أوصت ندوة «دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري» التي أقامتها الجامعة الإسلامية، ممثلة في كرسي دراسات المسجد النبوي الشريف والرئاسة العامة لشؤون الحرمين، بإنشاء «لجنة علمية» في وكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي لتوفير المراجع والمصادر المهتمة في قضايا الأمن الفكري، وتزود الخطباء بالمعلومات والإحصاءات التي يتم جمعها بالتنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة.كذلك العمل على نشر الخطب التي تعنى بقضايا الأمن الفكري صوتيا وإلكترونيا وورقيا وترجمتها إلى اللغات العالمية، وبثها مترجمة عبر قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية، وطبعها وإهدائها للسفارات في خارج البلاد، وتوزيعها على الحجاج والمعتمرين والزوار، تعميما لنفع خطب المسجد النبوي الشريف. والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل الجوال التوجيهية في نشر الخطب واختصار مضامينها، ليسهل تناقلها بين المسلمين في داخل البلاد وخارجها، والتعاون مع الإذاعة والتلفزيون لبث المحاضرات والدروس الخاصة بالأمن الفكري.مقومات الأمن الفكريفيما أكد المشاركون على أن الأمن الفكري مطلب شرعي، ويكون ذلك بالاعتصام بالكتاب والسنة ومنهج الوسطية والاعتدال ولزوم الجماعة والرجوع للعلماء المعتبرين، وطاعة ولي الأمر المسلم في المعروف وعدم الخروج عليه، وتحقيق الاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف، ومعرفة الحقائق الشرعية بضوابطها وفق منهج ومعتقد أهل السنة والجماعة، ومن ذلك ما يتعلق بالإيمان والتكفير، والولاء والبراء، والبيعة، والجهاد، وكل ما يتعلق بالفكر، فمعرفة ذلك وتحقيقه يعتبر من أهم مقومات الأمن الفكري، وبه يتحقق صحة المعتقد وسلامة المنهج وحسن التصور للأمور، ويترتب على ذلك صواب الأعمال وأثرها الطيب على الفرد والمجتمع، وأن مخالفة ذلك والانحراف عنه له آثاره السيئة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بل وفيه الإخلال بالضروريات الخمس التي جاء الإسلام بالمحافظة عليها.الروافد البحثيةويرى المشاركون أهمية دعم مكتبة المسجد النبوي باعتبارها رافدا بحثيا ومعلوماتيا بالمزيد من المراجع والمصادر المرتبطة بالأمن الفكري، وإنشاء معرض دائم للكتب والنشرات ومصادر المعرفة المتعلقة بتعزيز الأمن الفكري، وتطوير موقعها الإلكتروني وصفحاتها المشاركة في الشبكات الاجتماعية.وأشاد المشاركون في الندوة بجهود خادم الحرمين الشريفين في العناية الفائقة بالحرمين الشريفين وعمارتها وتوسعتها، وعنايته بالحجاج والزوار وتوفير الأمن والأمان والخدمات لقاصدي الحرمين وفي كل أرجاء المملكة.العقيدة الصحيحةوثمن المشاركون الدور العظيم الذي تقوم به الرئاسة العامة لشؤون الحرمين في غرس العقيدة الصحيحة وتصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال الخطب والدروس والفتاوى والمحاضرات والدورات العلمية وكلية ومعهد المسجد النبوي وإدارة الأمن الفكري.وأكدوا أن خطب الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ثرية بمضامين الوسطية، حافلة بنتاج سخي جادت به قرائح أئمة وخطباء المسجد الحرام والمسجد النبوي، في مجال نصح الأمة وتوجيهها ومناقشة قضاياها، والتصدي لقوارع الفتن، ونوازل الأفكار الضالة، والرؤى المنحرفة، بالبيان والتفنيد، وبذل الجهد في تقرير منهج الوسطية والاعتدال، وتعزيز الأمن الفكري، والأمن بمفهومه الشامل.وتشيد الندوة بالتعاون البنّاء والمثمر والتفاعل الإيجابي بين الجامعة الإسلامية والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في كل المجالات.وقد رفع المشاركون في الندوة المنعقدة الأربعاء المنصرم، جزيل شكرهم وعظيم امتنانهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على عنايته بالحرمين الشريفين، وعنايته بحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوفير الأمن والأمان والخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين وفي كل أرجاء المملكة، كما رفعوا شكرهم وتقديرهم لسمو ولي العهد، ولسمو ولي ولي العهد، ولسمو أمير منطقة المدينة المنورة، ولوزير التعليم.وتقدم المشاركون في الندوة إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وفي مقدمتهم الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وإلى الجامعة الإسلامية وفي مقدمتهم مديرها الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي، وإلى مموّل كرسي دراسات المسجد النبوي الشريف الشيخ يوسف بن زَبْنَ الله العِطير، والقائمين على الكرسي، بوافر الشكر والتقدير على الجهود الكبيرة في تنظيم الندوة، ووجهوا شكرهم للجان العاملة فيها على حسن الإعداد وجميل العناية بالمشاركين والحضور.
مشاركة :