حازم المستكاوي يعيد اكتشاف تمازج الخط العربي مع أوراق الكرتون

  • 5/11/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قدّم الفنان المصري المقيم في النمسا حازم المستكاوي معرضه «مساحات خطية» في غاليري كلية العمارة والتصميم والفنون بالجامعة الأميركية في الشارقة في إطار بينالي الشارقة للخط. وأتى المعرض بمثابة احتفال بالأعمال النحتية والتركيبية والخطوط العربية الهندسية التي ابتكرها الفنان الذي شغل قبل نحو عشر سنوات منصب المدير العام لمتحف الفن الحديث في القاهرة. تلقى المستكاوي الدعوة من مؤسسة الشارقة للفنون على أساس تعامله مع الخط العربي الذي لا يعتمد التشكيل التقليدي أو الاستعمال الكلاسيكي للخطوط العربية أو الاستعمال الحديث للخطوط والكتابات في الفنون في ما عرف باسم «الحروفية». ويصف المعرض بأنه عرض لاستعمال الخط العربي بقواعد هندسيــة تتقاطع فيها الكتابة مع التصميم مع العمارة في تشكيلات نحتية لا تحاكي ما هو متعارف عليه بشكل مباشر، بل تتناول تاريخ الكتابة مفاهيمياً وتعيد تحليلها وتوظيفها وتناولها في طرح مغاير. تنتمي غالبية أعمال المستكاوي منذ نهاية تسعينات القرن العشرين، إلى المنظومة الفكرية والفنية ذاتها التي تمثل الإطار العام لأعماله، عبر تناول فكرة الهوية على نحو يتقاطع فيها الفن مع الاجتماع السياسي حيث السؤال حول الشرق والغرب، وعبر لغة فنية بصرية، إذ يستبدل الوحدات الرقمية والمعايير المساحية باللغة والكلمات، كـ «الشرق» و «الغرب» وتكرارها لتبدو ظاهرياً كالوحدات الرقمية، ولكنها في الحقيقة لغوية وثقافية وفكرية كمعيار وكوحدة للقياس. يتعامل الفنان المصري مع خامات الكرتون والورق والغراء الشفاف منذ 1997 بعدما كان يتعامل مع خامات كلاسيكية صلبة، كالبرونز والخشب والحديد والغرانيت. ويلفت أن هذا التعامل مع خاماته الجديدة، ساهم في خروجه من قوالب النحت الثابتة بأساليبه التقليدية إلى عالم أكثر رحابة، يتسم بالانفتاح، معتبراً أن الإنشاء والتركيب والتكوينات البنائية هي الأساس في تشكيل أعماله، وهذا معاكس تماماً لفكرة النحت التقليدي الذي يعتمد على الحذف من الكتلة. ولكن ظلت مقومات البناء النحتي المتماسك المتوازن ثابتة وأساسية في أعماله على رغم استعمال خامات ربما يظن البعض أنها هشة وضعيفة. تتحرك أعمال المستكاوي بين الفن والتصميم والعمارة منذ سنوات، وهذا التقاطع يلعب دوراً أساسياً في صياغة وبناء ما يمكن أن نطلق عليه Specific Object وهو الشكل الذي يقوم على الحد الأدنى، ويختزل الشكل الفني إلى أقل عدد ممكن من العناصر . وتلعب الهندسية الصارمة (Rigid Geometry) على إستخدام أبسط المفاهيم والوحدات الهندسية كالمربع والمكعب كوحدة متكررة سواء بالحذف أو الإضافة، ولكن بالقدر ذاته، ويتم تطويعها تشكيلياً حتى تحيل العمل إلى وحدة متكاملة أو ما يمكن أن نطلق عليه النحت التراكمي (Stack Sculpture). بعد سنوات من العيش في فيينا يقول حازم المستكاوي إن تجربته كمدير سابق لمتحف الفن الحديث في مصر «قصيرة لم تتعد التسعة أشهر، وفيها من المشاكل والبيروقراطية والصراعات ما يفوق فرص دراسة محتويات المتحف من أعمال فنية»، لذلك لا يعول عليها خصوصاً في مدى تأثيرها على رؤيته لتاريخ الفن المصري الحديث. ويقول: «ما يمكن أن يكون له مقدار كبير من الأهمية هنا، إدراكي المباشر والواضح أن تاريخ الفن المصري الحديث لم تتم رعايته أو دراسته أو تحليله بشكل كافٍ أو بالأساليب العلمية الصحيحة، وبالتالي لم نستفد منه لا فنياً ولا تاريخياً ولا علمياً». ويشير إلى أن أهم ما في تجربته المصرية أن هذا المتحف كان نتيجة العدد الكبير للأعمال الفنية المتراكمة في داخله سواء في العرض أو في المخازن، خصوصاً أنه لا بد من التوقف عن الأعمال التي لا ترتقي إلى مستوى الأعمال المتحفية. ويدعو المستكاوي المسؤولين في مصر إلى إنشاء متحف منفصل للفنون المعاصرة حيث لا مكان ولا مجال للمعاصرة في متحف الفن المصري الحديث، ولن يتم الاعتراف الثقافي والمجتمعي بالفنون المعاصرة من دون مؤسسات تقتني وتؤرخ وتدعم ذلك النوع من الفنون. في المقابل، يرى المستكاوي أن ثمة ازدهاراً في أسواق الفنون العربية على الصعيد التجاري، لكن وفقاً لتعبيراته «يجب ألا نبالغ في قيمتها الثقافية حيث أنها تجارية في المقام الأول، وتعتمد على المزايدات وعلى المــوضات الفنية وقيمتها الفنية تأتي بعد ذلك، خصوصاً مع غياب المتاحف عن عمليــات الاقتناء، واعتمادها على المقتنيات الفردية». ويضيف: «المؤسسات المتحفية العربية والعالمية تغيب عن مثل هذه المزايدات وبالتالي تظل عملية البيع والشراء ذات قيمة وفائدة مادية مباشرة للفنان والمقتني الشخصي (المستثمر) وبالطبع للسمسار المستفيد من الطرفين». عرض الفنان المصري أعماله في عديد من الغاليريات العالمية، ومنها AB السويسري، وقدّمت أعماله في سوق دبي للفن و «آرت أبو ظبي». والمستكاوي من مواليد 1965، ويحسب على جيل أبدى انحيازاً واضحاً للفن المعاصر، وكان من بين أبرز الأسماء التي حققت حضوراً مبكراً في المجال بفضل هذا الانحياز. نال جائزة تشجيعية في صالون الشباب في مصر عام 1994 كما نال الجائزة الكبرى لبينالي دكا في بنغلادش عام 2008. الخط العربي

مشاركة :