زارت «اليمامة» الزميل «السابق» والشاعر والأديب عبدالكريم العودة بعد عودته من الصين وسط «رهط» من المسؤولين والمثقفين الذين تقاطروا على منزله حتى امتلأ بهم.. وأخبرنا العودة أنه في انتظار تأشيرة الدخول إلى ألمانيا في الأسبوعين القادمين من أجل استكمال علاجه من النوبة القلبية التي أصابته في الصين.. وقد (امتلأت) المواقع الثقافية بالكتابة عن العودة كشاعر متميز وكاتب وأديب.. فقال الأستاذ إبراهيم التركي: عبدالكريم العودة الغائب في حضوره، الحاضر في غيابه، لا يكاد يبين، وهو الفصيح الصريح، وإذا احتمل مسؤولية توقفه فليتنا نسعى لاستعادته.. وأشار القاص أحمد الدويحي إلى أن عبدالكريم العودة الشاعر مقل، لكنه مجيد وبارع في نصوصه المعدة، ويعد من وجهة نظري أحد أهم كتاب الكوميديا السوداء. وأوضح القاص والكاتب محمد علوان أن العودة شاعر يتحكم في اللغة ويطوعها لتصل طازجة تدخل إلى قلوب الناس دون استئذان وتقنع عقولنا بصدقها المجرد، وهو لا يفتعل البوح أو المعاناة. وأشار عبدالله الكويليت رئيس تحرير مجلة الفيصل إلى أن الشهادات تكتب عادة عن الأموات، أما الشهادة عن الأحياء ففيها نوع من التملق والمجاملة والعطف، وعبدالكريم مبدع متعدد المواهب، فقد كان شاعراً وكاتباً وناقداً متميزاً وينطوي على ثقافة عالية جداً، ولدي قناعة شديدة بأنه ربما كان الأبرز والأعماق ثقافة بين مثقفي جيله، فهو قارئ عميق للتراث ومتابع دؤوب للأدب الحديث، والمدارس الفلسفية المعاصرة، وكان - ولا يزال - شخصية خجولة مسالمة وساخرة على المستوى الشخصي. وكتب الشاعر عبدالله الزيد عن العودة قائلاً : عبدالكريم العودة هذا الإنسان النبيل.. والفنان العذب، الشاعر المذهل الناثر الآسر.. سنجتاز عقوداً عديدة، ونغادر مراحل مديدة دون أن نعثر على مثيل له.. وقد أسعدني الحظ بمزاملته بالعمل في وزارة الثقافة والإعلام.. وبمشاركته النشر في مجلة اليمامة. وقال محمد جبر الحربي عن العودة: أحتفظ للشاعر والمثقف الكبير المعلم عبدالكريم العودة بأربع قصائد هي: «خيول المتنبي على أبواب كافور» و«توقيعات على رمل الخليج» و«فاتحة القصائد» و«البكاء بين يدي فاطمة» وهي قصائد تشبه عبدالكريم إلى حد بعيد، فهي عالية رقيقة، دافئة عميقة، هادئة ثائرة، ذات طابع سيمفوني، وهي حوار أمواج، مد وجزر، وأسئلة داخلية، وغموض هادف.. وأوضح علي الدميني أنه أمام عبدالكريم العودة لا يجد وصفاً يشابه جوهره إلا القلة من أمثاله.. ومن جانبه أشار د. عبدالله الوشمي إلى بهجته بما تناقلته وسائل الإعلام من أمر خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - للمبادرة في علاج الأديب البارز الأستاذ عبدالكريم العودة في ألمانيا إثر ما أصابه في غربته من ألم في قلبه، وقد سعدت بالمشاركة معه في عضويات في وزارة الثقافة والإعلام والنادي الأدبي بالرياض، وقد نشطت في فترة من الزمن بالتواصل والتعاون مع الزميلة أ.ليلى الأحيدب والزميل عمر عبدالرحمن، وعلمت أن عندهما من شعره أكثر مما وجدته عنده من شعره وإبداعه. أما القاصة والكاتبة ليلى الأحيدب فتقول: كنت أقرأ لعبدالكريم العودة، وأشعر أنه شاعر صادق قد أمضى في غواية القول.. علقنا بجنة الشعر وارتكب الغياب.. ويقول في مقالة نشرت في «اليمامة» بعنوان (أنا وهو) متماهياً مع قلمه (هو لا يؤمن بأنصاف الجنون، فإما أن يعبر بجنون كامل أو يموت كما تموت الوعول». الناصر.. المحرك وكان الكاتب والقاص عبدالله الناصر هو من حرك (الساحة) في بداية معرفته بمرض عبدالكريم المفاجئ في الصين إذ كتب على صفحات الشقيقة الرياض في عموده الأسبوعي (بالفصيح): عرفت عبدالكريم عن قرب حينما تزاملنا في الولايات المتحدة في مكتب هيوست، فهو مثقف صاحب قلم بارع وفكر مستنير. وناشد الناصر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزارء وزير الدفاع وصديق الأدباء، وراعي الكتاب، وصاحب النخوة والمروءة.. وجاءت استجابة الديوان الملكي بسرعة أسعدت (قلوب) الكثيرين.. من (عشاق) كتابات وأشعار عبدالكريم.
مشاركة :