الصين دولة موحدة متعددة القوميات، تتعايش فيها الأديان المختلفة، كما أنها تمارس سياسة وطنية تتسم بالمساواة، وتحترم وتحمي حقوق الحرية الدينية لمختلف القوميات، وتتمتع الصين بتاريخ حضاري يتكون من 5 آلاف سنة، وجاءت حرب الأفيون في عام 1840 لتشق تاريخها عن حضارتها بشكل فظ، بعد ذلك دخلت الصين العصرنة الغربية، وكان الاتجاه الرئيسي هو استيعاب الحضارة الغربية، فعن وعي وغير وعي أدخل الصيني كلمة «القومية» من المفهوم الغربي المختلف في أواخر القرن التاسع عشر إلى ثقافته.ويكشف «تشنغ تسشيان» في كتابه «قوميات الصين ودياناتها» أن الرأسمالية الأوروبية مارست الغزو الاستعماري على نطاق العالم، وكانت الصين موجودة كدولة منذ آلاف السنين، باعتبارها دولة موحدة متعددة القوميات، وكانت ثورة البرجوازية الصينية تحاول أن تستغل فكرة القومية الغربية لإشعال الحركة الشعبية لإنقاذ الصين، وفيما بعد عرض المفكر الصيني ليانغ تشي فكرته عن القومية، إذ لا بد للصينيين أن يكونوا قومية موحدة لمقاومة الغزوة الاستعمارية.وفي عام 1912 أعلن رئيس الجمهورية الصينية المؤقت «سون تشونغ شان» أن جذر الصين يتأصل في شعبه وتوحيد مناطق الصين المختلفة، لكن خلال هذه الفترة دبرت روسيا إعلان بوذا الحي لاستقلال منغوليا، في ذلك الوقت اجتمع الأمراء والأشراف والحكام لمنغوليا الشرقية وقرروا أن يقاوموا الاستقلال وأعلنوا: «إن إقليم منغوليا يرتبط بمناطق الصين الداخلية كارتباط الشفاه بالأسنان، مع مرور مئات السنين تتعايش قومية «هان» وقومية «منغوليا» مثل أسرة واحدة، ننتمي ونحن منغوليون إلى قوميات صينية، فيجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا لحماية وطننا المشترك».
مشاركة :