الخرطوم فتحي العرضي أعلنت الحكومة السودانية اعتزام الرئيس عمر البشير طرح مبادرة لإحلال السلام الشامل في السودان، والوصول إلى وفاق وطني بين المكونات المختلفة، للخروج من الأزمات الراهنة التي تحيط بالبلاد، وتشكيل حكومة أزمة بمشاركة أحزاب المعارضة، وينتظر أن يتم الإعلان عنها عقب عيد الفطر. وكشفت مصادر مطلعة لـ «الشرق» أن البشير يعكف بنفسه هذه الأيام على صياغة المبادرة بمشاركة أكاديميين وقيادات من حزبه داخل منزله الرئاسي، وسط سياج من السرية، ومن المقرر أن يضم التشكيل الحكومي الجديد قيادات تيار الإصلاح داخل الحزب الحاكم بزعامة غازي صلاح الدين وقائد المحاولة الانقلابية الأخيرة العميد محمد إبراهيم عبدالجليل. في السياق ذاته، أوضح مصدر رئاسي فضل حجب اسمه لـ «الشرق» أن المبادرة لن تقتصر على أحزاب المعارضة بل ستضم حركة المقاومة المسلحة المنضوية تحت لواء «الجبهة الثورية»، وقال إن البشير سيدفع بقيادات مستقلة للقاء قادة الحركات المسلحة في محل إقامتهم، مع منحهم التفويض الكامل للاتفاق معهم والالتزام ببنود الاتفاق. وكان البشير أعلن الأحد الماضي، أن العام الحالي سيكون آخر عام للمعاناة في جنوب كردفان، متعهداً بإعادة منطقة الجبال سيرتها الأولى، وانتقد دعاوى الذين يسعون إلى الحروب والاقتتال والزعزعة وعدم الاستقرار. لكن تحالف المعارضة أبدى تحفظاته حول مبادرة مؤسسة البشير، واشترط بعض الأحزاب السياسية، لنجاح المبادرة، إطلاق الحريات العامة، وإيجاد آلية انتقالية يشارك فيها الجميع، إضافة إلى إطلاق جميع المعتقلين السياسيين، وإشراك الحركات المسلحة في آليات الحكم، إضافة إلى اتخاذ قرارات شجاعة، تنتقل بالبلاد إلى واقع جديد. وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر في تصريحات له الثلاثاء، إن المبادرة التي لا تُحدث أثراً في شكل الحكم، وتصنع وضعاً انتقالياً كاملاً يشارك فيه الجميع، تصبح لا قيمة لها، وأضاف: «نحن في النهاية نؤمّن على قيمة الوفاق الوطني الذي لا يستثني أحداً باعتباره المخرج الشامل للأزمة». من جانبه، أوضح القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل علي السيد، أن المبادرة الرئاسية هي جزء من دعوة الاتحادي الأصل منذ وقت مبكر، وقال نتمنى أن تأخذ المبادرة طريقها في الوصول لاتفاق شامل، يعمل على توحيد الجبهة الداخلية. وفي السياق، رهن القيادي في حزب الأمة القومي عبدالجليل الباشا، نجاح المبادرة، بإجراءات شجاعة وحقيقية، تتمثل في إيقاف الحروب الدائرة، وإتاحة الحريات، والدعوة لمؤتمر جامع حول كيفية حكم السودان في المستقبل. إلى ذلك قال القيادي في حزب المؤتمر الوطني حامد ممتاز إن مبادرة الرئاسة تتحدث عن وقف الاقتتال بين السودانيين، وتنادي بإصلاح سياسي شامل. وأشار إلى أن المبادرة تعد في بداياتها، وستطرح للقوى السياسية، لوضع آليات التنفيذ عبر لجان محددة. وأضاف ممتاز: «الأحزاب دائماً تتحدث عن اشتراطات مسبقة للمبادرات، وعلى القوى السياسية إذا أرادت التحدث عن الوفاق الوطني، أن تدخل في الحوار أولاً قبل وضع الشروط». من جهة ثانية، قال مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب نافع علي نافع إن دولة الجنوب حسمت أمرها في إصلاح علاقتها مع السودان، وأردف «نعتقد أن الجنوب حسم أمره على أن يصلح علاقاته مع السودان»، وشدد على أن الذي يحدث في الجنوب سيعينها على تطوير علاقتها مع السودان وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
مشاركة :