في خطوة تؤكد تراجع خطر تنظيم «داعش» وتقلّص مساحة انتشاره، يُفترض أن يبدأ قريباً استئناف تسيير رحلات نقل برية بين محافظة الحسكة في أقصى شمال شرقي سورية ومحافظة دمشق، مروراً بمحافظات الرقة وحلب وحماة وحمص. وستنهي هذه الخطوة انقطاعاً دام أربع سنوات للطرق البرية بين الحسكة وبقية المناطق السورية، وستساعد سكان المحافظة على السفر إلى خارج منطقتهم من دون الاضطرار إلى استخدام الطائرة. وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية على معظم محافظة الحسكة، فيما تنتشر القوات النظامية في مدينتي الحسكة، مركز المحافظة، والقامشلي على الحدود التركية. وحاصر تنظيم «داعش» هذه المحافظة من الجنوب (دير الزور) والغرب (الرقة) وسيطر على أجزاء واسعة منها، لكنه فشل في اقتحام مدينة الحسكة ذاتها. ومع بدء الدعم الأميركي الفعلي لـ «وحدات حماية الشعب» قبل أكثر من عامين، اضطر «داعش» إلى الانسحاب من مساحات واسعة من محافظة الحسكة ومن محافظة الرقة المجاورة حيث يشن حالياً تحالف «قوات سورية الديموقراطية» العربي - الكردي عملية «غضب الفرات» لطرد التنظيم من مدينة الرقة، معقله الأساسي في شمال شرقي البلاد. كما تراجع «داعش» خارج ريف حلب الشمالي الشرقي في مواجهة «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً، وأيضاً في مواجهة فصائل «درع الفرات» المدعومة تركياً. كذلك تراجع التنظيم من ريف حلب الشرقي أمام القوات النظامية السورية. وفتح هذا التراجع الكبير لـ «داعش» الباب أمام إعادة فتح الطريق من شمال شرقي سورية إلى غربها، بدءاً بالحسكة مروراً بالرقة ومنها إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في حلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن من المنتظر أن تبدأ شركات نقل محلية في «تسيير رحلات برية بين محافظتي الحسكة ودمشق» بعد انقطاع دام قرابة 4 سنوات. وأضاف أن رحلات الحافلات ستكون محدودة في البداية، على أن يزيد عدد الرحلات الأسبوعية، وستمر «من الطريق الآخذ من محافظة الحسكة إلى ريف الرقة الشمالي مروراً بمنبج وريف حلب الشرقي وإلى مدينة حلب، ومن ثم تتوجه عبر طريق خناصر - أثريا إلى العاصمة دمشق ومنها إلى محافظات الجنوب السوري أو إلى لبنان». وأشار إلى «أن عودة النقل البري بين محافظتي الحسكة وحلب جاء بانفراج على قاطني محافظة الحسكة وسكانها الذين اعتمدوا خلال السنوات الأربع الفائتة على التنقل بواسطة الطائرات عبر مطار القامشلي»، موضحاً أن كثيرين من سكان المحافظة كانوا يخافون من التنقل عبر مناطق سيطرة تنظيم «داعش». وأردف أن عمليات نقل البضائع عبر الطرق البرية باتت تتم في شكل أكبر «الأمر الذي قد يعيد انخفاض أسعار المواد الغذائية في المحافظة (الحسكة) بعدما شهدت ارتفاعاً جنونياً». وسمح التقدم الأخير للقوات النظامية السورية في ريف حلب الشمالي الشرقي وسيطرتها على مساحة نحو 20 كلم مربع في موازاة حدود سيطرة «مجلس منبج العسكري» (المنضوي في إطار «قوات سورية الديموقراطية») جنوب غربي مدينة منبج، بإعادة العمل بين محافظتي الحسكة وحلب. وسمح ذلك بتواصل مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» والإدارات الذاتية الكردية في كل من عفرين وكوباني (عين العرب) والجزيرة، من دون المرور بمناطق سيطرة «داعش» أو القوات التركية وفصائل «درع الفرات» المدعومة منها.
مشاركة :