استراتيجية طموحة لمضاعفة إنتاج الأسماك في السعودية

  • 5/11/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تأمل السعودية التي لا تستهلك كثيراً من الأسماك في تنمية إنتاجها منه بعشرة أضعاف بحلول 2030م بفضل تربية الأسماك في البحر الأحمر، في برنامج طموح، نظرا للمعطيات البيئية والتجارية. وينوي صندوق التنمية الزراعي زيادة إنتاج السعودية من الأسماك من 100 ألف طن سنويا في 2012م إلى 900 ألف طن سنويا بحلول عام 2029م. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ياب بركنبوش المدير العام للمركز الوطني لتربية الأسماك قوله: إنه بعد 20 عاما من بدء تربية الأسماك في هذا البلد؛ هناك اليوم استراتيجية حقيقية لتنمية هذا القطاع على الصعيد الصناعي. وبدأت تربية الأسماك في السعودية حيث تمتد الشواطئ على طول 2200 كلم في عام 1983م. وتتركز خصوصا في البحر الأحمر جنوب غرب المملكة في مناطق الليث والشقيق، أما في مياه الخليج شرق المملكة فلم يبقَ سوى قلة من المستثمرين. وأرجع مسؤول في غرفة تجارة الشرقية هذا إلى غياب الدعم الحكومي وارتفاع التكاليف وتلوث المياه بسبب ناقلات النفط. وتعود آخر الإحصاءات الرسمية إلى عام 2000م. وأشار مسؤول في دائرة شؤون الثروة السمكية في وزارة الزراعة إلى مشاريع لتنفيذ نحو 20 مزرعة لتربية الأسماك في مياه مناطق مكة وجازان وتبوك، في أقفاص عائمة داخل البحر وليس على الشاطئ مثل المزارع الموجودة حاليا. وغالبية المزارع العاملة حاليا متخصصة في إنتاج الروبيان لطلب السوق المحلي من هذه الأصناف وتقوم بتصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية. فالشركة السعودية للأسماك في منطقة الشقيق قرب المنطقة الجنوبية من البحر الأحمر تنتج حاليا 1500 طن من الأسماك سنويا، أما الشركة الوطنية للجمبري في منطقة الليث فيتوقع أن يصل إنتاجها قريبا إلى عشرة آلاف طن في السنة، بينما تقوم شركة جازان الزراعية ببناء منشآتها الإنتاجية لكي تبلغ طاقتها ألف طن في السنة. ويعمل في مركز المزارع السمكية في جدة الذي تأسس عام 1982 عشرات الباحثين والفنيين ضمن مساحة حجمها تسعة هكتارات. وتجري الأبحاث في المركز على الجمبري الأبيض، لأنه من الأنواع المغذية والمقاومة للأمراض، فضلا عن كونه مرغوبا تجاريا، ويبلغ إنتاج المركز من هذا النوع ثمانية أطنان لكل هكتار سنويا. وبلغ إنتاج الجمبري، الذي توقف ثلاث سنوات بسبب مرض 17 ألف طن هذه السنة ويتوقع أن يبلغ الضعف السنة المقبلة في حين انطلقت الشركة في إنتاج أسماك أخرى منها الأبراميس التي تنمو في أقفاص كبيرة عرض البحر. ومن أجل التحكم في سلسلة الإنتاج أنشئت مصانع لإنتاج طعام الأسماك في شكل حبيبات وتستخدم، خصوصا نفايات الجمبري الذي تتم تربيته محليا. وقال بركنبوش: "توصلنا إلى إنتاج 20 ألف طن، أي ربع الإنتاج العالمي من الباراموندي"، وهو سمك أصله من أستراليا تمت تربيته، خصوصا في جنوب شرق آسيا. وفي أيار (مايو) 2013م، بلغ الإنتاج خمسة آلاف طن ويتوقع أن يرتفع هذه السنة إلى عشرة آلاف ريثما يتم التأكد من الزبائن الذين سيستوردونه. وهذا لأن استهلاك الأسماك في السعودية يظل متواضعا بنحو عشرة كيلو جرامات للشخص الواحد في السنة رغم تقدمه، في حين يبلغ معدل الاستهلاك العالمي نحو 20 كيلو غراماً. وقال بركنبوش: "باستثمارات تراوح بين 300 و500 مليون دولار في هذا القطاع منذ عشر سنوات؛ تجازف البلاد بأن يزيد الإنتاج على قدرتها على التسويق". وتشارك الشركة هذا الأسبوع في معرض الأطعمة البحرية في بروكسل والذي يعتبر الأكبر في العالم لهذه المنتجات. لكن في الجانب الآخر من البلاد وعلى سواحله الشرقية ليس هناك مستثمرون كثيرون بسبب تلوث مياه الخليج التي تعبرها ناقلات نفط عملاقة للتزود من أكبر مصدر محروقات في العالم. وأوضح مسؤول في غرفة التجارة في شرق السعودية أن تكاليف تربية الأسماك في غياب مساعدة الدولة تشكل عائقا في تلك المناطق.

مشاركة :