أكدت الاختصاصية النفسية رفا الجهني أن "العناد" لدى الأطفال صفة مكتسبة من الوالدين ومشكلة تربوية تعني الامتناع والاحتجاجِ يُبديها الطّفل اتجاهَ التعليماتِ والإرشاداتِ المُوجّهة إليه مع تمسكه وإصراره على الرفض دون إبداء أيّ مُبرر منوهة بأن هذه الظاهرة لدى الأطفال تظهر في سن مبكرة من عمر الطفل، وبشكل جدي عند مرحلتي الانفصال "بين عمر سنتين وعند بلوغ سن المراهقة" وهي من الأمور التي تشعر الأسر بالإزعاج والحرج الشديد. وذكرت أن العناد ينتج بحدوث تصادم بين رغبات الطفل وأوامر الكبار ونواهيهم فلا ينفذ الطفل أوامرهم بل يصر على تصرفاته، ومن هنا تنشأ مشكلة العناد لديه والتي لا تظهر لدى الطفل قبل العامين لعدم امتلاكه الاستقلالية الكافية لاعتماده على والديه بشكل كبير جدًا، لذلك لا تظهر عليه السلوكيات العنادية بشكل واضح. وبينت "الجهني" أن العناد من المواقف والسلوكيات التي تنبني على الإحساس بالاستقلالية الجزئية من جانب الطفل ونمو تصوراته الذهنية حيث يقوم بممارسة هذه الاستقلالية بالرفض والاحتجاج والممانعة وإبداء الرأي المخالف، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن العناد قد يأخذ مكانه عند سن الثالثة إلا أنه قد يلازم بعض الأطفال حتى سن المراهقة، وفي الغالب لا يتم ظهوره بعد سن المراهقة إن لم يظهر قبل ذلك. وحذرت من طلبات الكبار من الطفل البعيدة عن الواقع وغير المناسبة لقدراته وإمكاناته لأنه ينتج من ذلك شعوره بالفشل حيث إنه عندما يصر الكبار على قناعاتهم وتوقعاتهم يبدأ الطفل بالرفض كسلوك عنادي، وهو في الحقيقة لا يعاند الكبار ولكنه يرفض الوقوع في الفشل الذي يصر الكبار من حوله على الوقوع فيه ما قد يشعره في كثير من الأحيان بالخوف والإحباط. وأفادت بأن ظاهرة العناد لدى الأطفال تنجم عن القسوة من جانب الأبوين، أو الشعور بالقلق والتوتر، أو نتيجة التدليل الزائد من جانب الأم أو الأب موجهة بعض الأساليب والحلول التي يتبعها الوالدان أثناء التعامل مع طفلهم العنيد وذلك عن طريق مدح الطفل إذا قام بتنفيذ أحد الطلبات وإظهار الفرح على الطاعة في ذلك وعدم مقارنته بغيره حتى لا يزيد من عناده وتقل ثقته بنفسه. كما وجهت الأسرة تجاه الطفل العنيد بعدم إجباره عند طلب أمر ما ورفضه تنفيذه والصبر في ذلك والاعتماد على ثقافة المناقشة وبحث أسباب الرفض، إلى جانب منح الطفل فرصة لإبداء آرائه تجاه ذلك مما يعزز ثقته بنفسه, ولا يتم أيضًا وصفه أمام الآخرين بالطفل العنيد، وهذا من الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الأمهات اللاتي يصفن ابنهن بالطفل العنيد أمام الآخرين، وهو الأمر الذى يؤثر سلبًا على نفسيته ويزيد من نوبات العناد لديه، مشيرة إلى أنه في حالة استمرار عناد الطفل وتحوله إلى اضطراب سلوكي، على الأسرة استشارة مختص نفسي لهذا السلوك، فالعناد قد يؤثر سلبًا في شخصية الطفل ويقوده إلى سوء التكيف مع البيئة المحيطة به.
مشاركة :