افتتح أمس في عمان "ملتقى المدافعين الثالث عن حرية الإعلام في العالم العربي" بحضور أكثر من 350 إعلاميا وصحافيا وناشطا وسياسيا بينهم فنانون بارزون كالفنان اللبناني مارسيل خليفة ونشطاء بارزين بينهم الإعلامي الإيراني ما شاء الله شمس الواعظين الحائز على جائزة "بطل الصحافة" من "معهد الصحافة الدولي". وفي كلمة افتتاحية طلب رئيس مركز حماية الصحافيين في الأردن نضال منصور الوقوف دقيقة صمت حدادا على الصحافيين الذين رحلوا أو اختفوا في الحروب والثورات في العالم العربي، وأشار منصور في كلمته: "الى أن الإعلام العربي لم يلتقط أنفاس الحرية بعد" مشيرا الى أن "الامتيازات التي حظي بها بعض الصحافيين استبيحت وصارت مرتعا لمعارك داعس والغبراء". وأشار الى أن "الانتهاكات لم تعد حكرا على الحكومات بل لبعض الأجهزة التي تتلطى بحجة الأمن الوطني وشعارات تتماهى مع خطاب الطغاة". كلمة وجدانية مؤثرة ألقاها الفنان مارسيل خليفة من أجل "طوق من الحرية ينقذنا ويكنس شظايا الألم" وقال: "إن الحرية وحدها تبحث عمن يرشدها فلا تجد" ولفت الى "أننا لن نتوقف عن المقامرة للوصول الى ابتسامة ونسير وراء أحلامنا لتتأجج الحياة". وقال الإعلامي الإيراني ما شاء الله شمس الواعظين: "تجربتي الصحافية كانت مريرة بعد وصول الرئيس محمّد خاتمي الى سدّة الحكم عام 1997 وخلنا أنه جاء "ربيع طهران"، وأصدرنا أول صحيفة لم تتحملها السلطات الإيرانية بعد العدد الأول فأغلقتها، وبعد يوم واحد أسسنا الصحيفة الثانية وبعد صدور 45 عددا أودعت السجن لمدّة شهر وبعد خروجي أصدرنا الصحيفة الثالثة فأغلقت وحوكمت في محكمة الثورة وأودعت السجن لستة أشهر، خرجت بعدها لأؤسس الصحيفة الرابعة التي أغلقت مجددا وسجنت 3 أعوام وصدر حكم بسجني 3 أعوام ومنعي من العمل الصحافي "حتى إشعار آخر" كما ورد في الحكم الصادر". وأكمل شمس الدين الواعظين: "بعد الإفراج عني عام 2001 عينت رئيسا لاتحاد الصحافيين الإيرانيين وبعد مجيء الرئيس حسن روحاني الى السلطة دخلنا مرة جديدة في مرحلة "ربيع طهران" لكنّ كثيرا من زملائي من الصحافيين والمدونين لا يزالون في السجن ولا تزال الرقابة شديدة في إيران". وكرر عبارة رائجة في إيران: "نحظى في إيران بحرية التعبير لكننا لا نحظى بالحرية بعد التعبير" وقال: "طالما سألت لم هذه الجدلية بين السلطات الثلاث والسلطة الرابعة ولماذا تطلب السلطات الثلاث أن توفر لها السلطة الرابعة الاستقرار السياسي والثبات على حساب حرية الصحافة؟" وكرر "إن الصحافة تشكل العمود الفقري لثقة الرأي العام بالسلطات الثلاث، أعطونا الثبات والاستقرار لنعطيكم ثقة الرأي العام".
مشاركة :