تعود الروسية ماريا شارابوفا غداً الأربعاء إلى أضواء منافسات التنس من بوابة دورة شتوتغارت، مستأنفة مسيرتها في عالم الاحتراف بعدما أنهت عقوبة إيقاف مدتها 15 شهراً بسبب تناولها عقار «ميلدونيوم»، الذي كانت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) أدرجته في لائحة المواد المحظورة مطلع العام الماضي. وفي وقت يستمر «لغز» النجمة الحسناء التي كانت تُعد الأعلى دخلاً بين الرياضيات، لا سيما من عقود الرعاية والإعلانات والاستثمارات، تفتح هذه العودة الباب لتجدد الانتقادات في شأن «حماية» منظمين لنجوم سقطوا في فخ المنشطات ويحظون بعد إتمام عقوبتهم لغايات ترويجية بتسهيلات، كأنهم عائدون من إصابة، ما حدا بمتصدّر التصنيف العالمي البريطاني أندي موراي إلى التعليق: «يُكافأ المذنب كصغير يمنح قطعة حلوى عند ارتكابه خطأ بدلاً من أن يُنهر». واعتبرت الألمانية أنجليكا كيربر (أولى السيدات) الأمر «غريباً». ستخوض «ماشا» أولى مبارياتها بعد العودة أمام الإيطالية المخضرمة روبرتا فينتشي (34 سنة) بعد حصولها على بطاقة دعوة (وايلد كارد)، ويرجّح أن تلتقي في حال فوزها بالبولندية أنييسكا رادفانسكا غير الراضية عن «محاباة مذنبة». غير أن منظمي دورة شتوتغارت هللوا لاستئناف شارابوفا مسيرتها من محطتهم، ما سيزيد من إقبال المتفرّجين وبيع التذاكر، علماً أن سيارات «بورشه» الراعي الرسمي للدورة، هي إحدى العلامات التجارية التي تمثلها اللاعبة الروسية التي احتفلت بعيدها الـ30 في 19 الجاري. وتسعى شارابوفا للحصول أيضاً على بطاقة دعوة إلى بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) المتوّجة بلقبها في عامي 2012 و2014. واستعداداً لها، ستخوض دورتي مدريد وروما على ملاعب ترابية (7 – 14 أيار/ مايو و14 – 21 منه). الواضح، أن شارابوفا تتقن جيداً وضع فاصل منيع بين التزاماتها الرياضية وحياتها الخاصة، حتى أن التمهيد للعودة المرتقبة كان محاطاً بسرية تامة يقف خلفها فريق عملها، خصوصاً مدرّبها سفن غرونفيلد ووكيل أعمالها ومكتشفها ماكس إيسنبوند. واعتمدت استراتيجية منسّقة منذ الأشهر الأولى لإيقافها برمجت ظهورها في أماكن عامة ومناسبات. وأولت اللاعبة جانب الاستثمارات متابعة وعناية، فضلاً عن دراستها فصلاً في مدرسة هارفرد للأعمال، كما انكبت على وضع اللمسات الأخيرة على كتاب سيرتها الذاتية الذي سيصدر في أيلول (سبتمبر) المقبل. وباستثناء بعض المباريات الاستعراضية، ومنها واحدة في بورتوريكو أمام ابنة البلد البطلة الأولمبية مونيكا بويك حضرها 12 ألف متفرّج، وأخرى أمام نجم البوب إلتون جون في لاس فيغاس في إطار حملة دعائية لمضارب «هيد»، نافس ظهور شارابوفا نجمات سينما وفن ومجتمع في حفلات عدة، وأطلقت شوكولا يحمل اسمها (شوغاربوفا) في شيكاغو وموسكو، وكثّفت حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي (23,4 مليون متابع في مقابل 18,7 للنجمة الأميركية سيرينا وليامز التي كشفت قبل أيام حملها معلنة عودتها إلى الملاعب في السنة المقبلة). أما الاستعداد الميداني لشارابوفا فكان على الملعب الرقم 18 في مانهاتن بيتس (لوس أنجليس)، من دون أن تعير كلاماً كثيراً يتناولها وينتقد «نفورها» انتباهاً في وسط اللاعبات. وسبق أن علّقت على «اتهامات مماثلة» فوصفتها بـ «الهراء والتفاهة»، وزادت: «مشاركتي في الدورات تتطلّب المواظبة والالتزام. إنها وظيفة وأنا أحترم عقودي ودوام العمل. فالدورات ليست مكاناً للفضفضة والحديث عن السيارات الجديدة وصيحات الموضة ومن واعدت هذه ومن صادقت تلك». قبل إيقافها عقب بلوغها ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة في كانون الثاني (يناير) 2016، كانت «ماشا» اللاعبة الأعلى دخلاً في العالم، وهي احتلت هذا الموقع على مدى 11 سنة قبل أن تخلفها سيرينا وليامز التي حققت مداخيل مقدارها 29 مليون دولار في عام 2016 في مقابل تراجع ما جنته «اللاعبة المعاقبة» من 30 مليوناً إلى 22 مليوناً. وإذ تقدّر مجلة «فوربس» ثروتها بـ300 مليون دولار، تعتبر شارابوفا استثناء بين الذين ابتعدوا عن المنافسة وحافظوا على عقود مجزية أو مرشّحة للتصاعد سريعاً. فهي تُعتبر كلوديا شيفر عالم الرياضة، وبالتالي لا عجب إن أعدّت «نايكي» سلفاً زي عودتها إلى الملاعب، وهو خط موضة لثياب رياضية بألوان زهر الأورتنسيا تحت مسمّى «عودة خاصة»، سترتديها «ماشا» في شتوتغارت.
مشاركة :