رعى أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، مساء أمس الثلاثاء حفل تخريج الدفعة السادسة والخمسين من طلاب جامعة الملك سعود، وذلك بقاعة الشيخ حمد الجاسر بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية بالدرعية. وقال أمير الرياض لـ"سبق": إن الجامعة قادرة على احتفاظها بمركزها ضمن أفضل 100 جامعة في براءات الاختراع والتفوق. وبدأ الحفل بمسيرة للخريجين، الذين بلغ عددهم في هذه الدفعة 4888 طالبًا في مختلف التخصصات والدرجات العلمية (دكتوراه، زمالة، ماجستير، بكالوريوس، دبلوم عالٍ، دبلوم ومشارك). وقد بلغ مجموع عدد الطلاب المتخرجين في الدفعة السادسة والخمسين 4.888 خريجًا، منهم 15 حصلوا على الدكتوراه، و281 على الماجستير، و 6 على الدبلوم العالي، و125 على الدبلوم، و134 على المشارك. أما الحاصلون على درجة البكالوريوس فقد بلغ عددهم 4327. بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم، ثم ألقى مدير جامعة الملك سعود، الدكتور بدران العمر، كلمةً، رحب فيها بأمير منطقة الرياض لرعايته الحفل، وبالحضور من أولياء أمور وطلاب، وقال: إن في هذا اليوم المليء بهجة وسرورًا نجتمع احتفالاً بتخرج الدفعة السادسة والخمسين من طلاب جامعة الملك سعود، الذين تشرفوا وتشرفت معهم جامعتهم بتفضل الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، بحضور هذا الحفل، وهو الذي عوّد الجامعة على الدعم والتشجيع، ولمس منه طلابـها المؤازرة وحب مشاركتهم أيام فرحهم. وقال "العمر": ليس التخرج هو خط النهاية، بل هو في الحقيقة نقطة البداية. نعم؛ فالبعض من الطلاب يظن أن مسؤوليته تجاه نفسه وأسرته ووطنه هي أن يتخرج، فإذا حمل وثيقته ظن أنه قد بنى المجد وصنع الإنجاز وحقق الهدف.. لا؛ الأمر ليس كذلك. إن التخرج في الحقيقة ما هو إلا البداية الفعلية لصناعة مستقبلك أيهــــا الخـــريج، هو العتبة الأولى في سلـــم طويل، تصعد فيه بمقدار هـمتك وطموحك.. فقد تقـــف في أوله، وقد تقف في المنتصف، وقد تكون من الصفوة فتحلق بعيدًا في السماء. وأضاف مدير جامعة الملك سعود مخاطبًا الخريجين: لهذا أنبهك بأن الوثيقة التي حملتها اليوم ليست هي الهدف الأخير؛ فما هي إلا بطاقة الدخول إلى عالم العمل والعطاء، وهي لن تتحرك بك ما لم تتحرك أنت. إنني أقول هذا لأصحح مفهوم التخرج، وأنبه إلى أن ما بعده أهم منه، بل هو أكثر حساسية وخطرًا؛ فكم من خريج استلقى على ظهره ينتظر طيور الرزق تحط على رأسه؛ فخاب ولم يوفق؛ ربما لأنه لم يدرك أن الزمن قد تغير، والوسائل اختلفت، والمعايير تجددت، بعد أن صرنا نعيش عصرًا معقدًا متسارعًا؛ فالوظيفة اليوم لم تعد تطلب بملف أخضر، أو يوقف لأجلها في طابور طويل، أو يـحصل عليها بطريقة (اذكرني عند ربك).. إن الأمر اختلف؛ فصارت الوظيفة عزيزة منيعة، لا تقبل أي خاطب، وباتت شروطها متغيرة، أبرزها القدرة على الإبداع، وإحداث التغيير، وصناعة الفرق.. هذه شروط وظيفة اليوم لمن شاء أن يظفر بها، وأنتم جميعًا أهل لها بتوفيق الله. وقال الدكتور العمر: أود أن أطمئن الخريجين بأنهم في وطن قد مَنَّ الله عليه بقيادة مخلصة، مهمومة ببناء حاضر الوطن والمواطن ومستقبلهما. ولعل أكبر شواهد ذلك تلك البشائر التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- قبل أربعة أيام متضمنة إعادة كل البدلات والامتيازات المالية لموظفي الدولة العسكريين والمدنيين؛ ليؤكد بذلك- أيده الله- أن همَّ المواطن هو همُّ القيادة، وأنها ليست بمعزل عنه؛ الأمر الذي جعلها تسارع إلى إعادة ما حُجب عنه لظروف تطلبتها مرحلة مؤقتة، لم تدم طويلاً؛ لتؤكد قيادة البلاد -حرسها الله- حكمة القرار بمراعاة مصلحة الوطن والمواطن؛ فالوطن هو السفينة التي نحتمي بها، وسلامته سلامة لنا، ومصلحته مقدمة على كل مصلحة.. وها هو الوطن ينطلق اليوم بخطة طموحة، عنوانـها: رؤية السعودية 2030؛ ليصنع مستقبلاً مختلفًا، يتصف بالعمق والأصالة والقدرة على التحدي. وفي ختام كلمته تقدم مدير جامعة الملك سعود، الدكتور بدران العمر، بالشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله-، ولولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - يحفظهما الله-؛ لما يقدمونه للوطن وأهله من كل صور العناية والحماية والرعاية. وقال: كما أشكركم أنتم يا صاحب السمو لتفضلكم بتشريف هذا الحفل، مشيدًا بحرصكم الدائم على دعم الجامعة ومساندتـها. كما أشكر كل من عمل على تنظيم هذا الحفل، مهنئًا الطلاب الخريجين وأولياء أمورهم، وسائلاً الله أن يزيد حكومتنا الرشيدة عزًّا وتمكينًا، وبلادنا أمنًا واستقرارًا، وأن ينصر جنودنا المرابطين نصرًا عاجلاً، إنه قوي عزيز. بعد ذلك شاهد الجميع فيلمًا بعنوان "سلمان والجامعة"، ثم ألقى الطالب الأمير عبدالله بن سعود بن ثنيان والطالب فيصل بشاوري كلمة الخريجين، عبَّرا فيها عن بالغ سعادتهم بهذا اليوم، وامتنانهم لكل من ساهم في نجاحهم، ووصولهم لهذا المستوى العلمي والمعرفي والمهاري، مشيرَيْن إلى أن للوطن حقًّا، عليهم تأديته، وواجبًا تجاه دينهم.. سائلَين الله العلي القدير التوفيق والسداد في مسيرتهم العلمية لخدمة الدين ثم المليك والوطن. وفي ختام الحفل قام أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر، بتسليم الشهادات للمتفوقين في مختلف الدرجات والتخصصات العلمية من مراتب الشرف. ثم استلم الأمير درعًا تذكرية من مدير الجامعة الدكتور بدران العمر؛ بمناسبة رعايته الحفل. ثم أدلى الأمير بتصريح صحفي، عبَّر فيه عن شعوره بحضور الحفل مقدمًا تحية كبيرة لجامعة الملك سعود مديرًا وإدارة وأساتذة وعمداء وكليات وطلبة وطالبات، وقال: أرجو لهم التوفيق والسداد والنجاح المستمر في كل المراحل. كما قدم الأمير رسالة للطلاب، قال فيها: أرجو أن يكونوا مستقيمين وواثقين بأن هذه الدولة معهم، وتدعمهم في كل أمر من أمورهم. وعن كلمته للجامعة بمناسبة حصولها على أفضل مائة جامعة في براءات الاختراع قال الأمير في تصريح صحفي إلى "سبق": إن لدى الجامعة قدرة واقتدارًا في المحافظة على هذا المركز، وأن تتفوق فيه. وأضاف: كما نفخر اليوم بدخول الجامعة مرحلة المؤسسية بحصولها على الاعتماد المؤسسي؛ فهذا أمر يسعدنا جميعًا، ونفخر به.
مشاركة :