OKAZ_online@أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، أن وسطية هذه الأمة مستمدةٌ من وسطية منهجها ونظامها، فهو منهج وسط لأمة وسط، منهج الاعتدال والتوازن، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير، ولا تشدد وتنطع ولا تهاون وتساهل.وأوضح في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام، أن من مظاهر الإعراض عن الوحي تركُ بعضِ الكتاب والسنة إذا كانت الأوامر تتعارض مع المصالح الشخصية أو تفوت على المرء منافعه الخاصة، لقوله تعالى منكرا على من يفعل ذلك (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)، لافتاً إلى أن من مظاهر الإعراض عن الوحي أيضا مناقضة صريح الكتاب والسنة والإعراض عن الوحي، والبعد عن منهجه القويم وصراطه المستقيم بالجنوح إلى تفريط وإضاعة، أو إلى إفراط وغلو، مع أن الإسلام جاء آمرا بالاعتدال والاقتصاد والوسطية في كل أمر، حتى مُيزت هذه الأمة وخُصت بذلك.وبيّن أن الإعراض عن وحي الله له مظاهر كثيرة في واقع الأمة، فمن ذلك تلقي الدين من غير أهله، بأن يأتي أناس لا علم عندهم وهم أبعد ما يكونون عن التمسك بالدين والالتزام بشرع الله، فتُجعل لهم دعاية وتُضفى عليهم الألقاب ويروج لفتاواهم وأطروحاتِهم، وهم ليسوا بأهل للفتيا ولا الاجتهاد، ومع ذلك يأخذ الناس عنهم وينخدعون بهم ويثقون فيهم ولا يميزون بين من يُرشدهم وينصحهم وبين من يضلهم ويلبّس عليهم.وزاد: «إن من مظاهر الإعراض عن الوحي تأويل النصوص على غير حقيقتها وتفسيرُها على غير مراد الله، وهذه طريقة كثير من أهل الأهواء فهم لا يغيرون نص الآية أو الحديث لكن يغيرون في تفسير الآية وشرح الحديث فتبقى الألفاظ لكن معناها محرف ومبدل».وأفاد بأن من مظاهر الإعراض عن الوحي عدم الاقتصار في جانب العبادة على ما ورد في الكتاب والسنة، بل تجاوز ذلك بالتعبد بالمحدثات في الدين، وما لم يأت به الشرع المبين، كالاحتفال ببعض المواسم والمناسبات وإحياءِ لياليها بالقيام وصيام أيامها والصدقة فيها وكثرة الذكر تقربا إلى الله، مضيفاً: يجب علينا أن نتأكد أن كل ما يلحق الأمة المسلمة من ذلة ومهانة وتخلف فهو نتيجةُ مخالفة الوحيين (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
مشاركة :