إعداد:عبير حسينأتاح متحف الحرب الإمبراطوري بلندن مئات الصور الفوتوغرافية النادرة عن الحرب العالمة الثانية للجمهور للاطلاع عليها للمرة الأولى وبات بإمكان الزوار منذ أمس الأول التعرف من خلالها إلى كثير من خفايا الحرب، ولقاءات القادة واللحظات العصيبة التي عايشها ضحاياها. التقط الصور مصورون محترفون عملوا لمصلحة وزارة الإعلام البريطانية في الفترة مابين أعوام 1942 وحتى 1945، تجولوا خلالها في عدة مدن أوروبية بهدف توثيق أحداث الحرب من الميادين العسكرية. وتعكس الصور طيفاً واسعاً من الشخصيات والأحداث والمواقع التي شهدت أسوأ الحروب التي عصفت بالبشرية، وخلفت وراءها دماراً هائلاً تجاوز مئات المليارات من الدولارات اقتصادياً، وراح ضحيتها نحو 60 مليون قتيل، إضافة إلى عشرات الملايين من المشردين والضحايا. تمتاز هذه المجموعة من الصور كونها الأولى التي تصدر ملونة بينما اقتصرت كل الصور السابقة على اللونين الأبيض والأسود. وقال ايان كارتر كبير القيمين على المتحف إن إنجاز مهمة تلوين وأرشفة أكثر من 3000 صورة تعود إلى الحرب العالمية الثانية كانت مهمة شاقة لكنها خطوة جادة على طريق توثيق أحداث الحرب بدقة وبشكل يجذب عدداً أكبر من الزوار إلى المتحف.اختلفت مواقع التقاط الصور من مكان إلى آخر بينما اتفقت المشاعر الإنسانية التي عكست ملامح اضطراب وخوف وقلق على جميع الوجوه التي التقطت صورهم وهم يهرعون إلى المخابىء خوفاً من غارات الطائرات والدمار الذي تخلفه قنابلها الملقاة بدون تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وصوراً أخرى لجنود يخلون منازل مهدمة، بينما تهرع سيارات الإسعاف لإنقاذ آخرين في صور ثالثة، وغيرها الكثير. وفي إحدى الصور يشرح المارشال مونتغمري للملك جورج السادس تطور العمليات العسكرية في قمرة لقيادة القوات البريطانية في هولندا بالعام 1944. بينما تسجل صورة ثانية اجتماعاً للجنرال دوايت إيزنهاور بكبار قادة جيوش التحالف في لندن 1944، بينما ترصد ثالثة مشاعر فرحة الجماهير التي خرجت للاحتفال بيوم النصر في ساحة «وايت هول» بلندن عام 1945 بعد أيام من إعلان انتصار الحلفاء في الحرب.
مشاركة :