نظام الرعاية اللاحقة يعالج المرضى النفسيين

  • 4/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اطلعت على ما نشرته صحيفة الوطن في العدد رقم (6030) بتاريخ 3/‏ أبريل، تحت عنوان (الزيارة الواحدة عقبة تقف أمام علاج المرضى النفسيين)، حيث ذكر في التقرير أن نتائج للمسح الوطني للصحة النفسية أجري بين عامي (2009 و2016)، وأن مصدر انتشار الاضطرابات النفسية في المملكة بلغ 45.84 % من المجتمع في حياة كل فرد، وأن هذا عقبة أمام علاج الكثير من الحالات المصابة، وأن مسحا أجري على (4005)، وأن هذه الاضطرابات تصيب النساء بنسبة 58 % مقابل 42 % من الرجال، وأن هذه الأمراض النفسية منها 95 % غير ذهنية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري.... إلخ. كما ورد في هذا التقرير على لسان أستاذ الطب النفسي الدكتور عاصم العقيل أن الخدمات النفسية من كوادر وبرامج علاجية لا ترتقي إلى مواجهة هذه التحديات. كذلك نوه استشاري الطب النفسي الدكتور علي زائري أن الزيارة الواحدة والاكتفاء بها من قبل بعض المرضى وأسرهم خوفاً من وصمه بالجنون والخوف وقلة معرفته بالمرض النفسي ورداءة تقديم الخدمة في الزيارة الأولى مما يجعل المريض لا يستفيد من هذه الزيارة الأولية، وبالتالي ضعف التواصل بين المريض والمعالج، وأن الاضطرابات الذهنية لا تمثل سوى 5 % من الاضطرابات النفسية بعكس الاضطرابات النفسية التي منها – القلق – الاكتئاب والإدمان... إلخ. أقول تعقيباً على ما ورد أن الأمراض والاضطرابات النفسية انتشرت خلال العشرين سنة الماضية بطريقة لافتة للنظر، ولكن والحمد الله لم تصل إلى حد الظاهرة، وقد تزداد في المستقبل إذا لم توضع لهذه الأمراض الحلول الوقائية والعلاجية لأن الحياة تشعبت، حيث أصبحت الأسرة ممتدة بعد أن كانت (نواة) الأسرة فيها الأب والأم والجد والعم... إلخ، حيث كان التماسك والتعاضد والتعاون. أما الآن فقد تعقدت الحياة من حيث النواحي الاقتصادية والأسرية والاجتماعية والوظيفية والمعيشية ومتطلبات الحياة الأخرى ودخول العمالة الوافدة الفنية والمهنية والأطباق الفضائية والشبكة العنكبوتية بجميع فصائلها وشرائحها. وأمام هذه التحديات أصبح بعض أفراد المجتمع غير قادر على الانسجام والخوض في معترك هذه المعمعة الحياتية، ويزيد ذلك ويثبته أيضاً قلة التحصيل العلمي والأكاديمي من بعض هؤلاء من أفراد المجتمع، فأصبح الشخص هائماً على نفسه منطويا على وجدانه ومشاعره يوما بعد يوم، لا أحد يشد ساعده ويقف بجانبه ويساعده لا من أسرته التي قد تعجز عن مساعدته ولا من مؤسسات المجتمع الأخرى الاجتماعية والدينية والصحية، فيدخل في غيابة الأمراض النفسية من اكتئاب أو انطواء أو قلق أو إدمان المخدرات والمسكرات، وقد تتحول هذه الأمراض النفسية إلى اضطرابات ذهائية مثل الفصام والجنون، وقد يشكل خطراً على نفسه وعلى أفراد أسرته ومجتمعه. فالرعاية اللاحقة المنزلية من قبل الفنيين من أطباء وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين هي لب العلاج النفسي والعمود الفقري لمتابعة المريض في بيئته الطبيعية وفي الأسرة إذا كانت حالته لا تستدعي التنويم في المصحة ومتابعته بين فترة وأخرى والاطمئنان عليه بتناول العلاج العقاقيري والنفسي والاجتماعي، أما تركه بعد الزيارة الأولى للطبيب بدون متابعة ورعاية لاحقة فسوف تنتكس حالته وقد تكون أسوأ مما كانت قبل، وأنا أسوق هذا المقترح العلاجي باعتباري متخصصا في العلوم الاجتماعية ولدي خبرة ميدانية لسنوات طوال في التعامل مع هذه الفئة ومتابعتها ورعايتها رعاية لاحقة.

مشاركة :