أشارت توقعات أولية إلى أن مرشح الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن يتأهبان لمواجهة كل منهما الآخر في جولة إعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية في السابع من أيار (مايو) بعد أن احتلا المركزين الأول والثاني في الجولة الأولى من الانتخابات اليوم (الأحد). وفي سباق متقارب بدرجة تعذر معها حتى اللحظة الأخيرة التكهن بنتيجته أشارت توقعات لمركز «هاريس» لاستطلاعات الرأي إلى أن ماكرون، وهو وزير اقتصاد ومصرفي سابق مؤيد للاتحاد الأوروبي وأسس حزبه قبل عام واحد فقط، سيحصل على 24 في المئة. وقال مركز «إيلاب» إنه سيحصل على 23.7 في المئة . وأعطى المركزان لوبن زعيمة «الجبهة الوطنية» المناهضة للهجرة وللاتحاد الأوروبي 22 في المئة. وتوقعت ثلاثة مراكز لاستطلاعات الرأي نتائج مماثلة إلى حد بعيد. وعلى رغم من أن ماكرون (39عاماً) جديد نسبياً على الساحة السياسية ولم يتقلد مطلقاً منصباً من طريق الانتخابات توقعت استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات فوزه في الجولة الثانية بسهولة أمام لوبن (48 عاما). وأظهرت التوقعات تقدم ماكرون ولوبن على مرشح حزب «الجمهوريين» فرانسوا فيون، ومرشح حركة أقصى اليسار جان لوك ميلانشون اللذين حصلا على ما بين 19 و20 في المئة. من جهته، حمّل فيون نفسه الخسارة وقال إنه «الشخص الوحيد المسؤول عن الهزيمة» ودعا أنصاره إلى تأييد ماكرون في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية. فيما طالب رئيس الوزراء الفرنسي «الاشتراكي» برنار كازنوف «جميع الديموقراطيين» بالتصويت لماكرون في الجولة الثانية. وقال محافظون بارزون والمرشح الاشتراكي لانتخابات الرئاسة الفرنسية بنوا هامون إنهم سيدعمون مرشح تيار الوسط ماكرون في الجولة الثانية في مواجهة لوبن. وبعد أن أشارت توقعات أولية إلى أن ماكرون ولوبن تأهلا إلى الجولة الثانية، قال هامون لأنصاره إن حزبه تلقى «ضربة تاريخية» من قاعدة ناخبيه ودعا الناخبين إلى مساندة ماكرون ورفض لوبن «بأقوى طريقة ممكنة». في الوقت نفسه، قال رئيس الوزراء السابق جان بيير رافاران عضو حزب «الجمهوريين» الذي ينتمي له المرشح المهزوم فيون «من دون تردد في ما يتعلق بي يجب أن نساند إيمانويل ماكرون». بدوره، قال مدير الحملة الانتخابية لزعيمة اليمين المتطرف، ديفيد راشلين، إن تأهل مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» إلى جولة الإعادة من الانتخابات في السابع من أيار (مايو) تحول الجولة الثانية إلى استفتاء على العولمة. وقال النائب في الحزب مارشال لوبن في إطار منفصل إن تأهل عمته «انتصار للوطنيين». وكان التصويت بدأ اليوم في الجولة الأولى من سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية المحتدم والذي يمثل أهمية خاصة لمستقبل أوروبا واختباراً أيضاً لمدى استياء الناخبين من المؤسسة السياسية. وتم تعبئة أكثر من 50 ألف من رجال الشرطة المدعومين بوحدات قوات خاصة من الأجهزة الأمنية الفرنسية في حال تأهب قصوى ونظموا دوريات في الشوارع بعد أقل من ثلاثة أيام على مقتل شرطي بالرصاص وإصابة اثنين آخرين بجروح في شارع الشانزليزيه وسط باريس.
مشاركة :