كشف استطلاعان للرأي أن مرشح الوسط إيمانويل ماكرون سيفوز بفارق كبير على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية. وأفاد معهد إيبسوس سوبرا ستيريا، أن مرشح حركة «إلى الأمام» سيحصل على %62 من الأصوات في مقابل %38 لمرشحة حزب الجبهة الوطنية. بينما أورد معهد هاريس إنتراكتيف أن الفارق سيكون أكبر مع %64 من الأصوات لماكرون و%36 للوبن. وأُجري الاستطلاعان، أمس الأول، بعد إعلان نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التي فاز فيها ماكرون ولوبن. من جهته، أعلن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال أنه «واثق» بفوز ماكرون برئاسة فرنسا، مردفا: «بالطبع أنا مسرور، أنا مسرور بأن يصبح إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي المقبل». وأضاف غابريال الاشتراكي الديموقراطي: «أنا واثق بأنه سيكتسح في الدورة الثانية (في السابع من مايو) اليمين المتطرف والشعبوية اليمينية والمناهضين لأوروبا»، في إشارة واضحة إلى مرشحة اليمين لوبن. ووصف أيضاً وزير الاقتصاد الفرنسي السابق ماكرون بأنه «المرشح الفعلي الوحيد المؤيد لأوروبا»، مؤكداً اقتناعه بأنه سيكون «رئيساً ممتازاً». أوروبا والعولمة وينطلق ماكرون المؤيد لأوروبا، من موقع المرشح الأفضل حظوظاً للفوز في الدورة الثانية، متقدماً على لوبن، المعادية للعولمة، في وقت بدأت تتشكّل «جبهة جمهورية» لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف. وماكرون الذي لم يسبق أن تسلم أي منصب منتخب، في موقع جيد لخلافة الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، حيث سيصبح أصغر الرؤساء سناً في تاريخ الجمهورية بمن فيهم لوي نابوليون بونابارت (1873-1808). أما لوبن، فاستأنفت حملتها، بعد تحقيق أفضل نتائج لها في الأرياف والبلدات الصغيرة والمناطق التي عانت من عواقب العولمة، وزارت شمالي فرنسا. وأسفرت الدورة الأولى من الانتخابات، التي تميزت بمشاركة كثيفة ناهزت %80، عن خروج الحزبين الكبيرين اليميني (الجمهوريون) واليساري (الاشتراكي) من الشوط الأخير من السباق إلى قصر الإليزيه، في وضع غير مسبوق في فرنسا، مع بروز مرشحين على طرفي نقيض، أوصلتهما رغبة الفرنسيين في تجديد الحياة السياسية في بلادهم. صدمة الصحف وفي ختام حملة انتخابية حافلة بالمفاجآت استمرت أشهراً عدة، تصدّر ماكرون نتائج الدورة الأولى، حاصداً %23.75 من الأصوات، بينما حلت لوبن (48 عاماً) في المرتبة الثانية بحصولها على %21.53 من الأصوات، محققة نتيجة تاريخية لهذا الحزب، وصلت إلى سبعة ملايين صوت. وعكست عناوين الصحف الفرنسية، أمس، صدمة هذه الدورة الأولى، راسمة التحديات المقبلة، فكتبت «لو فيغارو» اليمينية «الضربة القاضية لليمين»، بينما نشرت «ليبيراسيون» اليسارية على صفحتها الأولى صورة ماكرون مع عنوان «على مسافة عتبة». أما «لومانيتيه» الشيوعية، فاختارت نشر صورة للوبن تعترضها كلمة «أبداً!». ودعت غالبية الطبقة السياسية الفرنسية، سواء من اليمين أو من اليسار، وخصوصاً المرشحين الخاسرين فرنسوا فيون وبونوا همون، إلى «تشكيل حاجز» بوجه اليمين المتطرف. وتذكّر مثل هذه «الجبهة الجمهورية» بالانتخابات الرئاسية عام 2002 حين تأهل مؤسس «الجبهة الوطنية» جان ماري لوبن والد مارين، للدورة الثانية، في مواجهة جاك شيراك، قبل أن يتكبد هزيمة كبرى %17.79 في مواجهة قوى سياسية تكتلت ضده. وستكون المبارزة في 7 مايو حول برنامجين على اختلاف تام في العديد من المواضيع، كالانفتاح مقابل الانغلاق، والهوية الوطنية مقابل التعددية، والليبرالية مقابل الحمائية، غير أن الاستقطاب الحقيقي فيها سيكون حول موضوعين محوريين هما: أوروبا والعولمة. (باريس – أ.ف.ب، رويترز)
مشاركة :