المثقفون السعوديون يبحثون عن ملاذ جديد في «المراكز الثقافية» الوليدة

  • 5/11/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدة عبدالعزيز الخزام جاءت البشرى التي زفها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، خلال زيارته الأخيرة إلى منطقة حائل، بقرب افتتاح مركز ثقافي جديد في المنطقة، لتشكل نافذة جديدة من نوافذ الحلم الثقافي السعودي الجديد. ويأمل المراقبون في أن تقدم المراكز الثقافية تجربة جديدة يمكن لها أن تغني العمل الثقافي في الشكل والمضمون. توجه للتطبيق وتجيء تصريحات الحجيلان هذه لتشكل مونولوجا واحداً مع تصريحات وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، التي كشفت عن أن الوزارة «تفكر الآن في جدوى الاتجاه إلى تطبيق فكرة المراكز الثقافية، التي تضم الأندية الأدبية، بالإضافة لجمعية الثقافة والفنون وغيرها، ولاسيما أنها مطبقة الآن في كل بلاد العالم، وتشمل كل ضروب الفكر والثقافة والفنون والأدب والفن التشكيلي والمسرح والموسيقى وكل ما يتعلق بالفن والثقافة والأدب». بالإضافة إلى أنها تعزز كذلك تصريحات نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر الذي أكد اعتماد إنشاء سبعة مراكز ثقافية في مختلف المناطق خلال الفترة المقبلة. فضاءات جديدة وبحسب المسؤولين التنفيذيين في وزارة الثقافة والإعلام، فإن هذه المراكز الثقافية ستحتضن كل الفعاليات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون، وستدفع الشأن الثقافي إلى فضاءات أوسع وعطاءات أفضل تلبي تطلعات المثقفين والمبدعين السعوديين. ويعتقد كثير من المراقبين أن مركز الملك فهد الثقافي، الذي أصبح أحد أبرز المعالم الثقافية والحضارية للعاصمة الرياض، يعد باكورة هذه المراكز، وأنموذجاً يجب أن يحتذى في عمل المراكز الثقافية الجديدة، التي تتوزع. بالإضافة إلى حائل، في كل من المدينة المنورة، القصيم، الجوف، الأحساء، جازان، ونجران. مساندة للأندية ويبدو أن إنشاء المراكز الثقافية الجديدة سوف يكون لمساندة أداء المؤسسات الثقافية الرسمية القائمة حالياً، التي تعاني من مشكلات في التواصل مع الجماهير الثقافية، مثل الأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون، ولن تكون بديلاً لها حسب بعض الدراسات والتحليلات. يقول الناقد والروائي عبدالله الحارثي إن وجود مشاريع قائمة حالياً لإنشاء مبان لعدد من الأندية الأدبية، مع الإعلان عن إنشاء مراكز ثقافية جديدة. يؤكد تماماً توجه وزارة الثقافة والإعلام بأن تكون المراكز الجديدة منابر إضافية للحراك الثقافي وليست بديلاً للمؤسسات القائمة، على الأقل في الفترة الحالية. التنمية الثقافية وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية والتفاؤلية التي يطرحها إنشاء مثل هذه المراكز، إلا أن ثمة من يبدي تخوفه في أن تصبح هذه المراكز مجرد مقرات جديدة لموظفين جدد لا يحملون هم الحراك الثقافي الحقيقي. ويطالب الشاعر عبدالعزيز الشريف بأن تتم إدارة هذه المراكز بواسطة مثقفين حقيقيين ومحترفين ومشهود لهم بالتميز والقدرة على الابتكار. تجربة مكتملة وتأتي مثل هذه التحذيرات، وسط أزمة واسعة يشهدها عديد من المؤسسات الثقافية على مستوى الإدارة، حيث يواجه عدد من الأندية اتهامات مختلفة تتعلق بالذمة المالية لبعضها، وبعدم القدرة على إدارة العمل الثقافي للبعض الآخر. ويأمل المراقبون في أن تقدم المراكز الثقافية الوليدة تجربة يمكن أن تحتذى في إدارة العمل الثقافي، خصوصاً أن التخطيط لإقامتها يعود إلى عشرات السنين. ويتذكر الحارثي أن فــكرة إنشاء المراكز الثقافية قديــمة، وتم طرحها من قبل قيادات الوزارة قبل عشرات الســنين، ما يجعل الســاحة الثقافية متفائلة أكثر من أي وقــت مضى في أن تشهد قيام تجربة ثقافية جديدة أقرب إلى الاكتمال.

مشاركة :