أدلى سكان شرق أوكرانيا أمس، بأصواتهم في استفتاء على انفصال الإقليم، اعتبرته سلطات كييف «مهزلة إجرامية موّلتها» روسيا، محذرة من «هاوية». ودُعي أكثر من 7 ملايين شخص الى الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الذي أعدّه انفصاليون موالون لموسكو. وكُتب على بطاقات التصويت: «هل توافق على استقلال جمهورية دونيتسك الشعبية»؟ و»هل توافق على استقلال جمهورية لوغانسك الشعبية»؟ وتحدث رئيس اللجنة الانتخابية لـ «جمهورية دونيتسك» رومان لايغين عن مشاركة «ملايين» الناخبين، مستدركاً أن «لا حد أدنى لنسبة المشاركة لضمان صلاحية الاقتراع». واعتبر أن «الاستفتاء هو الوسيلة الوحيدة لتجنّب تصاعد العنف والحرب». وفي سلافيانسك القريبة من دونيتسك والتي شهد محيطها اشتباكات، رجّح فياتشيسلاف بونوماريف الذي اعلن نفسه رئيساً للبلدية، «مشاركة نسبتها مئة في المئة». وأفادت وكالة «رويترز» بأن مراكز التصويت في دونيتسك ولوغانسك اقتصرت على مناطق محددة، مشيرة الى ارتباك في شأن ما الذي على السكان التصويت حوله. وأضافت ان الانفصاليين أعلنوا فتح اكثر من 1200 مركز تصويت في دونيتسك، لافتين الى «نقل» مراكز الاقتراع في المناطق «الخطرة جداً» وتكليف متطوعين «فرض احترام النظام ومنع الاضطرابات» في كل مركز. وفي بلدة ماريوبول القريبة، أعلن مسؤولون أن ثمة 8 مراكز اقتراع فقط لخدمة حوالى مليون ناخب، ما أدى الى طوابير من مئات الأمتار. وقال مهندس وهو يدلي بصوته في ماريوبول: «كلنا يؤيد استقلال جمهورية دونيتسك، وهذا يعني تجاوز الحكومة (الأوكرانية) الفاشية الموالية لأميركا». لكن استطلاعات اوكرانية للرأي وآخر أعدّه معهد «بيو» الأميركي للبحوث، أظهرت ان 70 في المئة من سكان شرق اوكرانيا يعارضون الانفصال ويؤيدون وحدة اراضي البلاد. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن دنيس بوشيلين، وهو زعيم انفصالي في دونيتسك، قوله: «كل وحدات الجيش في أراضينا ستُعلن قوات احتلال، بعد الإعلان الرسمي لنتيجة الاستفتاء. مهم تشكيل مؤسسات حكومية وجيش في أسرع وقت». في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية ان «الاستفتاء الذي أوحى به الكرملين ونظّمه وموّله، هو لاغ قانوناً ولن يكون له أي نتيجة قانونية على وحدة أراضي اوكرانيا»، مضيفة ان «منظّمي هذه المهزلة الإجرامية انتهكوا الدستور والقوانين الأوكرانية». وكان الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تيرتشينوف حذر سكان شرق البلاد من «الانخداع بدعاية (روسية) تؤيد إرهابيين»، معتبراً أن الانفصال عن أوكرانيا «سيكون خطوة نحو هاوية لهذه المناطق». وأضاف: «مؤيدو الحكم الذاتي لا يفهمون انه سيعني دماراً تاماً للاقتصاد والبرامج الاجتماعية والحياة في شكل وجه عام بالنسبة الى غالبية سكان تلك المناطق». وأعلنت الولايات المتحدة انها «لن تعترف بنتائج الاستفتاء غير الشرعي»، اذ اعتبرته «انتهاكاً للقانون الدولي ولوحدة اراضي اوكرانيا وسلامتها». الى ذلك، أوردت صحيفة «بيلد أم سونتاغ» الألمانية ان حوالى 400 مرتزقة من شركة «اكاديمي» («بلاكووتر» سابقاً) الأميركية ينشطون في اوكرانيا الى جانب القوات النظامية ضد الانفصاليين. سياسة العالم
مشاركة :