الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ينتهي بفوز الوسطي إمانويل ماكرون في المقدمة بنسبة تتراوح ما بين ثلاثة وأربعة وعشرين بالمائة، تليه اليمينية المتطرفة مارين لوبين بنسبة ما بين اثنين وعشرين وثلاثة وعشرين بالمائة. في المقابل، أقصى الناخبون الفرنسيون اليوم بقية المرشحين. فالاشتراكي بونوا آمون لم يحصل على أكثر من ستة فاصلة ثمانية بالمائة من الأصوات، فيما حاز كل من المرشح اليساري الراديكالي جان لوك مولونشون واليميني فرانسوا فيون على نسبة تسعة عشر بالمائة من الأصوات. وبهذه النتائج، ستقتصر المنافسة في الدور الثاني لهذه الانتخابات الرئاسية بعد أسبوعيْن على ماكرون ولوبين. الاشتراكي بونوا آمون سارع إلى الاعتراف بهزيمته في كلمة أمام الصحفيين، وقال: “لقد فشلتُ في وقف الكارثة القادمة منذ أشهر” واصفًا هزيمتَه بـ: “فشل أخلاقي لليسار” برمته وبـ: “العقاب التاريخي” لهذه الحركة السياسية داعيا إياها إلى التغيير من أجل تأسيس يسار جديد. وأضاف آمون قائلا: “أدعو إلى إفشال الجبهة الوطنية واليمين المتطرف في الدور الثاني بالتصويت لإمانويل ماكرون” مبررا هذه الدعوة بتمييزه بين “الخصم السياسي” الذي هو ماكرون و“عدو الجمهورية” الذي يقصد به مارين لوبين. بدوره رئيس الحكومة الفرنسية بيرنار كازونوف حيَّا النتيجة التي حققها إمانويل ماكرون ودعا إلى التصويت له في الدور الثاني من الانتخابات لسد الطريق في وجه اليمين المتطرف واصفًا مشروع مارين لوبين في حال فوزها بالخطير على البلاد. وحذا حذوَه سابقُه على رأس الحكومة الاشتراكي مانويل فالز بالدعوة إلى التصويت لماكرون في الدور الثاني. الناخبون الفرنسيون قلبوا الطاولة السياسية إذن في هذا الدور الأول من الرئاسيات بإبعادهم اليمين واليسار على حد سواء من الرئاسة حيث يغيب اليمين من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية لأول مرة منذ نشأة الجمهورية الخامسة في فرنسا. ولأول مرة أيضا منذ نصف قرن يتم تغييب الجمهوريين والاشتراكيين على حد سواء ليُفتحَ المجال لدخول قصر الإليزيه لإمانويل ماكرون ذي التسعة والثلاثين عاما الذي يخوض أول تجربة ترشح للرئاسيات بتفوق. الخريطة السياسية الفرنسية تغيرت اليوم الأحد الثالث والعشرين من أبريل/نيسان من العام ألفين وثلاثة عشر. نتائج الليلة جاءت منسجمة نسبيا مع توقعات مؤسسات سبر الآراء قبل انطلاق عملية التصويت.
مشاركة :