الذي يحقق نتائج متقدمة في المسابقات والمهرجانات فهو يحققها باسمه هو، باعتباره إنساناً مبدعاً يمتلك مهارة فاقت زملاءه المشاركين بناءً على معايير فنية لدى لجان التحكيم، هذا كل ما في الأمر، ومن يجير هذه النتائج لقبائل معينة، أو لمناطق معينة أو لعوائل معينة فقد جانبه الصواب، واتجه بالحدث إلى مسارات (انحيازية) لا يقبلها الوطن. الجائزة التي يحصل عليها المتسابق , يحصل عليها عرفاناً بإبداعه, يحصل عليها كسعودي فقط , وليس غير ذلك, وعلينا تجنب تحميل الجائزة أكثر مما تحتمل, هي جائزة استحقها فرد وانتهى الأمر, ويجب أن تقف عند هذا الحد, وألا تتجاوز هدفها إلى أهداف شخصية تتعارض مع الوحدة الوطنية. كل حساب في قنوات التواصل الاجتماعي يثير النعرات العنصرية والطائفية والإقليمية, هو حساب (أسود) هكذا نصفه, مهما كان مصدره, وإن كان أغلبها يأتي من خارج الحدود ليصطاد في الماء العكر, إلا أن البعض من المواطنين قد ينساق وراءه بشكل آو بآخر. وكل (صيحة) تثير نعرة حزبية , فهي (صيحة) منتنة, وعليها أن تقف عند مطلقها, مهما كان ومهما يكن, عليها أن تبقى في حلقه يغص بها أو يشرق بها أو يهلك بسببها, الدعوات العنصرية التي تظهر في إثر المهرجانات والمسابقات والأحداث تلقى عادة استجابة سريعة من قلة من البشر، ولكنها سرعان ما تتهاوى أمام حكماء القوم وأهل الخير والصلاح. تعدد الثقافات علامة صحية للدولة، يعطيها ذلك عمقاً ثقافياً وقوة ومنافسة، واستجابة الدولة لهذه الثقافات المتعددة هو قرار صائب، فكل شريحة اجتماعية تجد صدى ثقافتها في مهرجانات ومسابقات رسمية، فلا تثريب ولا سخرية ولا استصغار. الوطن عبارة عن ثقافات متعددة يجمعها اللون الأخضر والنخلة والسيفان وكلمة التوحيد، لا نزايد في ذلك ولا نبالغ ولا ننافق، ومن يقل غير ذلك عليه أن يراجع نفسه، الناس خلقها الله شعوباً وقبائل لتتعارف لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، والتقوى معيار إلهي عادل، وليس (س) بن (س) قادراً على صنع الفوارق العرقية. القبيلة بنية أساسية في الدولة لا يمكن تجاهلها باعتبارها نسيجاً اجتماعياً طبيعياً، ولكن (القبائلية) هي المرفوضة بكل أشكالها, ومن أراد المزيد في هذا الموضوع فليقرأ كتاب د. عبد الله الغذامي (القبيلة والقبائلية: هويات ما بعد الحداثة)، وكذلك الحال بالنسبة للإقليمية والعائلية والمناطقية مرفوضة هي الأخرى عندما يشوبها شيء من العنصرية.
مشاركة :