إمام الحرم المكي: الوظائف محدودة وتنظيمها استمرار لحركة المجتمع وتزايد العاملين

  • 5/10/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واس-سفراء: أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الدكتور صالح بن حميد أن حياة المرء منذ ولادته وحتى مماته كلها تعلم وعلم وعبادة وإنتاج، وإن النظرة العاقلة تقول إن تلك حياة المرء ممتدة ما بين طفولة وفتوة، وكهولة وشيخوخة، ومن لطائف خلق الله أن ضعف البدن يقابله قوة العقل ووهن العظم يقابله قوة الفهم واشتعال الشيب يقابله ظهور الحكمة، فالإنسان مكلف ومنتج ما دام متمتعاً بقوته وعقله هذه هي حياة الإنسان في الإسلام وهذه هي نظرة المسلم للحياة. وبين في خطبة الجمعة أن الإنسان في الحياة المعاصرة تربطه بالأعمال نظم وتنظيمات، وتجعل كثيراً من الأعمال والوظائف محدودة في سن معينة وبمؤهلات وخبرات وبداية ونهاية، وهي تنظيمات لها مسوغاتها المقبولة، فهي تسهم في استمرار حركة المجتمع ومراعاة تزايد العاملين وإتاحة الفرص للمتنافسين، كما لها ملاءمتها وواقعيتها في مسار حياة الإنسان ومراحل عمره. وقال إن الحياة لا تطيب إلا بسمو معناها ولا يسمو معناها إلا حين يدرك العبد عظمة الخالق عز شأنه، ثم ينظر بعد ذلك في الغاية من الخلق وثمرة السعي من الخلق وحينئذ لا تضطرب عنده الأولويات ولا تتشتت الهموم ولا يتسلل إليه القلق ولا تستبد به الحياة. وأوضح أن معنى إدراك الحياة مما فطر الله الناس عليه، فمنح سبحانه عباده قدرات وعلوما ومواهب وهداهم النجدين وجعل كلا ميسرا لما خلق له، فالله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعفكم قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيباً، فحياة الإنسان مراحل وعمره منازل يحياها ويتنقل فيها ويعيشها ويعمل فيها ويتعظ من متغيراتها ويعتبر من تقلباتها، مؤكداً أن في كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان أعمالاً تليق بها وإن لم يحسن الاستفادة منها مضت في ضياع وانقضت في إهمال. وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم عن المعاني والعبر العظيمة لغزوة بدر الكبرى، التي وقعت في العام الثاني من الهجرة النبوية الشريفة وأنها كانت لإظهار قوة المسلمين وليس للقتال. وبين في خطبة الجمعة أنه في هذه الغزوة أيد الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالملائكة كما أن من حضر ذلك اليوم من المؤمنين فذنبه مغفور ومحرم على النار. وأوضح أن هذه الغزوة أظهرت مدى الحب الذي يكنه الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم، مستدلاً بقول المقداد بن الأسود للنبي صلى الله عليه وسلم لا نقول كما قال قوم موسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك فسر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا القول. وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم بات ليلته يدعو ربه ويسأله النصر حتى استجاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وبشر أصحابه. وأبان أن التقاء الجيشين كان بلا ميعاد لحكمة يريدها الله قال تعالى:(ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً) مبيناً أن الله تعالى ألقى على المؤمنين الأمن قال عز وجل (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) كما قلل الله المشركين في أعين المسلمين, وقلل المسلمين في أعين المشركين قال تعالى: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً). وتابع قائلا إن الله تعالى ألقى الرعب في قلوب المشركين قال الله تعالى (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) كما ثبت المؤمنين بملائكة كما جاء في قول الحق تبارك وتعالى (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا ) فقتل في هذه الغزوة 70 مشركاً.

مشاركة :