هاجس كبير يداهم كثيراً من الناس حول مستقبل عيونهم وأبصارهم، خاصة مع تنامي ظاهرة التعامل المفرط مع الضوء المبهر والأشعة السيئة التي تسببها أجهزة التلفاز والكمبيوتر والتعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة مع أولئك الذين ترتبط أعمالهم بشكل مباشر باستخدام الكمبيوتر أو التعامل مع تلك الأضواء، وبالطبع لجأ الإنسان كطبيعته لتكوين معتقدات خاصة للتعامل مع تلك المخاطر، بعضها كان طبياً، وبعضها كان خرافياً. الدكتور حازم محمد يس، أستاذ جراحة طب العيون بجامعة القاهرة والخبير العالمي الشهير، فند الكثير من المعتقدات الخاطئة حول "العيون"، وكيفية الحفاظ على تلك الجوهرة التي لا تقدر بثمن والتي يمتلكها كل إنسان. قال يس إن ثمة أشياء بسيطة نهملها وسط مشاغل الحياة تؤثر سلبياً على أبصارنا، وهناك أيضاً معتقدات خاطئة لا بد من كشفها، وهو ما نوجزه في النقاط التالية: * ليس صحيحاً أن استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الأتاري أو البلاي ستيشن يصيب أعين الأطفال بضعف شديد في النظر، فالله خلق العين كجهاز بصري كي تمارس وظيفتها، وهي القراءة، وممارسة الوظيفة لا تستنفد من الرصيد البصري، كما لو كان عند الشخص مواد غذائية يخزنها ويقتصد في استهلاكها على طريقة "محدش ضامن الظروف"، المهم هو أن يرتدي الشخص المستخدم للكمبيوتر النظارة التي تجلب له صورة واضحة على الشبكية، كما أن أغلب أجهزة الكمبيوتر شاشتها تكون غير مشعة بالأشعة فوق البنفسجية. * الذبابة الطائرة والهالات السوداء التي نراها، وكأنها خيوط هائمة، قد تكون إنذاراً مبكراً لحدوث انفصال بالشبكية، وهذا العرض ربما يعاني منه كل المصابين بأخطاء في انكسار العين.. ربما يكون الكشف الثانوي عند طبيب العيون أمراً مهماً جداً للتأكد من عدم الإصابة بالجلوكوما، المرض الصامت الذي يؤثر على العصب البصري، ويؤدي إلى فقدان البصر. * من العادات السيئة في الريف، وضع الكحل للأطفال الصغار، وتركهم دون علاج عند التهاب الملتحمة، واعتبار أن كبر حجم العين عن الأطفال يعتبرها الأهل علامة من علامات الجمال عند الطفل، لا سيما لو كان صبياً ويخافون عليه من الحسد، مع أن ذلك يعني علمياً إصابة الطفل بالمياه الزرقاء الخلفية، وهو بحاجة للعلاج، وأيضا وضع الششم "كمادات ماء البصل" عند حدوث التهابات العين، كما يعتقد كثير من الناس أن ارتداء الجوارب خلال النوم ليلاً خاصة في فصل الشتاء يضر بالبصر، ويضعف من حدته، وهو اعتقاد خاطئ بالمرة لم تثبت صحته. * نظارة حفظ النظر، هي عبارة لا تستند إلى العلم، وقد يكون من اخترعها مريضاً يرفض الاعتراف بمرضه، فما أعرفه أن النظارة هي عدسة معينة، وظيفتها تكوين بؤر الصورة مباشرة على القرنية، وليس إيقاف قصر أو طول النظر، وفي الغالب يكون أصل المصطلح هو للنظارات ذات المقاسات الصغيرة. * الأغذية المقوية للإبصار، يعتقد كثير من الناس أن الجزر يقوي النظر، ولا أدري من أين جاء هذا الاعتقاد؟ ربما لأن الأرانب وهي تأكل الجزر بكثرة لا ترتدي نظارات!! وعلمياً فإنه بالرغم من وجود مادة الكاروتين في الجزر وفيتامين "أ" الذي يختص بالخلايا الصبغية البادئة للإشارات البصرية، فإن التمثيل الغذائي للجسم لا يقوم بتوزيع الكاروتين على العين دون سائر أعضاء الجسد، المهم أن يكون هناك غذاء متوازن ومفيد للجسم كله. * يسود اعتقاد عند المصريين أنه يجب على الإنسان استخدام قطرة مطهرة للعين يومياً أو تزيد من بياض العين، وفي سبيل ذلك لجأوا إلى استخدام القطرات المزيلة للاحتقان بصفة مزمنة، حتى أصبحت عادة يومية عندهم لا يستطيعون الاستغناء عنها بعد ذلك، وذلك لأنها بزوال مفعولها تتسع الأوعية الدموية بشكل أكبر فتحمر العين، ويلجأ لاستخدام القطرة مجددا لإزالة ذلك وهكذا، فضلاً عن أن تلك القطرات تصيب العين بالجفاف. * يترسخ في أذهان المرضى بالمياه البيضاء اعتقاد بأنه يجب ترك المياه البيضاء حتى تنضج أو "تستوي"، ويكون الإبصار منعدماً ثم إزالتها، وهو اعتقاد خاطئ وغير علمي، بل يترك مضاعفات خطيرة على العين، وخاصة مع سهولة إزالة تلك المياه عبر استخدام الموجات فوق الصوتية. * مريض يعالج نفسه بنفس علاج مريض آخر، وهذا خطأ فاحش؛ لأن لكل عين ظروفها الخاصة بها حتى إن تشابهت الأعراض، بل وكان المرض في كليهما واحداً، فمثلاً كثير من القطرات تحتوي على مادة الكورتيزون التي قد تضر بشدة مريضاً آخر. * مرضى السكر أيضاً يجب أن ينتبهوا، فضبط مستوى السكر والاهتمام بالنظام الغذائي يحفظ للعين سلامتها، فعالمياً يعتبر السكر ثالث سبب لفقدان الإبصار. * يرفض بعض المرضى زرع عدسة بعد إزالة المياه البيضاء بناء على تجربة لمريض آخر من تلك العدسات، وبالطبع ذلك سلوك خاطئ؛ لأن لكل عين ظروفها حتى لو كانت في نفس الشخص. * عند إصابة العين بالصودا الكاوية والبوتاس الموجود في الصابون يجب معالجتها فوراً بسكب حمض البوريك المخفف 4% أو حمض الخليك المخفف 3% المعروف بالخل على العين مباشرة، وعند إصابتها بالجير الحي يجب ألا تغسل بالماء مباشرة بل يجب تنظيفها بالقطن جيداً، وذلك لأن الماء سينشط المادة الفعالة في الجير، وعند الإصابة باليود يجب وضع كميات كبيرة من السكر أو النشا على الماء، أو اللبن، ويتم مزجهما لتقطر به بغزارة، وعند الإصابة بالكوبيا يتم تخفيف الجلسرين أو الكحول بنسبة 10% وتقطر به بغزارة، وعند الإصابة بحمض الكبريتيك "ماء النار"، ويتم هنا العلاج بسكب مياه غازية على العين لاحتوائها على مادة البيكربونات التي تستخدم في المطبخ، ولكل مادة كيماوية تصاب بها العين قطرة مختلفة. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :