السياسيون الايرانيون لا يقيّمون دائما الرأي العام ويفاجأون بخياراته خاصة ان الاقتراعات السابقة أحدثت مفاجآت.العرب [نُشر في 2017/04/23]غياب استطلاعات الرأي يزيد من صعوبة التوقعات طهران- قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية الايرانية، تعد فرص الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني للفوز بولاية ثانية كبيرة، لكن الاقتراعات السابقة أحدثت مفاجآت في اللحظة الاخيرة. وتقول دبلوماسية غربية لوكالة فرانس برس "عندما انظر الى برقيات سفارتنا قبل اسابيع من اقتراع 2013، لم يكن أحد يتوقع فوز حسن روحاني". وكان روحاني، رجل الدين المعتدل، فاز بالانتخابات في الدورة الاولى بعد انسحاب المرشح الاصلاحي محمد رضا عارف وتعبئة الاحزاب المعتدلة والاصلاحية لصالحه. وخلال ولايته الاولى، خفف قليلا من القيود الاجتماعية والثقافية وحاول تطبيع العلاقات مع الغرب بالاتفاق المبرم في 2015 حول الملف النووي. ويبدو انه اليوم في موقع جيد للفوز بولاية رئاسية ثانية. لكن روحاني يواجه مرشحين محافظين نافذين هما رجل الدين ابراهيم رئيسي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. ويتساءل الايرانيون ما اذا كانت الانتخابات ستفضي مجددا الى نتيجة غير متوقعة. مفاجآت عديدة في الواقع غالبا ما حملت الانتخابات السابقة في ايران مفاجآت. وتفاجأ النظام المحافظ في 1997 بالفوز الساحق للاصلاحي محمد خاتمي امام المرشح المحافظ علي اكبر ناطق نوري. ويقول المؤرخ مايكل اكسوورثي، مؤلف كتب عدة عن ايران، "السياسيون الايرانيون لا يقيمون دائما الرأي العام واحيانا يفاجأون بخياراته". في 2005، أثار انتخاب المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد مفاجأة، بسبب عدم توقع فوزه على أكبر هاشمي رفسنجاني الذي اضطلع باستمرار بدور اساسي منذ الثورة الاسلامية في 1979. وكانت الصدمة أكبر في 2009 مع اعادة انتخاب أحمدي نجاد، في حين ان الناخبين الاصلاحيين في المدن كانوا ضده، ما اثار تظاهرات واتهامات بالتزوير. ويقول الاستاذ الايراني في جامعة فيرجينيا تيك في الولايات المتحدة جواد صالحي افسهاني "لم يكتب الكثير عن ايران. يتم التحدث كثيرا عن الحرس الثوري والعلاقات مع الولايات المتحدة، لكننا نعرف القليل عما يحصل في المدن الصغيرة واهمية احمدي نجاد بالنسبة الى اشخاص عاديين". ورغم النظرة المريبة والساخرة للكثير من الايرانيين الى القضايا السياسية، الا ان هذه المفاجآت غيرت اتجاه البلاد. وانتخب روحاني بغالبية نحو 51%، ولو لم يفز، لما كان تم التوصل الى الاتفاق النووي. ويقول اكسوورثي "كل شيء يتم بشكل متوقع داخل النظام، لكن كل اربع سنوات هناك انفجار للديموقراطية". ويزيد غياب استطلاعات الرأي من صعوبة التوقعات. ويضيف المؤرخ "يستند المراقبون الاجانب عموما الى ما يسمعونه في الاحياء (الغنية الميالة الى الغرب) في شمال طهران ولا يلتفتون بتاتا الى ما يحصل في باقي البلاد". اظهار الاستقرار هذه المرة ايضا التكهنات كثيرة في الاعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. ويؤكد البعض ان رئيسي في موقع جيد ليخلف يوما المرشد الاعلى علي خامنئي وسيتم التركيز على عدم مواجهته وضعا محرجا. ويؤكد آخرون انه سيتخلى عن السباق في اللحظة الاخيرة لصالح رئيس بلدية طهران. ويقول غيرهم ان هدف السلطات هو التعبئة الانتخابية الكبيرة لتجنب إعطاء صورة سيئة عن البلاد. لكن، بغض النظر عن التكهنات، فإن روحاني في موقع جيد، لان جميع الرؤساء الايرانيين حكموا لولايتين منذ بداية الثمانينات. ويقول اكسوورثي "بالنسبة الى السلطة، الانتخابات وسيلة لاظهار الاستقرار ودعم (الناخبين) للجمهورية الاسلامية".
مشاركة :