«حبات لؤلؤ» ترسم لوحة دلما بكل ألوان الإبداع

  • 4/25/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مصطفى الديب (أبوظبي) لم يكن سباق دلما للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً مجرد سباق بحري، ولكنه كان بمثابة لوحة فنية رسمها فنانو البحر، سواء المشاركون الذين وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف بحار، أو المنظمون خلف الكواليس الذين لعبوا دور البطولة في خروج الصورة بهذا الإبهار. ولم تكن بداية السباق الحقيقية عندما أطلقت شارة الانطلاقة في السادسة والنصف صباح أمس الأول، ولكن البداية جاءت عندما ولدت الفكرة ورعاها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة. ولم يتخيل الكثيرون أن يتحول الحلم إلى حقيقة، فبات هناك سباق ماراثوني بكل المقاييس من حيث المسافة والقوة وكذلك حجم الجوائز، وعلى الرغم من نجاح السباق التجريبي الذي أقيم أكتوبر الماضي، فإن فريق العمل برئاسة أحمد ثاني مرشد الرميثي رئيس اللجنة العليا المنظمة للسباق، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت لم يكتف بذلك، وأخذ على عاتقه التجهيز للحدث الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون أن طول مسافة التسابق التي وصلت إلى 80 ميلاً بحرياً ربما تكون عائقاً أمام بعض المشاركين، فإن الواقع قال عكس ذلك، فكانت مسافة الأميال الثمانيين سبباً في الكثير من النجاحات أبرزها إثبات قدرة بحارة الدولة على خوض غمار التحدي لساعات طويلة، حيث وصل العاصفة بطل الحدث إلى محطة النهاية في 520 دقيقة، أي ثماني ساعات وأربعين دقيقة، كما أثبت فوز العاصفة باللقب مزيداً من قوة التحمل حتى الوقت الأخير من السباق، حيث اقتنص محمل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد اللقب من غازي الذي كان متصدراً لفترات طويلة بفارق واسع من الأمتار وصل إلى 2500 متر، الأمر الذي جعل كل التوقعات تصب في صالحه إلا أن النصف ساعة الأخيرة قالت كلمتها وحولت دفة اللقب من غازي إلى العاصفة التي هبت بقوة لاقتناص أغلى الألقاب. وكشف التصوير التلفزيوني للحدث من الجو عن إبداع لوحة التراث الإماراتي في مياه الخليج العربي، فكانت البداية مع مشهد رائع في الدقة والتنظيم عندما اصطف المشاركون في خط واحد بطول 2000 متر دون أن يخرج أي محمل عن الخط ولا يتقدم خطوة أو يتأخر بمثلها، وتوالت المشاهد الباهرة من خلال الانتشار الرائع للمحامل في المياه وكأنها حبات لؤلؤ تضيء المياه بروح التحدي والإثارة، ولم تكتف محامل سباق دلما التاريخي بالسباق بين بعضها، فكانت تسابق الرياح وتتمايل معها يميناً ويساراً، وكأنها تعزف مقطوعة موسيقية من التراث الوطني الأصيل. ... المزيد

مشاركة :