بغداد - وكالات - سربت مصادر عراقية، أمس، فحوى رسالة يبدو أنها سرية وجهها زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، يطالب فيها بإعادة النظر في قضية السلاح الموجود بحوزة ميليشيات «الحشد الشعبي» بمجرد الانتهاء من معركة تحرير الموصل، محذراً من أن بقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى ابتلاع «الحشد» الدولة.وكشفت المصادر أن الصدر حذر في رسالته من أن بقاء السلاح بيد «الحشد» سيكون «المسمار الأخير» في نعش الدولة العراقية، داعياً العبادي إلى «إعادة حساباته» السياسية في هذا الشأن.وكرر الصدر تجديد مطلبه باعتماد مبادرته لإدارة العراق في مرحلة ما بعد تحرير الموصل من «داعش»، داعياً العبادي إلى تأمين الحدود العراقية بواسطة الجيش العراقي وقوات حرس الحدود حصراً، في إشارة ضمنية إلى رفض «التيار الصدري» أن تتولى هذه المهمة قوات «الحشد»، التي تضم عشرات الفصائل المسلحة المرتبطة بغالبيتها بـ «الحرس الثوري» الإيراني.كما طالب بجمع السلاح وتسليمه إلى الدولة من خلال آليات واضحة وصارمة، والعمل على تصفية السلك الأمني من كافة العناصر «غير المنضبطة».من جهة أخرى، تباينت آراء الموالين لـ «التيار الصدري» من دفع الصدر لابن شقيقه أحمد الصدر إلى الواجهة السياسية، فهناك من رأى الخطوة جيدة، فيما تخوف آخرون من غياب مقتدى عن المشهد واعتزاله العمل السياسي، في حين حذر البعض الآخر من خطورة التوريث في الحياة السياسية العراقية.ووفق تقرير لجريدة «ايلاف» الالكترونية، أمس، اعتبر العديد من العراقيين دفع الصدر بابن شقيقه الشاب أحمد إلى قيادة التيار بمثابة المفاجأة غير المتوقعة، لأن الأخير لم يكن له أي حضور في المشهد السياسي العراقي، ولا الإعلامي، فضلًا عن أنه عاش غالبية سنين حياته في لبنان.في المقابل، اعتبر البعض أن تصرف مقتدى هو بادرة لنقل التيار إلى المدنية، خاصة وأن أحمد لم يدرس في الحوزة العلمية في النجف، بل درس العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت.يشار إلى أن أحمد الصدر هو نجل مصطفى الصدر، الذي اغتيل مع والده المرجع محمد الصدر العام 1999 في وسط النجف، ونال منذ طفولته اهتماماً خاصاً من عمه والأنصار المقربين، لكنه لم يرتدِ العمامة، بل اتجه إلى دراسة العلوم السياسية بديلًا من الدراسة الحوزوية، التي تميزت بها عائلته، ونال شهادة الماجستير من لبنان، حيث يتوقع أن يكون امتداداً مثالياً لمشروع التيار الصدري السياسي.وظهر دور أحمد بعد أيام قليلة من إعلان الصدر عن تعرّضه للتهديد بالقتل في خطاب جماهيري وسط بغداد في نهاية الشهر الماضي، بالتزامن مع إعلانه عن مشروع للإصلاحات.وبرز أحمد على الواجهة الإعلامية بعد تكليفه من قبل الصدر بمهام سياسية، تمثلت في عرض مشروع «إصلاح الانتخابات وانتخاب الإصلاح»، ومشروع «ما بعد تحرير الموصل»، لزعيم «التيار الصدري» على الطبقة السياسية الأولى في العراق.وقدمه مقتدى الصدر ضمن وصيته لأنصاره، التي كشفها أخيراً، باتباع «البقية من آل الصدر»، وتأكيده أنه «الأحقّ بحمل رايتنا وبإكمال هذه المسيرة الوضاءة»، وجعله رئيس «لجنة التيار لمشروع الإصلاح».وفي أول ظهور إعلامي رسمي، التقى أحمد الصدر، رئيس العراق فؤاد معصوم، كما التقى خلال أسبوع واحد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس الوزراء حيدر العبادي، واجتمع السبت الماضي، في أربيل مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وسلم القادة والمسؤولين الذين التقاهم نسخاً من مشروع «إصلاح الانتخابات وانتخاب الإصلاح» ومشروع «ما بعد تحرير الموصل» لعمه مقتدى الصدر.يتنقل أحمد بين لبنان والعراق، ولم يسجل له حضور واضح في حركة عمّه، إلا بعد العام 2014، فيما كان أول ظهور له على مواقع التواصل الاجتماعي قبل مدة قصيرة عبر تغريدة قال فيها (الكراهية والطائفية خارج مفاهيمي... بالحوار والمهنية وقبول الآخر تبنى الأوطان).
مشاركة :