يشكو سكان في أحياء الجانب الأيمن من مدينة الموصل من أن مناطقهم تفوح منها رائحة الجثث المتفسخة، مبينين أنها قد تكون لجثث مواطنين ماتوا من الجوع، بينما أوضحت لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى أن معركة تحرير تلعفر والحضر والبعاج والمناطق الأخرى ستنطلق بعد الانتهاء من تحرير الجانب الأيمن من الموصل. وقال المواطن صبري الموصلي، من سكان حي الزنجيلي، في اتصال لـ«الشرق الأوسط»: «أنقذونا، أوضاعنا الإنسانية سيئة جدا، مع ارتفاع درجات الحرارة بدأنا نشتم رائحة الجثث المتفسخة، لكننا لا نعلم مصدرها، لأننا نختبئ في سراديب منازلنا، ولم يبق لدينا سوى القليل من الطحين ومياه الآبار»، مرجحا أن تكون الرائحة لجثث مدنيين توفوا إثر الجوع والعطش. وأضاف: «شهدنا خلال الأسابيع الماضية حالات وفات للأطفال وكبار السن بسبب الجوع ونقص الدواء»، مشيرا إلى خشية الأهالي المحاصرين من تفشي الأوبئة والأمراض. من جانبها، قالت المواطنة صفاء العبيدي، التي وصلت قبل أيام من حي التنك إلى مخيمات النازحين في شرق الموصل: «مسلحو (داعش) يقتادون العوائل معهم بعد كل عملية انسحاب من الأحياء الغربية من الموصل، نحن تمكنا من الهرب ليلا، حيث يختفي مسلحو التنظيم لساعات، كنا نراقب ذلك واستفدنا من غيابهم فخرجنا مع العوائل الأخرى ولجأنا إلى خطوط القوات الأمنية العراقية». وأشارت إلى أن منازل المناطق غير المحررة تكتظ بأكثر من خمس عوائل في كل منزل حيث يوزع التنظيم هذه العوائل على منازل المواطنين، مبينة أن المنازل أصبحت مفتوحة الواحد على الأخرى وأن مسلحي «داعش» يتنقلون بينها بحرية. وواصلت القوات الأمنية أمس، قصفها الموجه لمقرات وتجمعات مسلحي التنظيم فيما تبقى من الأحياء الغربية للمدينة، واعتمدت المعارك على القناصة والطائرات المسيرة (الدرون) وقذائف الهاون والمدفعية. إلى ذلك، بين عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى، هاشم البريفكاني، لـ«الشرق الأوسط» إن معارك تحرير تلعفر والحضر وبعاج «لن تبدأ قبل الانتهاء من معركة تحرير الجانب الأيمن من الموصل بشكل كامل»، مضيفا: «حاليا نحن نشهد المراحل النهائية لمعركة الموصل». وأوضح أن «الخطط الجديدة للقطعات الأمنية أثمرت خلال الأيام القليلة الماضية عن تحرير أحياء ومناطق جديدة من أيمن الموصل، القوات الأمنية تتقدم حاليا باتجاه المستشفى الجمهوري، وقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع اقتحمت أول من أمس حي الزنجيلي الذي كان من الأحياء المضطربة والساخنة قبل احتلال (داعش) للمدينة». وتابع: «لم يبق سوى سبعة أحياء ويتحرر الجانب الأيمن بالكامل».
مشاركة :