مشكلات السداد تعرقل صفقات الغذاء الإيرانية

  • 5/12/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أدت مشكلات السداد إلى تعطيل شحنات تجارية من المواد الغذائية لإيران وتكدست مئات الآلاف من أطنان الحبوب والسكر في سفن خارج موانئ إيرانية، بسبب العقوبات المصرفية التي يفرضها الغرب ولجوء ممولي التجارة لتقليص انكشافهم لإيران. ووفقاً لـ "رويترز"، فإن إيران ليست ممنوعة من شراء الغذاء وغيره من السلع الإنسانية بموجب العقوبات المفروضة على طهران، بسبب برنامجها النووي لكن التدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة زادت من صعوبة هذه الصفقات في العامين الأخيرين. وقالت عدة مصادر تجارية دولية على دراية بالصفقات التي أثرت عليها العقوبات، إن السفن التي تنقل شحنات الحبوب ومنها القمح وفول الصويا إضافة إلى السكر الخام تقف عالقة منذ عدة أسابيع خارج مواني البضائع الإيرانية مثل بندر إمام خميني وبندر عباس. وظهرت دلائل على أن الناس بدأوا يعملون على تخزين المواد الغذائية مع ارتفاع الأسعار في أعقاب تخفيضات في الدعم الحكومي لأسعار السلع، واعترف مسؤولون إيرانيون بوجود مشكلات في الاستيراد لأسباب أبرزها رفض البنوك الدولية أن تكون طرفا فيها. وأوضح مصدر تجاري أوروبي أنه توجد مشكلات في سداد قيمة الصفقات ويبدو أن إيران تواجه صعوبات على صعيد تمويل التجارة، والأمر يتعلق بتعقيدات مصرفية عطلت شحنات لعدد من الموردين. وتشير عدة مصادر تجارية إلى صعوبات متنامية في فتح خطابات الاعتماد الضرورية لضمان سلاسة عملية تسليم البضائع، وأفاد مصدر تجاري أوروبي ثان بأن البنوك الغربية غير مستعدة لأن يكون لها دور، وبمجرد أن ترى البنوك اسم إيران على الأوراق فإنها ترفض الموضوع. ويري مصرفيون ومسؤولون حكوميون أن البنوك الغربية تنأى بنفسها عن محاولات إيران إشراكها في تمويل الصفقات الإنسانية خشية أن تقع تحت طائلة العقوبات الأمريكية، فيما صرح مسؤول حكومي إيراني مشترطا عدم الكشف عن هويته أنهم ما زلوا لا يستطيعون فتح خطابات اعتماد، مضيفاً أن البنوك الدولية تشعر بالقلق أو أنها خائفة من إبرام صفقات مع إيران، ونحن لا نعرف ما هو الحل، فعشرات السفن تنتظر في الموانئ وليس بوسعنا أن نفعل شيئا. وتظهر بيانات متابعة حركة السفن أن خمس سفن كبيرة من نوع باناماكس التي تستطيع كل منها نقل ما بين 60 ألف و70 ألف طن من الحبوب وصلت إلى إيران في أوائل الشهر الماضي من موانئ أوروبا وأستراليا وأمريكا الجنوبية، وفي التاسع من آيار (مايو) كانت السفن لا تزال واقفة خارج مينائي إمام خميني وبندر عباس. وقال تاجر سلع أولية في سيدني إن وجود سفينة باناماكس في الميناء كل هذه المدة يشير إلى وجود مشكلة في الدفع، وتمثل هذه الشحنات الخمس نحو 2 في المائة من إجمالي استهلاك إيران السنوي من القمح البالغ نحو 17 مليون طن. وتشير بيانات رصد السفن إلى أن سفنا أخرى ربما تعطلت أيضا في الأشهر الأخيرة، فقد غادرت أربع سفن من نوع باناماكس أستراليا متجهة إلى إيران في نهاية كانون الثاني (يناير)، وبعد وصولها إلى المياه الإيرانية في منتصف شباط (فبراير) أو أواخره ظلت السفن عالقة عند ميناء بندر إمام خميني في الأساس حتى رحلت في نيسان (أبريل). وأشار متحدث باسم مكتب مجموعة كارجيل لتجارة السلع الزراعية في أستراليا إلى أن ثلاث سفن باناماكس كانت الشركة طرفا في رحلاتها تأخرت بسبب ازدحام الموانئ في إيران، كما تعطلت سفينة باناماكس انطلقت من أوكرانيا لأسابيع في إيران حتى الشهر الماضي. وأوضحت بيانات متابعة السفن أن ثلاث سفن أصغر بما فيها سفينة تحمل شحنة من السكر الخام تعطلت لأسابيع، وقال مصدر تجاري أوروبي إنه تم تحويل سفينة على الأقل أو سفينتين إلى مشترين آخرين، مضيفاً أن الشحنتين المعنيتين ظلتا عالقتين في إيران لمدة طويلة ومنيتا بخسارة كبيرة وتم بيعهما في وقت لاحق لمشترين آخرين. وأوضح مسؤول آخر في الحكومة الإيرانية أن سفنا كانت تنتظر ببضائع قابلة للتلف، وأن قلة منها اضطرت للعودة إلى البلد الذي اشترينا منه السلع والأمر ينطوي على عوامل مختلفة مثل عدم تسهيل إيران لتسليم السلع وكذلك المشكلات المصرفية. وأفادت متحدثة باسم شركة أرشر دانيلز الأمريكية للتجارة الزراعية التي سبق أن وردت سلع لإيران أن العديد من البنوك الدولية يرفض المشاركة في الصفقات مع إيران خشية فرض عقوبات عليها أو تغريمها، وهناك عقبة أخرى تتعلق بقيود النقد الأجنبي في إيران، فكثيرا ما يتعين على السفن الواصلة لإيران بالحبوب الانتظار لأسابيع حتى يوافق البنك المركزي الإيراني على تخصيص أموال لسداد قيمة الشحنة. ونوهت مصادر مصرفية وتجارية إلى أن عدة بنوك إيرانية معزولة عن نظام الدفع الإلكتروني العالمي "سويفت" وهو ما يزيد من تعقيد مشكلات التمويل، ولهذا يجب ألا نستبعد أي تأخيرات بيروقراطية أخرى في إيران في إدارة المتاح المحدود من النقد الأجنبي حتى يتم تخفيف العقوبات على النحو السليم.

مشاركة :