إدخال الصم إلى عالم الموسيقى يبدأ من ترجمة العروض الغنائية جمعت مبادرة فريدة في حفل أقيم بمنطقة الألزاس في شرق فرنسا بين المتفرجين الصم ونظرائهم الأصحاء، وتوزعت أنظار الجمهور بقسميه بين المغني الذي يحيي الحفل وبين امرأتين تطوعتا لترجمة الأغنيات بلغة الإشارات.العرب [نُشر في 2017/04/23، العدد: 10611، ص(23)]عيون شاخصة تتلذذ بالموسيقى الألزاس (فرنسا) – جمعت قاعة للحفلات في منطقة الألزاس في شرق فرنسا، في مبادرة جديدة ولافتة، بين المتفرجين الصم وبين أقرانهم من أصحاء السمع في أجواء حماسية. ويعود الفضل في ذلك إلى امرأتين تطوعتا لترجمة الأغنيات بلغة الإشارات. ولقي هذا الحفل الذي أحياه إيف جامايت في سوشايم، اهتماما من قبل الجمهور ومتخصصتين في لغة الإشارات الفرنسية وقفتا على منصة بجوار المسرح. وانخرطت كل من سيفرين ميشال وراشيل فريري من مجموعة "يدان فوق المسرح"، على مدى ثلاث ساعات، في ماراثون حقيقي للغناء بلغة الإشارة، إذ قامتا بترجمة كلمات 27 أغنية لإيف جامايت مدرجة في الحفل. وعمدت الشابتان إلى الارتجال خلال التفاعلات الكثيرة للمغني مع الحضور أو لدى تأديته أغنية لم تحضّراها. وأمام المنصة تنقلت أعين المتفرجين الصم البالغ عددهم حوالي عشرة بين المغني وموسيقييه والمترجمتين اللتين لا تكتفيان بنقل معاني الأغنيات بلغة الإشارات بل سعتا أيضا إلى مشاركة هذا الجمهور المستثنى عادة من الحفلات بعناصر من الإيقاع والنغم والأداء. وقالت نادين غويتشي وهي امرأة صحيحة السمع جاءت لحضور الحفل برفقة زوجها الأصم “كان علينا الانتظار خمسين عاما للتمكن من تقاسم تجربة كهذه، أنا متأثرة جدا”. أما زوجها جان فرنسوا فقال بلغة الإشارات "إنها ليست مجرد ترجمة، بل هي إشارات تغنّى حقا، وهذا رائع. بفضل المترجمين أستطيع دعوة زوجتي إلى الحفل وأنا فخور جدا بهذا الأمر". ومثل عالم إيف جامايت بأسلوبه الشاعري واللعب على الكلام والمصطلحات الجديدة والتغيير في النمط، تحديا جيدا لهاتين المترجمتين. وقامت ميشال وفريري بترجمة حفلات لفنانين فرنسيين معروفين بينهم كالي وبريجيت وكريستوف مايه، وكان حضورهما هذا الحفل بفضل تدخل بيار جان إيبا مدير مسرح مدينة سوشايم حيث قدّم إيف جامايت حفلته. وأوضحت ميشال “في عملنا اليومي (للمحاكم والمستشفيات) نترجم المعاني. هنا يجب أيضا الدخول في تفسير الصور وسرد قصة وجعل القوافي تظهر بصريا وهي مما لا نستطيع ترجمته بلغة الإشارات”. وقالت فريري “نرقص لنقل الإيقاع للأشخاص فاقدي السمع. نحاول نقل أسلوب المغني في تغيير نبرة صوته من خلال تعابير الوجه”. وتعمل المترجمتان أيضا على إيجاد نوع من رقصات مرافقة للأغنيات عبر البحث عن أكثر الطرق جمالية في تقديم الإشارات بشكل متسلسل. وتعتبر فيران هوبتمان، مع تأكيد سعادتها إزاء التجربة، أن “الاهتزازات لم تكن قوية بما يكفي” لإدخال المتفرجين الصم بالكامل في أجواء الحفل. وأضافت “لا تعد هذه المبادرة فريدة في فرنسا، إذ أن جمعية في مدينة ليل شمال البلاد تجمع سبعة مترجمين للأغنيات بلغة الإشارات، رغم أن هذه الحفلات ليست منتشرة على نطاق واسع بعد”، علما وأن فرنسا تعاني نقصا في المترجمين بلغة الإشارات. وتأتي هذه المبادرة في إطار مساع تبذل لزيادة المبادرات من هذا النوع، حيث يسعى القائمون على مسرح سوشايم إلى تقديم عروض فكاهية مترجمة بلغة الإشارات.
مشاركة :