قطر تقدم مثالاً رائعاً لتكاتف القيادة مع المواطنين

  • 4/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وصف سياسيون، وخبراء إطلاق سراح المواطنين القطريين المختطفين بالعراق بأنه انتصار جديد للسياسة والدبلوماسية القطرية، وأكدوا أن قطر نجحت في تجاوز هذه الأزمة التي قاربت على العامين دون خسائر، وهو ما يضاف إلى رصيدها الناجح في التعامل مع كافة الملفات والقضايا الصعبة والشائكة، لافتين إلى أن عملية إطلاق سراح المواطنين القطريين لم تكن سهلة، في ظل الصعوبات التي تعيشها العراق حالياً. وقالوا: «إن ما حدث يعد نتاجاً ومثالاً رائعاً لتكاتف المواطنين وأسر المخطوفين حول القيادة الرشيدة في قطر، التي نجحت في تحرير أبنائها»، وأضافوا أن هذه العملية البيضاء تؤكد قدرة القيادة القطرية على حماية أهلها حتى في المناطق الخطرة مثل العراق. ولفتوا إلى أن إطلاق سراح المواطنين القطريين يعد نهاية للظلم الذي وقع عليهم، حينما دخلوا إلى مدينة المثنى العراقية للصيد بموافقة رسمية من جميع الجهات في العراق. عبد الشافي: شهادة نجاح للدبلوماسية القطرية قال الدكتور عصام عبدالشافي -أستاذ العلاقات الدولية بجامعة صقاريا التركية ومدير المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية- إن عملية تحرير القطريين الذين تم اختطافهم في العراق منذ ديسمبر 2015، وبعد مرور نحو عام ونصف على اختطافهم، هو شهادة نجاح للدبلوماسية القطرية بدرجة كبيرة، وخاصة في ظل التطورات والتداعيات التي صاحبت عملية الاختطاف من ناحية، وفي ظل التحديات الكبرى التي تشهدها الساحة العراقية، مع تنامي الصراعات وتشعب الأطراف الفاعلة، وتعدد الميلشيات التي تعمل بعيداً عن الحكومة المركزية في بغداد، بل وتشابك الوضع العراقي مع الوضع السوري، وما ترتب على هذا التشابك من مزيد من الصعوبات التي وصلت إلى حد المساومات والابتزاز السياسي والمالي، في شكل أقرب لحروب العصابات ومرتزقة الحروب؛ ولذلك فإن التحرك القطري، وفي ظل هذه الخصوصية للأزمة، كان لابد أن يتحرك في مسارين رئيسيين: الأول: هو التفاوض المباشر مع الجهة الخاطفة؛ لأنه في مثل هذه الحالات يكون من الخطأ الاستراتيجي تجاوزها، وإلا فإن ردود الفعل ستكون خارج السيطرة، وخاصة في بيئة تشهد ضعفاً للحكومة المركزية في السيطرة، ومع تداخل أطراف إقليمية ودولية، وارتباط عشرات الجماعات والميلشيات التي تعمل في الساحة العراقية بهذه الأطراف، يكون منطقياً أن يكون التواصل مع الجهة الخاطفة بالتنسيق مع أطراف عربية وإقليمية، إما لرعاية مثل هذا التواصل أو كضامن له. الثاني: حشد الدعم السياسي والدبلوماسي لملف المختطفين القطريين في العراق، وذلك للضغط على الحكومة العراقية للتحرك وبذل الجهود للإفراج عنهم، بحيث تتحمل الحكومة العراقية مسؤولياتها، بصفتها الجهة الأَوْلَى بالتواصل والتفاوض، والمسؤولة عن الحماية والتأمين، ما دام قد التزم جميع الأجانب من جميع الجنسيات، ومنهم القطريون، بإجراءات الدخول الرسمية وحصلوا على الموافقات الأمنية اللازمة لذلك. وفي سياق هذا المسار الثاني قال عبدالشافي: «من المهم والمفيد صدور بيانات ومواقف واضحة ومحددة من حكومات مختلفة، عربية ودولية، ومن منظمات وهيئات حقوقية، وسياسية، حكومية وغير حكومية، تدين عملية الاختطاف، وتطالب الحكومة العراقية ببذل كافة الجهود لضمان سلامتهم، وتأمين إطلاق سراحهم. وأكد عبدالشافي أن مثل هذه العمليات لا ترتبط فقط في وقوعها وفي إدارتها أو تسويتها بالاعتبارات الأمنية، ولكن العنصر الغالب يكون الاعتبارات السياسية، وفي كثير من الأحيان يكون الهدف كما ذكرت المساومة والابتزاز السياسي، وتسوية ملفات بملفات أخرى، من خلال الربط بين عملية الاختطاف على سبيل المثال، وتسوية ملف عدد من القرى السورية، أو بملفات أخرى يمكن أن يكون للسياسة القطرية دور فيها. وتابع أن الأمر يتطلب تقييماً حقيقياً وجادّاً لهذه الأزمة، وكيف تمت إدارتها، واستخراج الدروس المستفادة منها، وكيف يمكن البناء على هذه الدروس في بناء تراكم حقيقي وخبرة عملية جادة تستفيد منها المؤسسات القطرية، ودبلوماسيتها في التعاطي مع الأزمات المستقبلية، وهي متعددة ولن تتوقف في ظل الفوضى الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، وتنعكس على كل الدول. د. القحطاني: فرحتنا بعودة المختطفين لا توصف رفع الدكتور عايض بن دبسان القحطاني -رئيس مجلس الأمناء مدير عام مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف»- أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، مؤكداً أن عودة إخواننا المواطنين القطريين ومرافقيهم الذين كانوا مختطفين في العراق إلى أرض الوطن تعد حدثاً تاريخياً، يسجله التاريخ بأحرف من نور في سجل المواقف الرائدة والحكيمة التي تتمتع بها قيادتنا الرشيدة. وقال د. القحطاني إن الفرحة التي عمّت جميع أهل قطر بعودة المختطفين فاقت كل وصف، خاصة وهم يتابعون استقبال أميرنا المفدى لهم فور وصولهم أرض الوطن، وما حملته هذه اللحظات من معانٍ إنسانية رائعة، تؤكد أن قيادتنا الرشيدة تضع الإنسان القطري على رأس أولوياتها واهتماماتها، خاصة إذا ألمت به محنة، كما تؤكد الحكمة وقوة الصبر الذي تتمتع به قيادتنا الرشيدة في إدارة الملفات الصعبة والمعقدة. وتقدم الدكتور عايض القحطاني بجزيل الشكر ووافر الامتنان لكل الأطراف التي سعت إلى إطلاق سراح المواطنين القطريين ومرافقيهم من أيدي خاطفيهم، مشيداً بالدور الكبير الذي قامت به حكومتنا الرشيدة، والجهود الجبارة التي بذلتها الدبلوماسية القطرية على جميع الصعد، حتى حققت ما تصبو له قيادتنا الرشيدة وجميع أبناء شعبنا الوفي من إطلاق سراحهم وفرحة أهلهم بعودتهم سالمين ولله الحمد والمنة. وفي ختام تصريحه، هنأ د. القحطاني جميع العائدين إلى أرض الوطن، وأهلهم ومحبيهم على سلامتهم، وانتهاء هذه المحنة، داعياً الله تعالى أن يحفظ دولتنا الحبيبة قطر، أميراً وحكومة وشعباً، وأن يُديم عليها نعمة الأمن والأمان، وأن تظل كعبة المضيوم على مر العصور. حواس تقية: دبلوماسية الابتعاد عن الأضواء أثبتت جدواها قال الدكتور حواس تقية الباحث في العلوم السياسية بمركز الجزيرة للدراسات السياسية معلقاً على خبر إطلاق سراح المواطنين القطريين المختطفين في العراق إن ما حدث يعد نتاج تكاتف المواطنين وأسر المخطوفين حول القيادة الرشيدة في قطر، التي نجحت في تحرير أبنائها، بالإضافة إلى أنه دليل يؤكد على قدرة القيادة القطرية في حماية أهلها حتى في المناطق الخطرة مثل العراق. ولفت تقية إلى أن إطلاق سراح المواطنين القطريين يعد نهاية للظلم الذي وقع عليهم حينما دخلوا إلى مدينة المثنى العراقية للصيد بموافقة رسمية من جميع الجهات في العراق. وأكد أن نجاح القيادة القطرية في تحرير مواطنيها المختطفين يدل على صواب استثمارها في تكوين شبكات ثقة، ومنافع متبادلة مع جوارها الإقليمي والدولي، مثل العلاقات مع إيران ولبنان والحكومة العراقية، وقد ساهمت كل هذه العلاقات بلا شك في نجاح مساعي تحرير المواطنين القطريين المختطفين. وقد أشار إلى ذلك رئيس الحكومة العراقية حيدر لعبادي حين أثنى بالشكر على دور دولة صديقة ولعله يقصد إيران. أما فيما يتعلق بجهود صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فأشار تقية إلى أن سموه ظل محافظاً على ملف القطريين المختطفين ضمن أولوياته في لقاءاته مع قادة المنطقة، وفي تحركاته الدبلوماسية. وأضاف تقية أن دبلوماسية الابتعاد عن الأضواء التي انتهجتها قطر في السعي إلى إطلاق مواطنيها المختطفين أثبتت فعاليتها، ويؤكد هذا النجاح في إطلاق سراح المواطنين القطريين المختطفين سبب تعلق القطريين بقيادتهم التي تشعرهم بالأمان والحماية طيلة الوقت حتى في المخاطر.;

مشاركة :