استبعاد ترتيبات أميركية للجمع بين حفتر والسراج لحل الأزمة الليبية

  • 4/22/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

نفى، أمس، مقربون من المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، لـ«الشرق الأوسط» وجود أي ترتيبات في الوقت الراهن لعقد اجتماع مع فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، وتزامن ذلك مع إعلان وزير الدولة الجزائري عبد القادر مساهل، عقب اجتماعه مع السراج، أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الراهنة في ليبيا، مؤكداً في المقابل على ضرورة الحوار بين أطراف المشهد السياسي الليبي على أرضية الاتفاق السياسي. ورداً على تقارير غير رسمية تحدثت عن وساطة إيطالية للجمع بين حفتر والسراج في الولايات المتحدة، أوضح مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا توجد حالياً أي خطط للمشير حفتر لزيارة الولايات المتحدة، وبالتالي فهذه التقارير التي تزعم إمكانية لقائه مع السراج هناك، هي مجرد تخمينات لا صحة لها على الإطلاق». وتزامنت هذه المعلومات مع دعوة أطلقها أمس مسؤول في رابطة الشمال اليمينية المعارضة في إيطاليا لرئيس حكومتها باولو جينتيلوني لترتيب لقاء مع المشير حفتر. ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن عضو مجلس النواب برابطة الشمال، أليساندرو بأغانو، في تغريدة على موقع «تويتر» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «سيلتقي بواشنطن كلاً من السراج وحفتر». لكنه تساءل: «لماذا لا يجتمع فوراً جينتيلوني بالمشير حفتر؟!». وراجت معلومات عن اعتزام إدارة ترمب تقديم دعوة مشتركة لحفتر والسراج لزيارة واشنطن خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل، لكن مصادر في البرلمان الليبي الداعم لحفتر ومسؤول مقرب من حفتر قالوا في المقابل إنها معلومات غير صحيحة. وكان حفتر قد رفض عقد لقاء ثانٍ مع السراج بوساطة مصرية في القاهرة قبل بضعة أسابيع، علما بأنهما التقيا بمقر حفتر في شرق ليبيا، عقب تولي السراج منصبه، مطلع العام الماضي. وعلى صعيد متصل، التقى أمس وزير الدولة الجزائري عبد القادر مساهل في العاصمة الليبية طرابلس مع فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، حيث أوضح السراج أنه مستمر في مد يد الوفاق لكل الأطراف لتسهم في بناء الوطن، مؤكداً أنه لا بديل عن التوافق وقبول كل طرف للآخر، معتبراً أن الحوار يتطلب وقف وإنهاء عمليات التصعيد العسكري، خصوصاً في الجنوب الليبي، وأن «هذا يربك العملية السياسية ويعمق الخلافات التي نحاول تسويتها». وقال السراج إن الخطاب العقلاني يجب أن يسود ليمهد الطريق أمام حوار ناجح، وإنه بالإمكان، إن صفت النيات، مُعالجة المعوقات التي تواجه الاتفاق السياسي الليبي، وفقاً للآليات التي يتضمنها هذا الاتفاق. من جانبه، قال أحمد معيتيق نائب السراج، الذي التقى أيضاً المسؤول الجزائري، إنهما اتفقا على دعوة دول الجوار الجغرافي لليبيا لعقد جلسة في العاصمة طرابلس، تسهم بشكل مباشر الاستمرار في مسيرة الحوار من أجل توحيد الصف، والبدء في بناء مؤسسات الدولة. وفي المقابل، أكد مساهل أن الوضع في الجنوب الليبي يقع ضمن أجندته لحل الأزمة الليبية، وقال إن «الجنوب جزء من ليبيا، وجزء من الحل»، مشيراً إلى أنه بعد زيارته لغرب وشرق البلاد ستكون له زيارة للجنوب من أجل وضع أهاليه في صورة حل الأزمة وفق حوار هادف، واسترشد في هذا السياق بتجربة الجزائر في حل أزمتها عن طريق الحوار، وتغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الأخرى، مما جعلها تعيش اليوم حالة من الاستقرار الأمني والاجتماعي، مؤكداً التماسه الرغبة الصادقة في كل من التقاهم بالمناطق التي قام بزيارتها لإيجاد حل للأزمة الليبية عن طريق الحوار البناء والهادف إلى لمِّ الشمل. وبينما أعلن مساهل أن بلاده لن تترك ليبيا، موضحاً أنها ستكون سنداً لها في محنتها مثلما كانت ليبيا سنداً وعونا للجزائر أثناء حربها ضد الاستعمار الفرنسي، نفى مع ذلك وجود مبادرة جزائرية لحل الأزمة في ليبيا، لافتاً إلى أن «اتفاق الصخيرات المبرم قبل نحو عامين في المغرب برعاية الأمم المتحدة، ليس مقدساً ويمكن تعديله». وقال مساهل خلال مؤتمر صحافي مع رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عبد الرحمن السويحلي إنه «يمكن تعديله هذا الاتفاق بشرط أن يتم دون تدخلات أجنبية وبإرادة ليبية»، على حد تعبيره. إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة إن أحدث أرقام المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا أظهرت وجود 294.436 نازحاً داخلياً مقيماً بـ89 بلدية في أرجاء ليبيا و196.852 عائداً إلى مدينتهم الأصليّة بـ30 بلديّة. ولفتت في تقرير لها، أمس، إلى أن مدينة بنغازي في المنطقة الشرقية ما زالت تضمّ أكبر عدد للنازحين داخليا بـ38.400 فرد نازح، تمّ تسجيلهم خلال هذه الجولة بالإضافة إلى أبوسليم وبني وليد وأجدابيا ومصراتة، التي مثّلت كذلك أبرز البلديات التي تضم نازحين».

مشاركة :