3 مسنين محكومين بالقصاص يتمسكون بالأمل بعد تنازل أولياء الدم عنهم المشروط بتوفير ديات مليونية

  • 4/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة وصف : يتمسك 3 مسنين محكومين بالقصاص بالأمل بعد تنازل أولياء الدم عنهم المشروط بتوفير ديات مليونية؛ ذلك بعد أن أمضوا سنوات طويلة خلف القضبان أطفأت زهرة شبابهم وحولتهم لكهول، قصص مؤثرة رواها الجناة لبرنامج “ما لم تَر” على قناة “mbc” مع  الإعلامي إبراهيم الفرحان ، في حلقة ناقشت دية القصاص والمتاجرة بالدماء، وتطرقت إلى لحظات الغضب الشيطانية التى تسببت في مقتل أصدقاء هؤلاء الشباب ، وتناولت ما دفعوه من ثمن باهظ من مستقبلهم وأحلامهم وأسرهم وحياتهم!   الزوجة والقتل والدية وتفصيلاً، يقول “مختار محمود” الذي تغشى وجهه سحابة من الهم والحزن ؛ بعد أن  قضى 24 سنة في السجن بعيداً عن زوجته وأولاده في مصر: “منذ 24 سنة لم ألتقِ بزوجتي ، وسيلة التواصل الوحيدة بيننا الهاتف”، مشيراً إلى أن زوجته “صابرة ومحتسبة بقدر الله” ؛ لكنه يتشبث بالرجاء والدعاء: “أدعو الله أن يأتي بالفرج من عنده” ، ويستذكر بحزن وألم اللحظة التي أدت لوفاة صديقه بالسكين التي حاول قتله بها لينتزعها منه ويغرسها في بطنه ؛ ليحكم عليه القاضي بالقصاص الذي تم تأجيله لوجود قصر ؛ ثم صدر له بعدها تنازل مشروط بدية 5 ملايين ريال ، وقبل 15 سنة رفض أهل القتيل قبول مبلغ مليون ريال تبرع به فاعل خير، وتمسكوا بالمبلغ كاملاً!   لم يشعر بوفاته! وبنفس مطمئنة يؤكد “علي الصبياني” ، أن ثقته بالله لم تهتز يوماً في العفو عنه، قائلاً: “الأمل في الله كبير ، وهذا إيماني الذي لم يتغير  من حصول القضية ومرور السنوات الطويلة ، والحمد لله لم يمر يوم اهتزت فيه ثقتي بالله ” ؛ حيث يستعيد قصته التي بدأت قبل 23 سنة في عام 1415 ، عندما اجتمع ثلاثتهم “هو وصديقان له” في منزل أحدهم وتعاطوا المسكر ثم قرروا المبيت عنده حتى لا يتعرضوا للمساءلة حال عودتهم لمنازلهم وهم في تلك الحالة ، وفجأة استيقظ صديقه “محمد” وقرر الخروج وحينها قاومه وقام بمنعه لتحدث بينهما مشادة سدد فيها لكمة لوجه صديقه أسقطته أرضاً وتوفي على أثرها ؛ بينما عاد “علي” إلى تعاطي المزيد من المسكر دون أن يشعر بوفاة صديقه ؛ ثم صدر بحقه حكم بالقصاص المؤجل لوجود قصّر، وبعد 20 سنة تم العفو عنه بدية مشروطة بـ 4 ملايين ريال.   ضربة قاضية ويقول “ناصر عمر” ؛ بعد أن حبس دموعه: “أنا راضٍ بقضاء الله ، لدينا أمل في الله كبير ، أنا متفائل!”، ثم يعود بالذاكرة 21 سنة مضت عندما كان عمره 32 سنة ، حينها قاده حظه العاثر أن يزوره صديقه ذات ليلة بعد عودته مرهقا من عمله الذي كان في حالة عصبية ، طالباً منه الخروج لتناول العشاء فرفض بحجة تعبه وإرهاقه لتبدأ بينهما مشادة كلامية انتهت بمضاربة بالأيدي ، دفع فيها رأسه بقوه على الجدار لتكون ضربة قاضية أدت لوفاته ؛ حيث ينتظر تنفيذ القصاص في أي لحظة بعد  نهاية المدة المحددة للتنازل المشروط بدفع دية 4 ملايين.   سماسرة الدماء وناقش برنامج “ما لم تَر” تحول الديات لتجارة بعد دخول من يسمون بتجار الدم أو سعاة الدماء في قضايا القتل ، والتي أصبحت هاجسا يؤرق المجتمع مع تنامي الديات والأرباح التي يجنيها سماسرة الدماء ، مشيرا إلى أن الدية التي أقرتها الشريعة الإسلامية تحولت من عقوبة للردع والزجر لمتاجرة بالدم ، وأفرزت أرقاما مهولة جعلت أسر المحكوم عليهم بالقصاص تلجأ لأساليب الاستجداء والمناشدات ، ووصل الأمر بهم إلى الإعلانات في وسائل الإعلام لجباية تلك المبالغ الفلكية ، واصفا بأنها “تجارة رخيصة ، دفعت الجهات المعنية لوضع سقف ملزم وعادل للدية لاسيما بعدما انتشر سماسرة يتاجرون فيها مقابل نسبة معينة”.   مظاهر للتفاخر وعن المبالغة بالديات ، يقول عضو مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين بجدة ،عبدالله بن مرعي بن محفوظ: “لم نجد من أهل الخير من يتبرع ولو بمليون، رفضاً منهم لتحول الديات إلى مظاهر للتفاخر ، وعندما بالغ الناس فيها وصلت إلى 50 و70 و100 مليون!”.   تحول العقوبة وقال المحامي عبد العزيز العصيمي، إن ظاهرة المبالغة بالديات التي استحدثت في السنوات الاخيرة أشبه بالمتاجرة بالأرواح ، فيما أرجع أستاذ علم الاجتماع والجريمة ،الدكتور إبراهيم محمد الزبن، ارتفاع أسباب جرائم القتل إلى المبالغة في الديات التي تحولت من عقوبة رادعة إلى وسيلة متاجرة. 1   (1)

مشاركة :