< بطول يتجاوز الستين كيلومتراً تتمتع جزيرة فرسان بشواطئ بكر، ورمال بيضاء، ومياه نقية صافية تشكل أمواجها المترددة. فرسان الكبرى أو «فرسان الكبير» هي إحدى الجزر الواقعة في أرخبيل جزر فرسان في البحر الأحمر؛ التابعة لمنطقة جازان جنوب غرب المملكة. وتتمتع شواطئ هذه الجزيرة بهدوء ساحر يغري كل المستثمرين بالإقبال عليها، في ظل الفرص الكبيرة التي تعلنها «رؤية ٢٠٣٠» للتعويل على الإمكانات المحلية القائمة، ومنها جزر فرسان، التي تتمتع بمواصفات طبيعية وسياحية فاخرة، في حال وجدت العقلية الواعية والاستثمار الذكي لإمكاناتها الواسعة، إذ صدر أخيراً توجيه ملكي باعتماد مبلغ بليونين و29 مليون ريال لتطوير جزيرة فرسان، لتصبح وجهة سياحية. ويمتاز سطح جزيرة فرسان وما حولها من الجزر بقلة ارتفاعه عن مستوى سطح البحر، ويتكون السطح بصفة عامة من المرتفعات، وتحوي عدداً من الحيوانات، ومن أهمها الغزلان، إضافة إلى آلاف الطيور البحرية، مع وجود عدد من طيور البر وطيور الساحل، ويبلغ عدد سكانها نحو 14 ألف نسمة، يسكن معظمهم في قرية فرسان. فيما تتمتع فرسان ببعد تاريخي وتنوع كبيرين، فإنسان تلك الجزيرة واجه ظروف الحياة والطبيعة على نحو مبدع، وفضل التفاهم مع تضاريس المكان وظروف المعيشة على مصارعتها، ففي قرية المحرق، التي تقع جنوب بلدة فرسان، يمتهن كثير من سكانها صيد الأسماك. واتخذت قرية القصار مصيفاً لغالبية سكان الجزيرة، وتبعد عنها خمسة كيلومترات، وفيها مزارع نخيل، ومياهها عذبة وقريبة من سطح الأرض. وتعد قرية صير أكبر قرى فرسان، إذ تبعد عنها 45 كيلومتراً، واشتهرت قديماً بتجارة اللؤلؤ، ويمتهن أكثر سكانها الآن صيد الأسماك والتجارة بها، وإليهم يرجع تزويد أسواق مدينة جدة بالأسماك المجففة، وتزويد مدينة جازان بالأسماك الطازجة. ومن مساجد جزيرة فرسان القديمة «النجدي»، الذي شيده تاجر اللؤلؤ إبراهيم التميمي عام 1347، وأهم ما يميز هذا المسجد هو النقوش والزخارف الإسلامية التي تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مسجد قصر الحمراء. ويعد منزل الرفاعي من الآثار التاريخية القديمة في الجزيرة، وهو منزل تاجر اللؤلؤ أحمد منور رفاعي، ويمتاز بجمال تصميمه ونقوشه، ويعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم، إذ يعكس الثراء والترف بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ. و«فرسان» أكبر الجزر التابعة للأرخبيل، وتبعد 20٫50 ميل بحري عن الساحل، وحوالى 50 كيلومتراً غرب مدينة جازان، وتحوي الجزيرة أكبر تنوع في المجالات البيولوجية للسعودية في البحر الأحمر، وهي منطقة محمية.
مشاركة :