مع إطلالة كتاباتي عليكم من خلال العزيزة «عكاظ» شعرت بنوع من الفخر أن أعود إلى الكتابة من هذا المنبر الإعلامي الكبير المميز المتجدد.. وطالما قلت: المتجدد.. فمن باب الملاءمة والمواءمة في الحديث، أن يكون الموضع عن المتجددين دوما في العطاء.. ولم أجد في قاموسي بين لاعبي كرة القدم لدينا من يمكن أن نطلق عليه متجددا في عطائه أكثر من حسين عبد الغني. لماذا حسين وليس غيره؟، ربما لاننا تعودنا في الوسط الرياضي الاعلامي والجماهيري أن نحكم على صلاحية اللاعبين بأعمارهم أكثر من عطائهم، وهذا الرجل كسر هذا التوجه، وأثبت للجميع أن العطاء لا يقف، إلا عندما يفقد اللاعب الطموح والرغبة والجدية في الملعب. قد نتفق وقد نختلف على جزئيات عدة في مسيرة اللاعب الطويلة في ملاعب الكرة السعودية، لكننا بالتأكيد لا يمكن أن نختلف على أنه من النماذج ا?كثر إضاءة مرورا على الكرة السعودية. حسين وقع، بسبب موهبته وسلوكه، ما بين فكي كماشة محب مفرط في عشقه، وما بين كاره لا يرى في اللاعب سوى سلوكيات خاطئة، لكن حتى هؤلاء يعترفون بالموهبة التي يتمتع بها هذا اللاعب الكبير، وهي عادة الموهوبين على مر العصور.. فربما موهبته المكتنزة بالحماس والرغبة الدائمة في التفوق والفوز، تدفعه للخروج عن النص في بعض الاحيان. وهو ما يمكن أن يكون جزءا من ضريبة العبقرية في مختلف المجا?ت الفنية. فهناك منهم من قطع أذنه كي لا يستمع إلى موسيقى هابطة، ومنهم من بحث عن الجنون ليبتعد به عن الواقع. من شاهد المباريات الودية الاخيرة سواء مع النصر أو نجوم الكرة يجب أن يعترف أن حسين الآن أكثر نضجا وأفضل عطاء وتجددا، مما يمنحه فعلا لقب الموهوب المتجدد الشباب.. بعضنا ينظر للاعبين بمنظور عاطفي ملوث بكثير من التعصب للاعبي فريقه، لكن الحقيقة لا تحجب بغربال، فحسين بعطائه فاق الكثير من الشباب الذين هم في نصف عمره، فهو الاكثر انضباطا وحماسا ولياقة، وهذه المقومات لا تأتي من فراغ أبدا، ولكنها تنمو مع تطور الفكر الاحترافي في ذهن اللاعب، إذا ما عشق اللعبة وعرف أنها أسلوب حياة وليست تسلية. ربما حالة حسين عبد الغني تفرض على البعض تغيير الفكرة السائدة حول سن اللاعب، والبدء في التركيز على عطائه في الملعب. وهي ليست بالسهلة لكن القلوب والعقول التي تنظر إلى الواقع بانفتاح وتقبل، لن تجد صعوبة في التغيير نحو الحق. في كل مكان تواجد فيه حسين عبد الغني أثبت أن موهبته تتفوق كثيرا على سلبياته، وهو المطلوب من لاعب الكرة.. الشاب حسين عبد الغني بالفعل نموذج يجب أن يدرسه اللاعبون الشباب ليتعلموا كيف يمكن أن يستمروا في الملاعب رغم كل المعوقات والنقد المتواصل، بالفعل يمكن أن نقول عنه ظاهرة.
مشاركة :