمر إن "مرشحي اليمين واليمين المتطرف فيون ولوبان سيحاولان الاستفادة من تلك العملية أكثر من غيرهما ". حيث إن برنامجيهما يتركزان بصورة رئيسية حول مكافحة "التطرف الإسلامي" وخاصة تنظيم "الدولة الإسلامية". فرانسوا فيون مرشح اليمين وجد في الهجوم ضآلته، وصب جام غضبه على "الإرهاب الإسلامي" وأكد أنه المرشح الوحيد القادر على مكافحته عن طريق "تجفيف منابعه" في الداخل الفرنسي عن طريق تشديد المراقبة على الخطاب الديني ونشر فكر "التسامح" بين المسلمين. مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان أرتأت من جانبها، في الهجوم دليل على صحة رؤيتها مؤكدة أن "مثل هذا الهجوم ما كان ليقع تحت عهدتها"، لأنها كانت ستعمل على ترحيل المشتبه بهم أو اعنقالهم كخطوة وقائية وكذلك "استعادة الحدود" الفرنسية التي تقع حاليا "رهينة" اتفاقية شينغن. باقي مرشحي الرئاسة أدانوا الهجوم وأعربوا عن تعاطفهم مع أسر الضحايا مؤكدين أم مكافحة الإرهاب وضمان أمن الفرنسيين يجب أن يكون أولوية الرئيس المقبل. ماذا عن نوايا التصويت؟ ويرى الأحمر أن "مسألة تأثير تلك العملية على نوايا التصويت مطروح بقوة بسبب ارتفاع نسبة الفرنسيين المترديين الذين لم يحسموا أمرهم بعد بشأن أي من المرشحين سيعطونه أصواتهم. هؤلاء المترددون بلغت نسبتهم نحو ثلث الفرنسيين والتأثير سيكون في هذا الحيز من الأصوات". فهل من الممكن إذن أن تغير هذه العملية من المعادلة الانتخابية الحالية؟ الجواب سيكون يوم الأحد القادم. فرانس 24 نشرت في : 21/04/2017
مشاركة :