تحقيق:يمامة بدوان أكدت عدة جهات رسمية وجود إجراءات تقيّد عملية استيراد المنتجات المعدلة وراثياً، أهمها استيفاؤها اللوائح الفنية والمواصفات الأخرى المتعلقة بالأغذية المعدلة وراثيا، كذلك اجتيازها الفحوص المعتمدة من الجهات الرقابية المعنية في الدولة، التي تؤكد سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك.وفي وقت تمنع بلدان كثيرة إدخال الأطعمة المعدَّلة وراثياً لقلة المعلومات المتوافرة حول المخاطر المحتملة، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، تفرض أكثر من 50 دولة، من بينها الإمارات، قانوناً، يقضي بلصق علامة إلزامية على تلك الأطعمة، حتى يتمكّن المستهلك من ممارسة حق الاختيار، ويكون على بيّنة مما يشتري.أوضحت وزارة التغير المناخي والبيئة، عدم السماح باستيراد الأغذية والمنتجات المعدلة وراثياً للدولة، إلا في حال استيفائها الوائح الفنية والمواصفات الأخرى المتعلقة بالأغذية المعدلة وراثياً، حيث لم تسجل أي حالات منع دخول أغذية معدلة وراثياً عبر منافذ الدولة؛ بحسب مجد الحرباوي مدير إدارة سلامة الأغذية.وأضافت أن المستهلكين في دولة الإمارات يتمتعون بثقافة عالية، في ما يتعلق بالغذاء وسلامته، ويمكن لهم الاطلاع على مكونات المنتجات الغذائية، من خلال البطاقة الغذائية الملصقة على المنتج. إجراءات صارمة في المقابل، أوضح مسؤولو منافذ البيع والتعاونيات في دبي عدم وجود منتجات معدلة وراثياً في الأسواق، في ظل ما تتخذه المنافذ من إجراءات صارمة، تتمثل في عدم استلام أو إدخال أي منتجات دون حصولها على الشهادات، واجتيازها الفحوص المعتمدة من الجهات الرقابية المعنية في الدولة، التي تؤكد سلامتها وصلاحيتها، الأمر الذي يدعو إلى طمأنة المستهلكين.وأضافوا أنه في حالة وجود كائنات معدلة وراثياً في أي منتج بنسبه تتجاوز 1%، فإنه يصنف كمنتج معدل وراثياً، ويتم وضع الملصق الخاص بذلك، كما أن المنتجات المتوافرة في المنافذ والتعاونيات الكبرى، تخضع لعملية خاصة، تمر خلالها بمراحل متعددة، أهمها: التقييم والتطوير ومراقبة الجودة.إلا أن للمستهلكين رأيا آخر، تمثل في تخوفهم من آثار المنتجات المعدلة وراثياً على الصحة، كونها لا تزال محل جدل كبير، الأمر الذي يدفعهم لشراء منتجات عضوية، كونها آمنة، ولا تشمل مواد كيماوية، بينما شدد بعضهم على ضرورة بحث أرباب الأسر عن مكونات المنتجات قبل شرائها، ليس من باب التشكيك في مصداقية التجار ومنافذ البيع، بل بهدف تقديم الحماية لصحة ذويهم. اجتياز الفحوص أكد سهيل البستكي مدير إدارة التسويق والاتصال في تعاونية الاتحاد، عدم وجود أي منتجات معدلة وراثياً في فروعها ال 11 المنتشرة في إمارة دبي، موضحاً أنه لا يتم استلام أو إدخال أي منتجات إلى الفروع، دون حصولها على الشهادات واجتيازها الفحوص المعتمدة من الجهات الرقابية المعنية في الدولة، التي تؤكد سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك. ملصق خاص بدوره، قال ميغيل بوفيدانو المدير التنفيذي الإقليمي في ماجد الفطيم للتجزئة، إنه طبقاً لمواصفات هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية رقم 2142 لسنة 2011، فإن جميع منتجات العلامة التجارية الخاصة بكارفور، لا تصنف كمنتجات معدلة وراثياً، كما أنه في حالة وجود كائنات معدلة وراثياً بنسبه تتجاوز 1% من المكونات مجتمعة، أو في أحد المكونات بشكل منفصل، يجب أن يصنّف كمنتج معدل وراثياً، ويتم وضع الملصق الخاص للمنتجات المعدلة وراثياً.ويلتزم المورد أو المُصنّع باستخدام المواد الخام التقليدية فقط غير المعدلة وراثياً، بما في ذلك المضافات الغذائية، المعطرات، الفيتامينات أو المركبات الغذائية الأخرى في إنتاج منتجات العلامة التجارية الخاصة بكارفور غير المعدلة وراثياً.إن منتجات العلامة التجارية الخاصة بكارفور، تخضع لعملية خاصة، تمر خلالها بمراحل متعددة أهمها: تقييم المنتج بعد إجراء المسح أو الاستطلاع لمعرفة احتياجات السوق، وتطوير المنتج؛ وذلك من خلال إجراء عملية تقييم للموردين، وإجراء فحص مخبري، لتحديد مواصفات المنتج والتقنية المستخدمة في التصنيع، كذلك للتأكد من مطابقتها للمواصفات القانونية والتقنية والقيمة الغذائية لهذا المنتج، كما يتم طرح المنتج ومراقبة الجودة، من خلال آلية محددة. المستهلكون والمنتجات العضوية وعلى صعيد المستهلكين، أكد ناصر بطي الشامسي، ويعمل مدير إدارة التطوير العقاري في إحدى الشركات الكبرى بدبي، أنه شديد الحرص لدى شراء أي منتجات لعائلته، حيث إنه لا يشتري سوى الأغذية العضوية، كونها آمنة على الصحة، ولا تشمل مواد كيماوية، والأغذية المعدلة وراثياً، لا تزال محل جدل كبير، وبالتالي فهو لا يثق بها وبمكوناتها.وقال إنه شعر بالصدمة لدى معرفة وجود أغذية معدلة وراثياً من النبات أو الحيوان، التي قد تكون ذات أضرار جسيمة على صحة الإنسان، ورغم أن التوصيات الحالية تفيد بأن الأغذية المعدلة وراثياً آمنة في عمومها، فإنها تؤكد في الوقت نفسه ضرورة فحص كل منتج على حدة، والتحقق منه، إلا أنه لا تتوافر اختبارات وفحوص كافية على هذه الأطعمة حتى الآن، الأمر الذي يسبب حالة خوف بين صفوف المستهلكين، خاصة أن غالبيتهم لا يعلمون مخاطر هذه الأغذية على المدى البعيد. تركيبات غير طبيعية من جهتها، أوضحت شروق العمر، وتعمل بقسم الإدارة في إحدى الجامعات بدبي، أنها على يقين تام بوجود تركيبات غير طبيعية بغالبية الأغذية التي تتناولها، الأمر الذي يعني وجود خلل ما في هذه المنتجات، وأنها باتت أكثر دقة لدى شراء احتياجات المنزل، بل وأصبحت تقرأ مكونات المنتج بحرص تام، كي لا تقع ضحية الطمع التجاري.وقالت: إنه يترتب على كل أرباب الأسر، معرفة مكونات المنتجات قبل شرائها، ليس من باب التشكيك في مصداقية التجار ومنافذ البيع، لكن حرصاً منهم على صحة أفراد عائلاتهم. وقال حسن علي راشد، موظف حكومي، إنه يترتب على المستهلكين الحرص على صحتهم، من خلال اختيار الأغذية أو الثمار الصغيرة غير منتظمة الحجم أو الشكل، والأقل لمعاناً، لأنها في الواقع متوازنة، من حيث محتواها من العناصر الغذائية والطاقة، حتى ولو لم تكن جميلة المنظر؛ وذلك في ظل غياب دراسات دقيقة، حول الآثار الصحية لتناول الأغذية المعدلة وراثياً، ولتفادي الشكوك والمخاوف والمخاطر، بهدف حماية صحة ذويهم. بلدية دبي تحدد مختبرين معتمدينأوضحت ايمان البستكي مدير إدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي، أن الأغذية المعدلة جينياً أو وراثياً، هي المنتجات المحضرة أو المنتجة من كائن محور وراثياً، وحسب ما جاء في اللائحة الفنية الخاصة بالمتطلبات العامة للأغذية والأعلاف المصنعة المحورة وراثياً، فإن الكائنات المعدلة وراثياً لها تركيبة جديدة، تم الحصول عليها عن طريق استخدام التقنية الحيوية الحديثة، المتمثلة في تطبيق تقنيات تحوير الحمض النووي. وأضافت أن الكثير من شركات الأغذية، تميل حالياً إلى استيراد المنتجات غير المعدلة وراثياً، لإقبال المستهلكين عليها، وكجزء من استكمال إجراءات التحقق من استيفاء المنتجات غير المعدلة وراثياً للمواصفات، فإنه يتم طلب شهادات تفيد بأن المنتج غير معدل وراثياً، أو توفير فحص من مختبر معتمد يفيد بذلك. تغيرات غير طبيعية يمكن تعريف المحاصيل المعدلة وراثياً على أنّها كائنات تغيّرت فيها المادة الوراثية بطريقة لا تحدث بصورة طبيعية، وهي التي تمّ تطويرها من خلال علم التقنية الحيوية، التي تعتمد على عملية دمج أو اتحاد الحمض النووي (dna)؛ حيث يمكن فصل أيّ مورث أو جين من أيّ كائن حيّ، ووضعه في كائن حيّ آخر ومنها المحاصيل؛ حيث تسمى هذه العملية نقل الجينات المورثات أو عمليّة التعديل الوراثي، وهنا تُعرَف المحاصيل الوراثية والغذاء المستخرَج منها بالأغذية المعدّلة جينياً.طُرحت الأغذية المعدّلة وراثياً للمرة الأولى في السوق عام 1990، ومنها فول الصويا، والذرة والكانولا والكتان لإنتاج الزيت، والقطن، وبنجر السكر، والباباي، والكوسا، والطماطم والبطاطا، كما تقدّر نسبة المحاصيل المزروعة والمعدَّلة وراثياً في الولايات المتحدة الأمريكية للعام 1999 ب 65% من فول الصويا و31% من الذرة و40% من القطن، وفي كندا يزرع نبات الكانولا (لإنتاج زيت الطعام) المعدَّل وراثياً بنسبة 70% من المحصول الكلي لهذا النبات. التركيب الجيني للنباتات تشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن أكثر من 70% من الأطعمة والأغذية التي نستهلكها، غير طبيعية، نتيجة تغيير التركيب الجيني للنباتات والأغذية، عن طريق استخدام تقنيات الهندسة الوراثية، وفي وقت تجهل غالبية المستهلكين معنى عبارة «غذاء مُهَندس أو معدّل وراثياً»، تُلاقي هذه المنتجات إقبالاً كبيراً في الأسواق، وسط اتّساع الجدل حيال صحة استهلاكها، بعد صدور تقارير حذّرت من ارتفاع نسبة الإعاقات والأمراض السرطانية.تميل الأغذية المعدّلة جينياً إلى أن تكون متناسقة في الشكل، وكبيرة في الحجم، وبراقة المنظر خالية من التشوهات والعيوب المختلفة، مقارنة مع الأغذية العادية الأخرى.وتفيد التقارير بأنه في بعض الحالات تدوم الأغذية المحوَّرة الفاسدة لأشهر عدة دون أن يظهر عليها العطب أو الفساد.
مشاركة :