العاصمة الغينية تستعد لحدث ثقافي شاق جدا

  • 4/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كوناكري - جُمعت النفايات من الشوارع ونُقلت أكشاك الباعة المتجولين من الأحياء الرئيسية في كوناكري، فالعاصمة الغينية ترتب شؤون البيت لتكون "العاصمة العالمية للكتاب" لمدة سنة اعتبارا من الأحد. وقد أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مبادرة "العاصمة العالمية للكتاب" سنة 2001 مع اختيار مدريد لحمل هذا اللقب. وتتعهد المدينة المختارة "بالترويج للكتب والمطالعة وتنفيذ سلسلة من الأنشطة ذات الصلة لمدة سنة"، بحسب اليونسكو. وكوناكري هي المدينة السابعة عشرة التي تُختار لاستضافة هذه الفعاليات التي تُفتتح رسميا بعد ظهر الأحد مع السنغال كضيف شرف. وتمهيدا لإطلاق هذا الحدث الذي تستمر فعالياته لمدة سنة حتى الثاني والعشرين من ابريل/نيسان 2018، أجريت عمليات واسعة النطاق لإزالة النفايات من شوارع العاصمة الغينية خلال أشهر عدة. وغالبا ما يشتكي سكان العاصمة البالغ عددهم نحو 2,5 مليون نسمة (من أصل 12 مليونا في البلاد برمتها) من مكبات النفايات العشوائية المنتشرة في الأحياء المختلفة، خصوصا أن المكب الرئيسي في الضاحية القريبة من قلب المدينة قد بلغ طاقته الاستيعابية. وكان حاكم كوناكري الجنرال ماتوران بانغورا الذي عُيّن في هذا المنصب في مارس/آذار 2016 قد تعهد بجعل المدينة نظيفة من النفايات "وإزالة كل العوائق من الشوارع والجادات"، بحسب الصحافة المحلية. وخلال الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة أعمال تنظيف الشوارع مع إرسال عدة مركبات ثقيلة وشاحنات ورافعات للمّ القمامة، خصوصا في حي الأعمال المركزي كالوم الذي يضم سفارات عدة. ويقول ممدوبا سوما وهو سائق شاحنة مخصصة لجمع المخلفات "صدرت تعليمات موجهة لي ولزملائي تقضي بتنظيف كوناكري من النفايات وحطام السيارات المركونة في الشوارع الضيقة أمام المنازل منذ عدة أشهر وحتى سنوات"، مؤكدا "نعمل ليلا نهارا". مهمة صعبة وقد شملت هذه العملية أيضا صغار الباعة والعمال في القطاع غير النظامي الذين يزاولون نشاطاتهم في أكشاك بائسة، وطُلب من الكثيرين منهم إخلاء الشوارع الرئيسية في العاصمة والأحياء السكنية والإدارية والمالية التي يعملون فيها بطريقة غير رسمية. وبالإضافة إلى العمال الذين كلفوا بأعمال التنظيف، أوكل آخرون بتزيين المدينة لهذه المناسبة مع نشر لافتات ترويجية للحدث وأخرى تحث على المطالعة وصور لكبار الأدباء الأفارقة ومجموعة من الأعلام الملونة. ومن هذه اللافتات ما كُتب عليه "كوناكري العاصمة العالمية للكتاب، يا لها من مفخرة" و"المطالعة تلبي كل الأذواق". ونصبت صور عملاقة في الكورنيش الشمالي لأدباء أفارقة من أمثال السنغالي ليوبولد سيدار سنغور وأحمدو كوروما من ساحل العاج ووليامز ساسين وتييرنو مونينمبو وكامارا لاي من غينيا. وتأمل الأوساط الثقافية، لا سيما تلك الأدبية، أن يشكل اختيار كوناكري عاصمة عالمية للكتاب محفزا للمطالعة والفعاليات المتمحورة على الكتب في بلد يرتاد 35 إلى 40 % من سكانه المدارس، بحسب وزارة التعليم، ولا تطالع هذه الفئة من السكان الكثير من الكتب، ما عدا تلك التي تفرض عليها قراءتها في المدارس. وهذه المهمة صعبة بالفعل، بحسب أستاذ تاريخ فضل عدم الكشف عن هويته لأنه "في غينيا إن أردتَ أن تخبئ مالكَ، تضعه داخل كتاب وأنتَ على ثقة بأن أحدا لن يعثر عليه في هذا المخبأ".

مشاركة :