صوت الفرنسيون، أمس، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وسط إجراءات أمنية مشددة صاحبت الاستحقاق الذي يمثل أهمية خاصة لمستقبل أوروبا، واختباراً أيضاً لمدى استياء الناخبين من المؤسسة السياسية. وتفصيلاً، اتخذ نحو 47 مليون ناخب قرارهم في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث تمت تعبئة أكثر من 50 ألفاً من رجال الشرطة المدعومين بوحدات قوات خاصة من الأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوى، ونظموا دوريات في الشوارع بعد أيام من مقتل شرطي بالرصاص في شارع الشانزليزيه بوسط باريس. وقد أظهر استطلاع رأي، أجرته شركة «إبسوس»، أن المرشح الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، تأهلا للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، كما أشارت بعض التوقعات إلى حصول ماكرون على نسبة 23% من الأصوات، مقابل حصول لوبان على 21.7%. وبالتالي سيتنافسان في الجولة الثانية والنهائية من الانتخابات في 7 مايو المقبل. وأدلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بصوته في الانتخابات التي لم يترشح لخوضها في سابقة بتاريخ فرنسا الحديث. وأكد هولاند أن الدولة اتخذت كل التدابير لاسيما الأمنية لحماية الاستحقاق. كما أشار إلى أنه يتعين على الفرنسيين أن يصوتوا ليظهروا أن الديمقراطية أقوى من أي شيء، على حد قوله. من جانبهم، قد أدلى المرشحون الرئيسون المستقل إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، إضافة إلى مرشح اليمين المحافظ، فرانسوا فيون، ومرشح أقصى اليسار، جان لوكميلانشون، بأصواتهم. وقبل ثلاث ساعات من إغلاق آخر مراكز الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 69,42% بتراجع طفيف عن انتخابات 2012 (70,59%)، لكنها بين أفضل النسب منذ 40 عاماً، بحسب أرقام وزارة الداخلية. وأظهرت أرقام أولية غير رسمية للجولة الأولى من الانتخابات تصدر مرشح حركة إلى الأمام، إيمانويل ماكرون، نتائج الاقتراع ، يليه زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف مارين لوبان. وكشف استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة الإذاعة والتلفزيون البلجيكي، وسط عينة من الناخبين الفرنسيين أثناء مغادرتهم مراكز الاقتراع، أن مرشح اليمين، فرانسوا فيون، احتل المرتبة الثالثة بـ20.5% متبوعاً بمرشح أقصى اليسار جان لوك ميلونشون. وتظهر النسبة إقبالاً مهماً من الناخبين لأداء واجبهم الانتخابي، واختيار رئيس للبلاد من بين 11 مرشحاً خلفاً للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند. وتقام الجولة الثانية من الانتخابات يوم الأحد السابع من مايو المقبل بين الفائزين في الجولة الأولى. ويترقب العالم النتيجة بقلق بوصفها مؤشراً على انحسار أو استمرار تصاعد المد الشعبوي.
مشاركة :