صحيفة وصف : أكد خبراء ومختصون وإعلاميون أن الرؤية الجديدة التي تبرز من خلال حضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وعبر نشاطات رابطة العالم الإسلامي، تقدم صورة ناصعة لمنهجية المملكة الوسطية المعتدلة وتعكس الموقف الحقيقي للإسلام من التعايش مع الأديان ورفض التطرف ومحاربة الإرهاب، مشيرين إلى أن منح وسام (داتو سراي) الماليزي لمعالي الدكتور العيسى يعد تكريماً للمنهج الوسطي التي تقوده المملكة ويمثل توجهها حكومة وشعباً. تكريم الوسطية والعلماء قال معالي أ. د.محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية سابقا: “ما قامت به حكومة مملكة ماليزيا من منح معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، أعلى أوسمتها وهو وسام الشرف الملكي المسمى (فارس الدولة)، بأعلى لقب يمنح لكبار الشخصيات التي قامت بجهود تاريخية تستحق تقدير مملكة ماليزيا وهو لقب (داتو سري)؛ إنما يأتي تقديراً لجهوده في نشر الوسطية والتسامح الديني والحث على التعايش ومحاربة التطرف والكراهية، حيث كان لإسهاماته العالمية باسم الشعوب الإسلامية التي قادتها الرابطة أثر واضح على سمعة أتباع الدين الإسلامي من المعتدلين، حيث استطلعت ماليزيا تلك الجهود وتفاعل الإعلام الإسلامي والأجنبي معها”، مضيفاً أن هذا التكريم يأتي مع انطلاقة مركز الملك سلمان للسلام العالمي في نطاق شراكة الرابطة ومركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة، حيث يعمل معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى مشرفاً عاماً على مركز الحرب الفكرية. تأكيد على مكانة المملكة من جهته قال أ.د.سامي الشريف عميد كليه الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات وزير الإعلام ورئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الأسبق بجمهورية مصر العربية: “لقد تابعت تلك الحفاوة التي استقبل بها معالي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في ماليزيا ومنح معاليه أرفع وسامين وهما وسام الدولة ولقب (داتو سري) من الحكومة الماليزية ويعكس هذا التكريم الرفيع تأكيدا للمكانة المتفردة التي تحتلها الرابطة في نفوس وعقول الدول والشعوب الإسلامية بوصفها معقل الفكر الإسلامي المعتدل”. وأضاف: “كما يمثل التكريم اعترافاً بالدور الفاعل الذي يقوم به الشيخ العيسي في تقديم صوره مشرفة لعلماء المسلمين والجهود المتواصلة التي يبذلها في نشر وتأكيد قيم الوسطية والاعتدال والدعوة للتعايش السلمي بين شعوب الأرض جميعاً بغض النظر عن معتقداتهم وأفكارهم وهو النهج الذي طالما سعت المملكة إلى دعمه والتشديد عليه عبر تاريخها الطويل، فكانت دوماً رقماً مؤثراً في معادلة مكافحة الإرهاب ونشر قيم السلام بوصفها مهبط الوحي لدين يجعل من السلام القيمة الأعظم التي ينبغي الدفاع عنها والسعي لتعميمها بين كافة الشعوب”. مكاسب مهمة للمملكة من جهته أشار د.عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل المستشار بالقضايا الوطنية والأمن الفكري إلى أن الاحتفاء بمعالي الدكتور العيسى يعد أحد المكاسب المهمة التي ظفرت بها المملكة في منهجها الوسطي المعتدل ونشره عبر العالم. وقال: “هذا الاحتفاء يمثل دلالة واضحة أن هذا المنهج الذي تبناه معاليه وأظهره في المحافل الدولية أعطى صورة إيجابية عن المملكة التي تنتهج المنهج الوسطي المعتدل في سلوكها وتعاملها محليا ودولياً”، مؤكداً أن هذا الاحتفاء يؤكد هذه المعاني ورمزية هيئة كبار العلماء في هذه القضية ما يتعلق بالمنهج الشرعي الذي تقوم عليه هذه البلاد على الكتاب والسنة وأنها في هذا التعايش وهذا الأسلوب الذي تقوم عليه تقوم على منهج وسطي معتدل يقبل الآخر ويحسن التعامل معه وينصفه مهما كان بينك وبينه، مضيفاً أنه لا يخفى أن معالي الشيخ العيسى هو أحد أعضاء هيئة كبار العلماء وهي الجهة الأعلى من الناحية الشرعية في المملكة وأن الاحتفاء به على المستوى الدولي في هذه المحافل الدولية يعطي انطباعا عن هيئة كبار العلماء وما تنتهجه من منهج وسطي معتدل وأن هناك سعي للتقبل والتجديد مما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية الصالحة لكل مكان وزمان. وأشار د.الهليل لأهمية المرحلة قائلاً: نحن في أمسّ الحاجة لنشر الوسطية في المحافل الدولية وإبرازها، وإن المتأمل في التاريخ يعلم أن المعارك المستقبلية ستكون فكرية يُستخدم فيها ما يعرف بالقوى الناعمة حيث هي الأكثر تأثيرا في الرأي العام. وأضاف: “أن هذا المنهج الذي يقوده الشيخ العيسى وما يقدمه يعني بروز المملكة في المحافل الدولية بمظهر إيجابي وصورة معتدلة ترد على الكثير من الشبهات، كما تبين أن المنهج الوسطي المعتدل المتسامح هو المنهج الذي تتبناه المملكة، وكلمة الدكتور العيسى في تلك المحافل كانت أكثر تأكيدا على ذلك وقدمت صورة ناصعة ومن ذلك الحث على الالتزام بدساتير وقوانين الدول التي يقيم بها مسلمون وهو يعني ألا يشوه الإسلام وأن تبرز حقيقته. وختم بالقول: “من الأمور المهمة أن رابطة العالم الإسلامي هي منظمة شعبية تمثل شعوب العالم الإسلامي يشكل عام وليس المملكة فقط وتحظى بدعم كبير من المملكة وهي تحمل رسالة عالمية لذا فإن هذا الحضور الدولي له أثر بالغ. وقد سبق لي ملاحظة ذلك في العديد من المؤتمرات. نحن بحاجة إلى المزيد من الجهود في هذا الإطار وبذل المزيد من العمل الدؤوب لنشر الصورة الحقيقية”. خطوات موفقة قال د.فهد العرابي الحارثي رئيس مركز “أسبار” للدراسات والبحوث: “هناك معطيات جديدة في العالم الذي نعيش فيه اليوم ولابد من السير وفق ما تتطلبه هذه المرحلة من تاريخ الإسلام” مؤكداً “نعتقد أن الإسلام قد لحق به في السنوات الأخيرة الكثير من التشويه بفعل المجرمين الذين تبنوا بعض الجرائم الإرهابية في هذا العالم فأصبح كل من يعاني من مشكلات نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية لا يجد سبيلاً للتعبير عنها إلا أن يمارس جرائمه رافعاً راية الدين الإسلامي وبالتالي فأي تفسير لكثير من مقولات الإسلام إنما تدفع دفعاً لتفسير ما يحدث من عمليات إرهابية ومن جرائم في هذا العالم”. واعتبر د.الحارثي أن “من الضروري في ظل المعطيات الجديدة التي نعيشها اليوم تجديد الخطاب الديني وإظهار حقيقة الإسلام فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين فيما بينهم وبالمسلمين وإسلامهم فيما يتصل بالمسلمين في بقية أنحاء العالم”. وتابع الحارثي أن “ما تقوم به رابطة العالم الإسلامي مؤخراً هي خطوات موفقة جداً وأعتقد أنه من الواجب دعم هذه الخطوات لأن مسؤولية النفاح عن ديننا الإسلامي هي مسؤوليتنا نحن قبل أي طرف آخر. ولو كُشِفَ لهذا العالم حقيقة هذا الدين لكان العالم لديه استعداد أن يستمع إلينا ولما نقوله في ديننا لكننا في كثير من الأحيان نلجأ إلى الصمت أو ندع كثيراً من الذين يفسرون ديننا على هواهم أن يجعلوا فيه ما ليس منه. أنا أعتقد أن جميع المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية يجب أن تتبنى هذا المشروع الرامي لإعادة إنتاج الخطاب الديني بمواصفات تتناسب مع الدين نفسه وتلتقي مع ثوابته. وفي نفس الوقت يكون فيها إجابة على الكثير من الأمور التي تثار حول هذا الدين”. رسائل ذكية ونموذج يحتذى أما د.محمد الحيزان أستاذ الإعلام وعضو مجلس الشورى فيؤكد على أن “العالم الإسلامي مر خلال العقدين الماضيين بأحداث مضطربة وعصيبة انعكست بشكل سلبي على نظرة العالم له، وكانت خطورة تلك الأحدث أن ربط بعض الناس بين تلك الأحداث وبين ديننا الإسلامي العظيم، ولعل مما أسهم في تفاقم النظرة السوداوية هو الغياب شبه التام للمؤسسات الفكرية والثقافية القادرة على إيضاح موقف الإسلام الحقيقي الذي يرفض أي اعتداء على القيم الانسانية المشتركة بين الأمم والشعوب ويحذّر من ارتكاب التجاوزات ويحث على التسامح والاعتدال، بل إن الإسلام يؤصلها ويوليها عناية فائقة وبفضلها انتشر في أصقاع المعمورة ووجد فيه الملايين من كل عرق ولون ضالتهم”. واعتبر د.الحيزان أن هذا الحراك هو “حراك إيجابي يبشر بالخير في سبيل تصحيح الأخطاء والمفاهيم التي ألصقت قصداً أو بغير قصد بالإسلام والمسلمين. وفي رأيي أن الحضور الفاعل لرابطة العالم الإسلامي هذا العام يمثل نموذجاً يحتذى في كيفية التواصل الصحيح مع العالم. وتقديم حقيقة الاسلام كما يجب. ولعل أهم العوامل التي صنعت الفرق تكمن في أن الرابطة حددت بنجاح الرسائل التي يجب أن تعرفها الشعوب عن الإسلام بوصفه دين المحبة والسلام. على خلاف ما يحاول البعض الصاقه به من تهم باطلة تتنافى تماماً مع تعاليمه”. وشدد د.الحيزان على أن أبرز ما في الحراك الجديد الذي يقوده د. العيسى أنه يتمثل في نجاح الرابطة الجلي في استخدام منهجية خلاقة يفهمها الآخرون ولها قدرة على إحداث الأثر الإيجابي المطلوب، وهي التي كشف عنها معالي أمينها العام الشيخ الدكتور محمد العيسى وحددها في توظيف السلوك الحضاري القادر على تجسيد السلم والتعايش والتعاون والمحبة” مضيفاً: “من هنا يتبين أن حسن التدبير أدى إلى الوصول للهدف بسرعة وشجع الآخرين على التفاعل الإيجابي مع الدين الحنيف ومعتنقيه بعد تبيان حقيقته ووصول رسائله بالشكل الصحيح. ولعل كلمة معالي أمين الرابطة في البرلمان الأوروبي خير شاهد على ذلك. ولأهمية محتواها وانسجامها مع الفطرة السليمة لم يكن مستغرباً أن يعتمدها البرلمان الاوربي نفسه وثيقة للعمل المشترك”. وطالب د.الحيزان بالمزيد من مثل هذه المبادرات القيمة “من أجل التخلص من تراكمات سلبية صنعها السفهاء والجهلة الذين تركت وللأسف لهم الساحة ردحاً من الزمن دون وجود من يتصدى لهم على الوجه الصحيح”. تكريم للمملكة حكومة وشعباً فيما يرى أ.د. صدقة فاضل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز وعضو مجلس الشورى سابقاً والكاتب الصحفي المعروف أن منح وسام (داتو سراي) الماليزي لمعالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة، له عده دلالات لا تتعلق بمعالي د.العيسى وحسب بل تمتد لتشمل كل المملكة حكومة وشعبا وتوجهاً. واعتبر د.فاضل أن وسام (فارس الدولة) ولقب (داتو سراي) هما أعلى وسام ولقب شرفي تمنحه الدولة الماليزية لكبار الشخصيات نظير جهودهم المقدرة وخاصة في مجال نشر قيم الوسطية والاعتدال، والعمل من اجل السلام، ولا شك أن نيل الدكتور العيسى لهذا الوسام واللقب الشرفي الرفيع يعتبر تكريماً إسلامياً وعالمياً مميزاً لشخصه الكريم، وتقديراً لمسيرته العلمية والعملية المثمرة والناجحة. وقال د.فاضل: “كما أن هذا التكريم وذلك التقدير يجير أيضاً لحكومة المملكة العربية السعودية على سياساتها المعروفة المؤكدة على الوسطية الإسلامية والاعتدال، ومحبة السلام، والحرص على استتباب الأمن والسلم الدوليين في هذا العالم المضطرب، والذي يعاني الكثير من أجزائه من القلاقل والإشكاليات العقائدية والإرهاب. كما أن هذا التكريم يعتبر تكريماً لشعب هذه البلاد الكريمة، الذي تمسك غالبيته بالإسلام الصحيح، في مضمونه الوسطي المعتدل، الذي يحرص على خير وسلام وأمن كل البشرية، اعترافاً بسلامة التوجه العقائدي السليم لشعب هذه البلاد، الذي يجب ألا يؤخذ بجريرة قلة قليلة منحرفة منه”. ولفت د.فاضل إلى أن ” الشيخ العيسى يمثل نفسه ويمثل الجهة التي يتولى الآن إدارتها، وهي رابطة العالم الإسلامي، كما يمثل حكومة وشعب المملكة، موئل العروبة والإسلام. وتكريم معاليه، على هذا المستوى الرفيع، هو تكريم لكل هذه الجهات التي يمثلها خير تمثيل”. التعايش.. منهجية إسلامية من جهته قال الكاتب بصحيفة الرياض محمد المحفوظ: “إن أسلم اختيار لكل المجتمعات والأمم هو العيش الواحد على ضوء التجارب الإنسانية العديدة وزرع التعايش بين مكونات وشرائح الوطن الواحد، وعلينا أن نتعامل مع التعايش لأنه القادر على إدامة استقرار المجتمع والوطن، وبدونه تفقد المجتمعات الانسانية القدرة على إدامة الاستقرار والوئام بين شرائح المجتمع، مضيفاً أنه من الطبيعي القول في هذا السياق أن معالي أمين عام رابطة العالم الاسلامي من الشخصيات الوطنية، التي تعتبر من شخصيات الاعتدال والوسطية وهو ممن يؤمن أنه لا خيار في كل المجتمعات المتنوعة إلا خيار التعايش الذي يضمن حق الجميع على قاعدة العدالة والمساواة”. وأشار المحفوظ: “إن شخصيات الاعتدال والوسطية، هي الشخصيات القادرة على ترك آثار وتأثيرات إيجابية في مسيرة المجتمعات الانسانية. ولعلي هنا أشير إلى مفاصل مهمة لدعم هذا التوجه الجميل منها: العمل من مختلف المواقع لتعزيز كل متطلبات التعايش بين شرائح وتعبيرات المجتمع والوطن، وكذلك تفعيل دور الشخصيات الوطنية التي تؤمن بالتعايش والاعتدال والوسطية من الشخصيات الوطنية التي ينبغي الالتفات اليها إعلامياً واجتماعياً، وأيضاً الانتباه إلى أن تعزيز قيم التعايش يتطلب العمل على إشاعة وترويج كل ما يعزز هذا المشروع على المستويين الثقافي والإعلامي”. رؤية جديدة بناءة أما الخبير والمحلل السياسي الأردني د.نبيل العتوم فقال: “لا شك أن تأكيد د. العيسى على جملة من المحاور قد أسهمت في بلورة صورة واضحة عكست وسطية الإسلام وسماحته حيث كان لها أبلغ الأثر في عكس موقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ على محاربة العنف والإرهاب والالتزام باحترام حقوق الإنسان”، مضيفاً أن طرح الشيخ العيسى عكس خطاب رابطة العالم الإسلامي الذي يتبنى رؤية بناءة لمواجهة خطاب التطرف والإرهاب والعنف على الصعيد المحلى والإقليمي والعالمي لتعزيز عالمية الإسلام في التسامح والوسطية”. وأكد د.العتوم أن الرابطة “تحمل على عاتقها في رؤيتها الجديدة مهمة تصويب الخطاب الديني والتأكيد على الأقليات الإسلامية بالالتزام في جميع الأحوال بدساتير وقوانين البلدان التي يقيمون بها”، وتابع “لا شك بأن تأكيد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي على مفهوم خطير بات ينتشر في الغرب يدعى (الإسلاموفوبيا) كان ملفتاً للغاية لأنه أراد من خلال ذلك إيصال رسالة واضحة حول الدين الإسلامي وموقفه من العنف والإرهاب والتحريض والتمييز. كما كان من المهم تأكيد الشيخ العيسى على سبل مواجهة التطرف وهي من الأمور اللافتة والمحورية والتي بات العالم العربي والإسلامي والعالم يعاني منها. إضافة لذلك كان لمخاطبة العيسى الغرب أهمية كبرى من خلال ما طرحه من أمور كان لها دور مهم ومحوري لإظهار موقف الإسلام من التطرف والإرهاب ومحاولة لصق ذلك بالإسلام” وتابع د.العتوم: “لا شك أن ما طرحه د.العيسى سيخدم صورة الإسلام السمحة النقية ويوضح موقف المملكة الواضح من هذه الظاهرة التي عانت منها المملكة عبر تاريخها وهذا الأمر عكس إرادة حكومة خادم الحرمين الشريفين في تبني سياسة حاسمة تجاه الإرهاب من خلال تجنيد كافة الطاقات والمؤسسات للوقوف بوجه هذه الظاهرة بدءا بالحوار والمناصحة وانتهاء بالحل الأمني ومحاولة دعم كل المشروعات الهادفة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة”. الفكر المعتدل يحاصر التطرف من جهته قال د.إبراهيم عبدالعزيز الشدي عضو الهيئة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان: “لا شك أن على رابطة العالم الاسلامي دور كبير في إيضاح جوهر الإسلام النقي الوسطي والدفاع عنه ممن يحاول تشويهه من أعدائه أو بأفعال جهل من بعض ابنائه. والرابطة وأمينها العام هم خير من ينسق لهذا الدور ويقوده. إن الزيارات الأخير التي قام بها معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى لبعض الدول وأحاديثه مع مسؤوليها ووسائلها الإعلامية مؤشر تفاؤل بتصحيح ما شُوّه عمداً أو جهلاً حول وسطية الإسلام وتسامحه”. وأضاف: “لقد عانى الدين الإسلامي الحنيف خلال العقود الأربعة الاخيرة مع الأسف من تشويه متعمد من أعدائه بوسائلهم الإعلامية المتقدمة ومراكز بحوثهم كما عانى من جهل بعض ابنائه ومنتسبيه، وفي السنوات الاخيرة تناول مخلصون كثر، علماء ومفكرون وإعلاميون، أهمية انتشال ديننا الاسلامي الوسطي من قبضة المتطرفين والمنحرفين. هذا الدور المهم في الدفاع عن ديننا الحنيف مسؤولية كل مسلم أياً كان موقعه ومستوى قدراته”. بدوره قال الدكتور عبد العزير بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث: “دول العالم الغربي لا ترى من الإسلام إلا الوجه المتطرف الذي أمسى يمثل القاعدة الفكرية للممارسات الإرهابية. وقد خفت الصوت الحقيقي للإسلام، صوت الاعتدال والوسطية وتقبل الآخر، ونبذ العنف والتمسك بعدم الاعتداء”. وأشار إلى أن: “العالم الغربي رفض لفترة طويلة الاعتراف بأن علماء المسلمين الحقيقيين يجب منحهم دعماً ومكانةً خاصة من أجل محاربة الفكر المتطرف الذي قام بتحريف جميع تعاليم الإسلام دون استثناء، خدمة للفكر الإرهابي”. وأكد د.صقر أن “هيئة كبار العلماء في المملكة تقود حملة التصحيح، تصحيح الفكر، وتصحيح النظرة الغربية للدين الاسلامي. وهنا يبرز دور علماء يقودون حملة التنوير والتعريف بالإسلام الحقيقي ومثالهم معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى. فخطاب الوسطية والاعتدال الذي يتبناه الشيخ باعتباره منهجاً علمياً وأسلوب حياة، يسهّل مهمة التخاطب مع الفكر الغربي الجاهل بعظمة الدين الإسلامي وإنسانيته وعدالة وسماحة شريعته. والتوضيح ان ثوابت الدين الاسلامي تقوم على أسمى القيم الإنسانية”. وختم قائلاً: “إن الفكر الهدام لا يحارب إلا بالفكر المعتدل، وهنا يأتي دور العلماء في قيادة الفكر داخلياً وخارجياً، وفي رأينا فإنه يجب عدم إهمال مهمة تنوير الرأي العام الغربي لكونها لا تقل أهمية وخطورة عن مهمة تنوير الرأي العام الداخلي السعودي والعربي والإسلامي، وضمن هذا الإطار فمن الواجب تطوير إستراتيجية واضحة المعالم، وذات ديمومة واستمرارية هدفها تصحيح المفاهيم الغربية الخاطئة، وتسخير الإمكانيات الفكرية والمادية لدعم هذه المهمة”. يذكر أن مملكة ماليزيا منحت قبل أيام معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية أعلى أوسمتها؛ وهو وسام الشرف الملكي المسمى (فارس الدولة)، بأعلى لقب يُمنح لكبار الشخصيات التي قامت بجهود تاريخية تستحق تقدير مملكة ماليزيا، وهو لقب (داتو سري)، الذي يضفي على حامله التقدير الاستثنائي والحصانة الكاملة داخل الأراضي الماليزية مدى الحياة، ويعبّر هذا التكريم عن الشعور الماليزي الرسمي نحو علماء المملكة العربية السعودية، ولا سيما وماليزيا تعد في طلائع الدول الإسلامية في تطبيق قيم الوسطية والوئام والتعايش والتحضر. وجاء تكريم د.العيسى تقديراً لجهوده في نشر الوسطية والتسامح الديني، والحث على التعايش بين الأديان والثقافات، ومحاربة التطرف والكراهية. حيث كان لإسهاماته العالمية باسم الشعوب الإسلامية أثر واضح على سمعة أتباع الدين الإسلامي من المعتدلين، حيث استطلعت ماليزيا تلك الجهود في الداخل الإسلامي وخارجه، وتفاعل الإعلام الإسلامي والأجنبي معها. فيما قال الشيخ الدكتور محمد العيسى لوسائل الإعلام الماليزية: “إن تكريمي هو تقدير للاعتدال الشرعي والفكري الذي تعلمناه ونشأنا عليه في المملكة العربية السعودية”. (1)
مشاركة :