يقترب الموسم الكروي الأوروبي من الانتهاء شيئا فشيئا، بعض الدوريات تحددت فيها ملامح البطل وأخرى لا تزال تشهد منافسة قوية في الأمتار الأخيرة. دائما ما تكون الأنظار مسلطة على مسابقات الدول الكبرى، انجلترا وأسبانيا وإيطاليا ومن ورائهم ألمانيا وفرنسا هم من ينالون الاهتمام. ولكن مسابقات أخرى في دول أوروبية لا يتم تسليط الضوء عليها بالشكل الكافي، وتحظى بمنافسة قوية وحماسية حتى الأمتار الأخيرة. في هذه السلسلة، نستعرض أهم ما يحدث في بعض تلك الدوريات والبداية من تركيا. خلفية تاريخية حتى نحظى بمتابعة أفضل لما يحدث علينا أن نذكر أنفسنا سريعا بشكل المنافسة وأكبر الأندية في تركيا. يتكون الدوري التركي في الوقت الحالي من 18 فريقا يلعبون بنظام الذهاب والإياب، والغلبة التاريخية لفريق جالاتا سراي يمتلك 20 لقبا، كان آخرها في موسم 2014/2015. الفريق التالي هو فنربهاتشة ذو الجماهيرية والشهرة الواسعة، والذي حصل على 19 لقبا كان آخرها في موسم 2013/2014. الدربي والمباراة التنافسية الأكبر بين هذين الفريقين، ويحظى هذا اللقاء باهتمام بالغ في تركيا، كما أنه يشهد الكثير من الشد والجذب قبل وبعد، وأحيانا خلال المباراة. من بعيد قليلا، نجد فريق بشكتاش، والذي يمتلك 13 لقبا من الدوري، وكذلك يمتلك قاعدة جماهيرية ليست بالهينة. ومع اشتداد المنافسة في كل موسم يمكن اعتبار الدوري التركي وجبة كروية ممتعة. الأمتار الأخيرة مرت 28 جولة حتى الآن، بشكتاش يتصدر برصيد 64 نقطة، وبفارق سبع نقاط عن ملاحقه باشاك شهير. حقق بشكتاش منذ ساعات قليلة فوزا صعبا جاء في اللحظات الأخيرة على حساب أضنة سبور القريب من الهبوط، بنتيجة 3-2. 19 انتصارا و7 تعادلات وهزيمتين هي حصيلة الفريق الذي غادر الدوري الأوروبي الخميس الماضي. كما أنه يملك أقوى خط هجوم في البطولة بـ57 هدفا، ويتساوى دفاعيا مع ملاحقه حيث تلقى كل منهما 25 هدفا. بشكتاش هو حامل اللقب في الموسم الماضي، ويقترب شيئا فشيئا من الحفاظ على لقبه، في ظل ابتعاد فنربهاتشة صاحب المركز الثالث برصيد 53 نقطة، وجالاتا سراي صاحب المركز الرابع برصيد 49 نقطة. تتبقى ست جولات على النهاية، يحتاج منها بشكتاش 12 نقطة على الأقل لضمان التتويج في حالة عدم تعثر ملاحقه، وقد يتم الحسم بعدد نقاط أقل من ذلك إن تعثر باشاك شهير. مواجهة هامة في يوم 30 من شهر إبريل الجاري ستجمع بشكتاش مع ملاحقه باشاك شهير، ونتيجتها تحدد شكل المنافسة في الجولات المتبقية التالية. يقود بشكتاش فنيا المخضرم سينول جونيس. المدير الفني التركي خاض معظم محطاته التدريبية في الدوري المحلي، ولكنه حقق لقب الدوري لأول مرة رفقة بشكتاش في الموسم الماضي، بينما حل في الوصافة في أربع مناسبات كانت جميعها كمدير فني لفريق طرابزون سبور. أكبر إنجازاته في التدريب على الإطلاق كانت حين تولى قيادة منتخب تركيا في الفترة من عام 2000 إلى 2004. وقاد جيلا تاريخيا لذلك المنتخب إلى نصف نهائي كأس العالم 2002، ومن ثم التتويج بالمركز الثالث في البطولة. استمرت نتائجه الإيجابية مع المنتخب في العام التالي بالحصول على المركز الثالث في كأس القارات، قبل أن تنتهي مسيرته في تدريب المنتخب في 2004. الهداف هداف المسابقة هو المهاجم الدولي التركي سينك توسون برصيد 17 هدفا. صاحب الـ25 عاما يلعب مع بشكتاش منذ عام 2014، وسجل 47 هدفا في 112 مباراة بمختلف البطولات خلال مواسمه الثلاث مع الفريق. توسون يحقق إنجازا جيدا كونه يتصدر قائمة الهدافين كلاعب تركي، حيث لا يتواجد لاعبين أتراك آخرين في قائمة أفضل 10 هدافين في المسابقة. انضم المهاجم الدولي لبشكتاش قادما من جازينتاب سبور، والذي سجل معهم 44 هدفا في 122 مباراة. يمتلك توسون 18 مباراة دولية سجل خلالها خمسة أهداف، آخرها كان هدفين له شخصيا في فوز ثنائي لمنتخب بلاده على فنلندا ضمن تصفيات كأس العالم 2018 خلال شهر مارس الماضي. مفاجأة الموسم اسطنبول باشاك شهير، تأسس عام 1990 تحت ملكية إحدى شركات توزيع مياه الشرب. لم يعرف هذا الفريق طريقه إلى الدوري الممتاز التركي قبل عام 2007، وظل متواجدا حتى عام 2013 ثم هبط مرة أخرى. الغياب لم يطل، حيث عاد الفريق في الموسم التالي إلى الدوري الممتاز مع تغيير اسمه القديم – شركة المياه - إلى مسماه الحالي. أنهى الفريق الموسم الماضي في المركز الرابع، وحقق التأهل إلى تصفيات الدوري الأوروبي للموسم الثاني على التوالي. تجاوز الدور الأول على حساب ريجيكا الكرواتي، قبل أن يتم اقصائه على يد شاختار دونيتسك الأوكراني في التصفيات المؤهلة لدور المجموعات. تظل أبرز إنجازات الفريق على الإطلاق هو الوصول لنهائي كأس تركيا عام 2011، ولكنه لم يحقق أية ألقاب. الفريق في طريقه للوصول لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه من خلال المشاركة في المرحلة الثالثة من تصفياتها في الموسم المقبل. كل ذلك يتم تحت قيادة المدير الفني عبدالله آفشي، الذي يبلغ من العمر 53 عاما. آفشي اسم معروف تدريبيا في كرة القدم التركية، حيث قاد منتخب تركيا لأقل من 17 عاما للفوز ببطولة أوروبا في عام 2005، ومن ثم احتلال المركز الرابع في مونديال الناشئين في العام نفسه. بعد ذلك، قاد آفشي فريق باشاك شهير في ولاية أولى، وصعد بهم من الدرجة الثانية إلى الدرجة الممتازة وقادهم إلى نهائي كأس تركيا، قبل أن يرحل في 2011 لقيادة منتخب تركيا خلفا لجوس هيدينك. اعتقد المسؤولون في الاتحاد التركي أن آفشي سيكون قادرا على قيادة جيل جديد لتركيا بفضل معرفته سابقا بجيل ناشئي 2005، ولكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها. فشلت تركيا في الوصول لمونديال البرازيل، ورحل آفشي. في 2014، عاد آفشي من جديد لباشاك شهير ليحقق ما يحققه الآن ويضع اسمها جديدا على المنافسة في كرة القدم التركية، متفوقا على عمالقة مثل جلطة سراي وفناربخشه. هداف الفريق هو اللاعب البوسني إيدين فيسكا برصيد سبعة أهداف. صامويل إيتو البعض يعتقد أن الأسطورة الكاميروني قد اعتزل لعب الكرة، وقليلون يعلمون أنه لا يزال يمارسها. صامويل إيتو يتواجد في تركيا ضمن مجموعة كبيرة من المحترفين هناك، وأبرزهم على سبيل المثال الهولندي ويسلي شنايدر صانع ألعاب جالاتا سراي. إيتو يلعب في صفوف أنطاليا سبور الذي يحتل المركز السادس في المسابقة برصيد 43 نقطة، وينافس من أجل التواجد في الدوري الأوروبي في الموسم القادم. وسجل الكاميروني المخضرم 11 هدفا في الدوري خلال الموسم الحالي، وكانت آخر أهدافه في مباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 مع فريق جينتشلاربرليجي في الجولة 27 من عمر المسابقة.
مشاركة :